
قصر المجاز: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة عن وجود اختلالات تقنية في عدد من الطرق حديثة الإنجاز، رغم أن إنجازها كلّف ملايين الدراهم. وتفيد المصادر بأن بعض المقاطع الطرقية، من بينها طريق الحجيرة وطريق لوطا عين شوكة، بجماعة قصر المجاز ضواحي طنجة، أُنجزت دون إدراج قنوات لتصريف مياه الأمطار أو تجهيزات لحماية جنبات الطريق، ما يجعلها عرضة للانجراف بمجرد تسجيل تساقطات مطرية مهمة.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الدراسات التقنية، التي سبقت تنفيذ المشروع لم تتضمن عناصر أساسية لضمان متانة البنية الطرقية، من بينها “الكورنيطات” المخصّصة لتصريف المياه، إضافة إلى غياب الأرصفة الجانبية التي تُعدّ جزءا من منظومة الحماية الطرقية. وتؤكد المصادر أن مجرد إضافة غلاف مالي تقديري في حدود 50 مليون سنتيم كان من شأنه تعزيز متانة المشروع وتفادي الوضعية الحالية، خاصة وأن الميزانية الإجمالية للعملية تجاوزت أربعة ملايين درهم.
وأظهرت الصور الميدانية، التي تم تداولها بداية انجرافات على مستوى بعض المقاطع، عقب أسبوع واحد فقط من الأمطار الغزيرة. وتبرز هذه الوضعية هشاشة البنية الطرقية، رغم أن الطرق المعنية لم تتجاوز عامها الأول من الاستغلال، وفق تعبير المصادر.
وتفيد مصادر تقنية بأن إنجاز دراسة مكتملة لطريق عمومية يقتضي مراعاة شبكة تصريف المياه، وتحليل طبيعة التضاريس، وضمان حماية الجوانب عبر أرصفة أو تجهيزات مشابهة، وهو ما اعتُبر غائبا في هذا المشروع، ما تسبب في ظهور الاختلالات بشكل مبكر.
وفي ظل هذه المعطيات، دعت المصادر إلى فتح تحقيق في ملف المشروع لإعادة تقييم الدراسة التقنية الأولية، وتحديد عناصر القصور التي رافقت إعدادها ومراحل تتبع الأشغال. كما نبهت المصادر إلى أن توصيات تلقتها المصالح الجماعية المختصة ببرمجة أشغال استعجالية لتعزيز حماية جنبات الطرق المتضررة، تجنبا لأي تدهور إضافي قد يؤثر على حركة السير وسلامة مستعملي الطريق. كما يُنتظر، وفق المعطيات ذاتها، إعادة النظر في الدراسات المرتبطة بمشاريع طرق أخرى مبرمجة في المنطقة، حتى لا تتكرر الإشكالات التقنية التي ظهرت في المقاطع الحالية، وضمان استعمال أمثل للمال العام ضمن معايير هندسية مطابقة للمواصفات المعمول بها وطنيا.





