
تطوان: حسن الخضراوي
تعيش مختلف السلطات بمدن تطوان والمضيق والفنيدق ومرتيل بصفة خاصة، والساحل الشمالي بصفة عامة، طيلة الأيام القليلة الماضية، استنفارا قويا للحد من عمليات الهجرة السرية، باستعمال وسائل ومعدات بسيطة، حيث يتم استغلال التخفيف من إجراءات الطوارئ الصحية، والسماح بالصيد والشواطئ المفتوحة، للانطلاق بواسطة قوارب مطاطية صغيرة، بعضها يعتمد فقط على المجاديف، ويشكل ركوبها والإبحار بواسطتها مغامرة خطيرة.
وقامت السلطات الأمنية ورجال القوات المساعدة بإحباط وإفشال محاولات للهجرة السرية، انطلاقا من شواطئ المضيق – الفنيدق، نهاية الأسبوع الماضي، حيث تم تضييق الخناق على المغامرة باستعمال زوارق مطاطية صغيرة، فضلا عن تكثيف الدوريات الأمنية، والمراقبة الصارمة على طول الساحل الشمالي، لرصد أي تحركات مشبوهة.
وحسب مصادر، فإن عودة مجموعة من الشباب إلى التفكير في الهجرة السرية، وركوب مغامرة محاولة الوصول إلى أوربا باستعمال زوارق مطاطية صغيرة، مرده إلى جمود القطاعات غير المهيكلة بمدن الشمال، وارتفاع نسبة البطالة بسبب إجراءات كوفيد 19، إلى جانب فشل الحكومات المتعاقبة في التنمية، وغياب الاستثمارات الكبرى بتطوان والمدن المجاورة.
واستنادا إلى المصادر نفسها، فإن حكومة سعد العثماني مطالبة بالإسراع لتنزيل إجراءات يمكنها التخفيف من البطالة بمدن الشمال، ومحاولة خلق بدائل للقطاعات غير المهيكلة، سيما وأن المشاريع التي يتم تنفيذها الآن تتطلب مدة طويلة للإنجاز وبداية تشغيل اليد العاملة، وتحريك عجلة الاقتصاد، كما هو الشأن بالنسبة لمنطقة الأنشطة الاقتصادية بباب سبتة المحتلة.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن العديد من القطاعات غير المهيكلة بمدن الشمال، دخلت في مرحلة احتضار، كما ساهم تراكم المشاكل الاجتماعية، وفشل المجالس الجماعية في التسيير، في ارتفاع نسبة البطالة في أوساط الشباب، وعدم الاهتمام بالتكوين المهني، وغياب المبادرات الاستثمارية التي تتم وفق الهيكلة المطلوبة، وتعمل وفق القوانين المنظمة، وليس السوق السوداء.




