الرئيسية

اشهد يا أبا الهول

حسن البصري

نحمد الله ونشكره لأن رائحة الفضائح تنبعث من أغلب معسكرات المنتخبات الوطنية، وأن لكل دولة مشاركة في دورة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم بمصر نصيب من القلق، وكأن الله وزع علينا نحن معشر الأفارقة جرعات الغضب كل حسب تصنيفه في ترتيب الكرة العالمية.
نحمد الله ونشكره لأن فضيحة منتخبنا لا تعدو أن تكون سوى حكاية شيشة وأحلاف وتكتلات، فجرها اللاعب فجر حين احتفل باستقلال المنتخب وغنى «باي باي» لمن يحاول الانقلاب على نظام رسخه الوافدون من الضفة الأخرى.
لكن أم الكبائر هي أن ينشر حمد الله صورة له وقد غير «لوكه» وأجرى تعديلا على ملامحه، صورة يظهر من خلالها وهو يشرب العصير ويعطي «العصير» لعناصر تحكم قبضتها على المنتخب. رسالة اللاعب العبدي كانت واضحة وهو ينشر صورته على شاطئ البحر في الوقت الذي كان فيه المغاربة يتابعون أولى مباريات الفريق الوطني على أحر من الجمر.
بدا حمد الله وكأنه غير معني بالمباراة، يشرب عصير الزنجبيل ويرسل للمغاربة رسائل مرة المذاق، لذا سارع المغاربة إلى كنسه من باب قلوبهم حين استفز مشاعرهم بصور ومقاطع تستخف بالمنتخب، وبدا وكأنه خارج سياق التاريخ والجغرافيا يقف على شط المحيط غير بعيد عن المكان الذي توقفت فيه حوافر حصان عقبة بن نافع، مع فرق بسيط أن عقبة كان ينشر الدعوة الإسلامية وحمد الله كان ينشر الفتنة.
يبدو أن حمد الله سار على نهج لاعب مصري اسمه رمضان صبحي، الذي اختار نشر صوره وعليها عبارة «مش متابع» أي مقاطع لمباريات منتخب بلاده، حيث قام بتعميم صورة له على أحد الشواطئ مستعرضا عضلاته ولياقته البدنية معلقا: «أشد ولا كده تمام يا شباب»، وأظهر تجاهله التام لكتابة أي تهنئة لفوز المنتخب المصري.
يبدو سلوك عبد الرزاق أهون من تصرف اللاعب الجزائري بلقبلة، الذي أثار ضجة في معسكر المنتخب الجزائري، قبل أيام من الـ«كان»، حين قام بنشر مقطع «فيديو» فاضح وهو في غرفته بالفندق. أراد اللاعب أن يظهر موهبته فأظهر فضيحته، وهذا يدل على أن اللاعب الجزائري لا يبالي بما يحدث في الجزائر من حراك أو ربما لا يعرفه أصلا.
على الفور تقرر تسريح اللاعب بلقبلة ووضعت حقيبته عند بوابة الفندق، وحمد المدرب الجزائري الله وشكره، لأن اللاعب قام بفعلته في غرفته ونقل وقائعها حصريا على مواقع التواصل الاجتماعي ضاربا عرض الحائط بوصية مسؤوليه «إذا ابتليتم فاستتروا».
ولأن المصيبة إذا عمت هانت، فإن الفضيحة زارت معسكر المنتخب المصري، حيث شهد خلال الساعات الأخيرة جلسات توبيخ من بعض لاعبي المنتخب لزميلهم عمرو وردة لاعب الفراعنة بعد الأزمة التي شهدها المعسكر بسبب اتهام عارضة أزياء مصرية، لأربعة من لاعبي المنتخب بالتحرش اللفظي بها، عبر موقع الصور الشهير «انستغرام»، وعلى رأسهم اللاعب وردة.
بحث مسؤولو المنتخب المصري عن حل، فقرروا سحب الهواتف المحمولة من اللاعبين خلال فترة تواجدهم بالمعسكر الخاص ببطولة أمم إفريقيا، من أجل زيادة التركيز، وتم توقيف صبيب «الويفي» من غرف اللاعبين تحسبا لأي تحرش.
أم الكبائر حصلت في معسكر منتخب نيجيريا، حين اكتشف موظف بالفندق الذي يقيم فيه النسور، وجود طاقم من السحرة والمشعوذين وهو يحط الرحال في غرفة أحد اللاعبين، تبين أن لكل لاعب دجاله الخاص الذي يسهر على الجانب الروحاني، تدخل الأمن المصري وحلت بالمكان شرطة الأخلاق، فتبين أن المسؤولين يخضون من غضبة الدجالين، وحين استعصى على الفريق النيجيري الفوز في أول مباراة وجهوا رسالة اعتذار لدجال يهدد بوضع مستحضرات الإقصاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى