شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

ابتزاز برعاية رسمية

يبدو أن الإعلام الفرنسي الرسمي بات لا يترك أي فرصة لضرب الوحدة الترابية للمملكة، حتى وإن كانت خارج السياق، إلا واستغلها لترويج أطروحات انفصالية.
ففي خرجة جديدة للقناة الفرنسية الرسمية «فرانس 24»، التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية، في نسختها الإسبانية، نشرت، في برنامج من 5 دقائق تحت عنوان «الصحراء.. نزاع إقليمي دام 5 عقود»، كل سمومها الانفصالية، حيث سلطت الضوء على ما اعتبرته «استغلال» المغرب لموارد الصحراء المغربية عن طريق شراكات أجنبية من أجل تمويل ما زعمت أنه «احتلال الصحراء» متبنية في ذلك الرواية الرسمية لجبهة البوليساريو وراعيها نظام الكابرانات الجزائري.

وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول أسباب تكرار هذا الاستهداف الإعلامي الممنهج وما إذا كان الأمر سيكون نفسه لو كانت العلاقات بين الرباط وباريس على ما يرام. المؤكد أن هذه ليست أخطاء مهنية أو عابرة، بل هي سلاح برعاية رسمية لابتزاز المغرب والضغط عليه لمراجعة اختياراته الاستراتيجية الجديدة.

وعلى خلاف التصريحات الرسمية الأخيرة لرئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، التي حاول من خلالها تغطية الشمس بالغربال، انحازت القناة الإعلامية التابعة لوزارة الخارجية الفرنسية لرواية البوليساريو الانفصالية، بل وعملت على تسويقها في دول أمريكا اللاتينية بدون احترام لأدنى شروط المهنية الإعلامية، وهذا ما يعكس سياسة «كْوي وبُخْ» التي تمارسها باريس تجاه كل دولة تريد أن تكون ندا شريكا لا خادما تابعا.

ما ينبغي أن يستوعبه قصر الإليزيه جيدا أن قضايا المغرب العادلة لن تتأثر بألاعيب ودسائس الإعلام الرسمي وغير الرسمي، لسبب بسيط أنها مرتبطة بمصير وطننا وجودا وعدما، وبدل أن يختار حكام فرنسا في الدولة العميقة مخاطبة المغرب برسائل غير ودية عبر قناة 24، عليهم أن يتحلوا بقدر من الشجاعة ليتحدثوا بألسنتهم حتى يمكن للمغرب الرسمي أن يرد عليهم بما يناسب في الوقت المناسب. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى