حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةرياضة

افهم تسطى

حسن البصري

من المفارقات العجيبة، في البطولات المحلية لكرة القدم، أن نعاين فريقا يرأسه قيادي سياسي يعاني من سكرات الموت ويستبيح لنفسه الهبوط إلى الدرجات السفلى، وفي أفضل الحالات يفلت من مخالب النزول بأعجوبة أو أرجوحة.

لماذا لا تصلح وصفات السياسيين ما أفسده التدبير الأحادي، الذي يؤمن أصحابه بالقول المأثور «جوع كلبك يتبعك»، وفي رواية أخرى «يخلص لك» أو «ينبح لك»؟

حين يسقط فريق يوسفية برشيد إلى القسم الثاني، بعد انتهاء مدة الإقامة المحددة في موسم واحد، بالرغم من عيون السياسيين التي تحرسه والاقتتال الدائر حوله، فهذا مؤشر على فشل السياسي في تدبير الشأن الرياضي.

حين يسقط فريق جمعية سلا العريق ويحال على دوري المظاليم، بسبب ضيق ذات اليد، يضرب السلاويون كفا بكف ويستغربون لعجز العمدة الغارق في الجاه عن إنقاذ الفريق من الغرق، ويترحمون على بائع الدجاج الذي عاش معه النادي أزهى أيامه، لإيمانه بأن «دجاج السوق يبات مكتف».

حين يسقط فريق شباب سيدي معروف، الذي يرعاه رئيس اللجنة الرياضية في مجلس المدينة، فاعلم أن القطاع الرياضي في مدينة الدار البيضاء في يد عاجزة عن تدبير فريق فأحرى مدينة.

الغريب أن عبد اللطيف الناصري، نائب عمدة الدار البيضاء، لم يكن مجرد رئيس يدبر شأن فريق، بل تحول إلى مدرب وقرر أن يكشف للجميع قدرته على التسيير والتدريب وحتى التهديف لو توفر على رخصة.

سقط فريق رئيس القطاع الرياضي وسقطت معه كل الوصفات التي حملها لسكان سيدي معرف في شكل أحلام معلبة، وقبل أن يستسلم للنوم، بحث من خلال تدوينة على صفحته الفايسبوكية بنفحة دينية، عن متآمر مبني للمجهول حين كتب: «الحمد لله على كل حال والخير في ما اختاره الله وحسبنا الله ونعم الوكيل، في كل من خطط وتآمر لإسقاط الشباب الرياضي، رب ضرة نافعة».

أما فتح سباتة الذي يرعاه السياسي محمد جودار، فقد نجا من النزول بأعجوبة، وكاد أن يصبح في خبر كان، لولا الاستنفار الكبير الذي عرفته سباتة في ملعب مرشح ليصبح قطعة من آثار الموحدين.

وفي واحدة من غرائب الرياضة بالدار البيضاء، يعيش الوداد الرياضي لكرة السلة حالة يُتْم قاسية، إذ لا يجد قاعة لاحتضان مبارياته فيرحل تارة إلى برشيد، وتارة يستقبل بقاعة حسن هيرس بدون جمهور.

هذا الفريق الذي لا يملك اليوم شهادة سكن، يرأسه عبد الصادق مرشد، رئيس مقاطعة المعاريف، التي توجد على ترابها قاعة المركب الرياضي محمد الخامس، دون أن يستطيع الحصول على مفاتيح أبوابها، بعد أن تهدمت قاعة الوداد وأصبحت جزءا من التاريخ.

أغلب الرؤساء يعانون من السمنة المالية، وينعمون بالمشاريع التي تبيض ذهبا، مستفيدين من خلطة السياسة والمال، لكن حين نقترب من الفرق التي يشرفون عليها نقف على حجم معاناة لاعبين ومدربين يقتاتون من الوعود.

محمد الشرقاوي، رئيس مقاطعة طنجة المدينة ورئيس فريق المدينة الأول، يفشل في تدبير إضرابات اللاعبين، ويصر على فض احتجاجاتهم بجرعات وعود، مع توصية بتناولها قبل النوم. وحين ضاق الخناق، قال الرئيس إن فعاليات المدينة تدير ظهرها لفريق الكرة.

حين عجز سياسيو مدينة تطوان عن تدبير شأن المغرب التطواني، وفشلوا في وقف إضرابات لاعبيه، أشهروا ورقة «تصريف الأعمال»، وقالوا: «نحن مسيرون عابرون».

ومن إقامته الجبرية الخارجية، ظل محمد بودريقة، رئيس الرجاء المغترب، يرسل الوعود ويتوعد باسترجاع مناصبه التي سقطت بالتقادم. وحين تتطاير شظايا الغضب من أفواه مدربين تعطلت رواتبهم لأزيد من أربعة أشهر، أو يهدد لاعبون باللجوء إلى غرفة المنازعات، يُتَّهَمُونَ بالعمالة والتخابر مع جهات خارجية.

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى