علم لدى مصادر جيدة الاطلاع أن عناصر الشرطة القضائية بالمنطقة الأمنية بالصويرة نجحت، ليلة الأربعاء الماضي، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من تفكيك شبكة إجرامية حاولت إغراق مدينة الصويرة والشواطئ التابعة لجماعات مجاورة لها بالمخدرات.
مصادر «الأخبار» أكدت أن العصابة الاجرامية التي استغلت فترة الصيف والإنزال الكبير الذي شهدته مدينة الرياح منذ انطلاق موسم الاصطياف لترويج المخدرات بكل أنواعها، سقط زعيمها بين يدي الشرطة القضائية بالصويرة في وقت متأخر من ليلة الأربعاء الماضية، بناء على معلومات وفرتها لها عناصر أمنية محلية تابعة لجهاز «الديستي»، حيث ترصد فريق أمني للمشتبه فيه باحترافية كبيرة، قبل أن يتمكن من توقيفه على متن سيارته قادما من مدينة أكادير، وهو في وضعية تلبس بحيازة كمية مهمة من مخدر الشيرا بلغت حوالي 20 كيلوغراما.
مصادر «الأخبار» أفادت بأن عملية التفتيش التي أنجزتها عناصر الشرطة القضائية بمنزل المتهم مباشرة بعد توقيفه، بتنسيق مع النيابة العامة المختصة أسفرت عن حجز كمية أخرى من مخدر الكوكايين ومبالغ مالية مهمة ناهزت قيمتها 90000 درهم.
وأضافت المصادر أن التحريات الأولية المنجزة مع المتهم الستيني صاحب السوابق القضائية المتعددة في جرائم المخدرات تحديدا، كشفت تسلمه للبضاعة بإحدى مناطق جهة سوس، ساعات قليلة قبل اعتقاله من طرف مزود ينحدر من مدينة الشمال يجري البحث حاليا لتحديد هويته، في الوقت الذي أطاحت نفس التحريات بشريك البارون الستيني بمنطقة شاطئية محاذية لمدينة الصويرة، حيث تمت مداهمة منزله في حدود الثانية بعد منتصف ليلة الأربعاء، وقد تم حجز كمية أخرى من الكوكايين اعترف أنه تسلمها من المتهم الرئيسي بهدف ترويجها وسط عشرات السياح الأجانب الذين تعج بهم المنطقة، حيث تنتشر دور الضيافة والفنادق والفيلات على مشارف شاطئ جذاب يوفر كل وسائل الترفيه للسياح الأجانب الذين يتقاطرون عليه من كل أنحاء العالم، فيما يتكلف البارون وشريكه الثلاثيني ووسطائهما بالإمدادات اللازمة من مخدر الكوكايين لبعض المدمنين منهم.
مصادر «الأخبار» أكدت أن عناصر الشرطة القضائية وضعت المتهمين رهن الحراسة النظرية من أجل استكمال الأبحاث اللازمة تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل عرضهم، صباح اليوم السبت، على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالصويرة، ويرتقب أن يتم ايداعهم السجن في انتظار الكشف عن باقي التفاصيل المرتبطة بامتدادات هذه الشبكة محليا ووطنيا، وتحديد هوية مزوديها بكمية المخدرات، خاصة مخدر الكوكايين، كما ينتظر أن تطيح الأبحاث التفصيلية التي سيباشرها قاضي التحقيق لاحقا بالوسطاء الذين يتكلفون بترويج المخدرات محليا بمدينة الصويرة والنواحي.
يذكر أن مصالح حموشي بالمنطقة الأمنية بالصويرة بصمت خلال السنوات الأخيرة على دينامية أمنية غير مسبوقة بتنسيق مع مصالح ولاية أمن مراكش والجهات القضائية المختصة، تميزت بخفض نسب الجريمة إلى مستويات قياسية، خاصة في ما يتعلق بمحاربة الاتجار في المخدرات والسرقات وتأمين المهرجانات ومواكبة الانتعاشة السياحية الكبيرة التي عرفتها المدينة خلال فترة ما بعد كورونا، فضلا عن تأمين الحفلات والمهرجانات الثقافية التي تحتضنها المدينة الخاصة باليهود المغاربة وباقي السياح الأجانب عموما.
