
علم، لدى مصادر مطلعة، أن إقليم الخميسات اهتز، نهاية الأسبوع الماضي، على وقع جريمة اغتصاب وصفت بالخطيرة وغير المسبوقة تعرضت لها طفلة تبلغ من العمر 12 سنة نتج عنها حمل، ولم يتبق على تاريخ الوضع سوى شهر واحد حسب تقارير رسمية للأطباء.
الخبر الصادم الذي نزل كالصاعقة على عائلة الطفلة الضحية وساكنة سيدي عبد الرزاق بإقليم الخميسات، انتقل صداه، صباح الجمعة الماضي، إلى محكمة الاستئناف بالرباط، عقب تقديم ثلاثة «وحوش» أدمية من مواليد 2001 و1987 و1994 أمام النيابة العامة المختصة، بعد أن كشفت التحريات الأولية تورطهم في اغتصاب الفتاة وافتضاض بكارتها وممارسة الجنس عليها بالتناوب لمدة سنة، ما نتج عنه حمل في الشهر الثامن.
مصادر «الأخبار» أكدت أن قاضي التحقيق لم يتردد في الاستجابة لملتمس الوكيل العام للملك، وقرر إيداعهم سجن العرجات ومتابعتهم بتهمة التغرير بقاصر واغتصابها بالقوة نتج عنه افتضاض وحمل، وينتظر أن يتم إخضاعهم لتحقيقات تفصيلية لتحديد كل الملابسات المرتبطة بهذه الجريمة البشعة.
معطيات حصرية مرتبطة بالجريمة توصلت بها «الأخبار» تفيد أن هذه الفضيحة الصادمة تفجرت، بداية الأسبوع الماضي، بجماعة سيدي عبد الرزاق ضواحي مدينة الخميسات عندما انتبه والد الفتاة الضحية إلى انتفاخ بطنها، حيث عرضها على طبيب مختص الذي أكد أن الطفلة التي بلغت للتو ربيعها الثاني عشر حامل في شهرها الثامن، لتسود أجواء عارمة من الحزن وسط الأسرة وأهالي الدوار، قبل أن تدخل عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي سيدي عبد الرزاق على الخط بتنسيق مع مصالح الدرك بالقيادة الجهوية بالخميسات، بناء على الشكاية الرسمية التي تقدم بها والد الضحية للسلطات الأمنية والقضائية المختصة.
الضحية حددت للمحققين هوية الشاب الذي اغتصبها وتسبب في افتضاض بكارتها وهو من مواليد 2001 يقطن بمنزل مجاور لبيت أسرتها، وظل يستغل وجودها وحيدة بالبيت كل يوم أربعاء، الذي يصادف موعد السوق الأسبوعي بالمنطقة ليمارس عليها الجنس تحت التهديد، مضيفة أن والدتها كانت تشتغل بضيعة فلاحية وتصطحب معها إخوانها الثلاثة الصغار، فيما صرحت أن والدها المزداد سنة 1982 كان يتغيب هو الآخر عن المنزل خلال نفس الفترة من أجل العمل وزيارة السوق، وهو الوضع الذي كان يستغله الجاني ويعرضها لممارسات جنسية متكررة.
إخضاع الشاب المتهم للتحقيق فجر فضيحة من العيار الثقيل، بعد أن أكد أن شخصين آخرين كانا يتقاسمان معه الجريمة البشعة، بينهما فلاحان من الدوار من مواليد 1994 و1989 متزوجان وأبوان لثلاثة أطفال، وهي الجزئية الخطيرة التي لم تكشف عنها الطفلة الضحية خلال الاستماع إليها في بداية التحقيق، حيث بررت إحجامها عن كشف التفاصيل الكاملة للجريمة التي تعرضت لها من طرف المتهمين الثلاثة لمدة سنة بالخوف من التهديدات المتواصلة التي كانت تواجهها من طرف مغتصبيها.
معطيات إضافية في الملف تفيد أن المتهم الشاب فجر الفضيحة في وجه الفلاحين أملا في تعويم التهمة الخطيرة التي تلاحقه، وإرباك التحقيقات، في الوقت الذي أصر الأخيران على إنكار اتهامات الشاب، قبل أن تنجح عناصر الدرك الملكي في محاصرة المتهمين الثلاثة بحجج قاطعة مستندة على تصريحات الطفلة الضحية، والتناقضات الكبيرة الواردة ضمن أقوالهم أثناء البحث التمهيدي، حيث تناسلت اعترافاتهم التي كشفت تطورات جد صادمة مرتبطة بكيفية وتوقيت تنفيذ غزواتهم الجنسية وممارساتهم الشاذة على الطفلة، التي انتهت بفاجعة صدمت المحققين والقضاة وكذا الأطباء الذين أكدوا خطورة الوضع الصحي للضحية، وهي على مشارف الوضع، كما رجح أطباء استنادا إلى مقربين منها أن تتطلب الولادة إجراءات وعمليات طبية خاصة.
مصادر الجريدة لم تستبعد كذلك أن تدخل جمعيات حقوقية ومدنية عديدة على خط هذه الفاجعة من أجل مساندة الطفلة الضحية وأسرتها الفقيرة، ومؤازرتها قضائيا ضد «الوحوش» الأدمية التي لم تراع سنها الصغير وأخضعتها لتعذيب جنسي تواصل لمدة شهور، نتج عنه حمل بلغ مراحل متقدمة ( 8 أشهر) وهو الوضع الاستثنائي الخطير الذي حير الأطباء، ويرافقه تخوف كبير من التأثير على صحة القاصر الحامل.





