النعمان اليعلاوي
تتواصل حالة الاحتقان داخل معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، في ظل دخول الطلبة أسبوعهم الثاني من الإضراب المفتوح عن الدراسة ومقاطعة الامتحانات، احتجاجا على قرار إدارة المؤسسة القاضي بهدم السكن الداخلي، دون توفير بديل جاهز.
وبحسب مصادر طلابية، فقد عقدت إدارة المعهد اجتماعا جديدا مع ممثلي الطلبة المحتجين، بهدف تهدئة الأوضاع وفتح باب الحوار. وقدمت الإدارة خلال اللقاء تعهدات شفهية، تؤكد عدم الشروع في عملية الهدم، إلا بعد توفير إقامة بديلة تضمن شروط الكرامة والجودة، غير أن هذه التعهدات لم تلق قبولا لدى ممثلي الطلبة، الذين شددوا على ضرورة تقديم ضمانات مكتوبة ووثائق رسمية، تؤكد التزام الإدارة بعدم الإقدام على أي خطوة عملية دون إيجاد حل فوري، معتبرين أن التجارب السابقة جعلتهم لا يثقون في الوعود الشفوية وحدها.
ويعيش المعهد على وقع توتر متصاعد منذ إعلان إدارة المؤسسة عن مشروع إعادة التهيئة، والذي يتضمن هدم الإقامة الداخلية، وبناء طريق جديدة مكانها، ما دفع الطلبة إلى تصعيد خطواتهم الاحتجاجية بتنظيم وقفات واعتصامات داخل أسوار المؤسسة، ويؤكد الطلبة أن القرار يهدد مستقبل أكثر من 1500 طالب، أغلبهم قادمون من مناطق نائية، ويعتمدون بشكل كامل على السكن الجامعي كشرط أساسي لمتابعة دراستهم، في ظل غياب بدائل سكنية مناسبة داخل العاصمة، أو على مقربة من المعهد.
ويحذر المحتجون من أن استمرار تجاهل مطالبهم قد يؤدي إلى سنة بيضاء وتعطيل سير الدراسة بالمؤسسة، محملين إدارة المعهد المسؤولية الكاملة عن التداعيات المحتملة، إذا لم تُبادر إلى حل جذري وعاجل يراعي الأبعاد الاجتماعية والتعليمية للقرار، فيما تتجه الأنظار خلال الأيام المقبلة إلى مخرجات الحوار بين الطرفين، وسط مطالب طلابية بـتفعيل مبدأ الشفافية في اتخاذ القرارات التي تمس الحياة الجامعية ومصير الطلبة، وتفادي تحويل مؤسسة تعليمية عريقة إلى بؤرة توتر دائم.
في المقابل، لم تصدر عن الإدارة حتى الآن أي توضيحات رسمية بخصوص مآل المشروع، أو الجدول الزمني لتنفيذه، ما يزيد من تعقيد الوضع، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الجهات الوصية للتدخل العاجل وضمان حق الطلبة في سكن لائق، مع احترام التزامات المؤسسة تجاههم.
