طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة، أن سلطات طنجة وجدت نفسها في حرج بعدما طلبت منها المصالح الحكومية المختصة، مدها بتقارير حول برنامج طمر النفايات بالمدينة، في ظل الاستعدادات لتنظيم كأس العالم لسنة 2030، حيث سيتم اعتماد الفرز الانتقائي للنفايات المنزلية بالمدن الست التي ستحتضن هذه التظاهرة الدولية ومن بينها طنجة. وتبين حسب المصادر، أن مشروع طمر النفايات بطنجة، رغم الملايين التي استنزفها، فإنه لايزال بعيد المنال لتحقيق عملية الفرز بشكل كامل، نظرا لعدد من العيوب التي تسببت فيها الشركة التي تم فك الارتباط معها أخيرا.
ونتيجة لهذا الوضع، فإن السلطات المختصة، لا تزال في حرج حول كيفية التعامل مع هذا الملف، خاصة وأن اللجان الوصية على ملفات كأس العالم تركز على مثل هذه المشاريع ومدى مطابقة المدن التي ستحتضن المباريات منها طنجة، لمعايير التصنيف البيئي، وعلى رأسها التخلص من النفايات بطريقة إيكولوجية، وكذا الحد من آثارها السلبية على البيئة وعلى عيش المواطنين، لا سيما تلك المرتبطة بالرشيح (الليكسيفيا) وانبعاثات الغازات الدفيئة.
وتستعد السلطات المركزية على تمويل مشاريع إضافية، عبر تعزيز الجوانب المرتبطة بتطوير تقنيات تثمين النفايات، وترسيخ مبدأ المسؤولية الموسعة للمنتج، وتعزيز آليات حكامة تدبير النفايات. وكانت مجموعة التعاون بين الجماعات بطنجة، قد قررت في وقت سابق، فك الارتباط مع الشركة اللبنانية المدبرة لمركز طمر النفايات، بمنطقة سكدلة بجماعة المنزلة بطنجة، وذلك بعد أن تبين أن الشركة باتت تستنزف الملايين من ميزانية الدولة، دون الوصول إلى الأهداف التي على أساسها تم التعاقد معها، فضلا عن مخالفات بالجملة لدفتر التحملات، في وقت تم تكليف شركة محلية للنظافة بطنجة، بتدبير القطاع، إلى حين إعداد دفتر تحملات خاص لهذا الغرض، وبالتالي البحث عن صيغة جديدة لهذا المطرح. ومن ضمن الأسباب التي استدعت فك الارتباط مع الشركة المعنية، تقرير لجنة خاصة تم انتدابها أخيرا، بغرض فتح تحقيق بخصوص مسألة تسربات بمركز طمر النفايات بمنطقة سكدلة بضواحي طنجة، بعدما وصلت تداعيات الموضوع لقبة البرلمان، إذ وجه فريق برلماني تقريرا في الموضوع، للاستفسار عن ظروف تسرب الروائح الكريهة إلى السكان القاطنين بجوار هذا المركز، خاصة وأن هذا الأخير جاء في إطار البرنامج الوطني للنفايات المنزلية وخصصت له ميزانيات مهمة، والذي كان من أهدافه الأساسية إنجاز مطارح مراقبة مع تطوير عملية فرز وتدوير وتثمين ومعالجة النفايات، وتشرف عليه جماعة طنجة، بعدما تسلمته من لدن السلطات المختصة للقيام بتدبيره.