
إعداد: يوسف أبوالعدل
أنهت جل الأندية الوطنية المنتمية للقسم الوطني الأول عطلها السنوية وعادت تداريبها للدوران تحضيرا لموسم رياضي مقبل ليس ككل المواسم وهو الذي تصادفه العديد من الملتقيات الرياضية وأبرزها مسابقة كأس أمم إفريقيا التي تحتضنها المغرب خلال شهري دجنبر ويناير المقبلين، ناهيك عن تمثيلية مغربية لأربعة أندية وطنية في المسابقات القارية والمتمثلة في النهضة البركانية والجيش الملكي في عصبة الأبطال الإفريقية والوداد الرياضي وأولمبيك آسفي في كأس “الكونفدرالية”، هذا كله في زمن تسعى من خلاله الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية للعبة ذاتها أن يكون الموسم المقبل زمن الانطلاق في مشروع الشركات الرياضية للأندية الوطنية الذي مازالت تشوبه العديد من المشاكل والأزمات لوضعه على أرض الواقع بالنسبة للعديد من الأندية الوطنية.
الشركات الرياضية.. الانتقال الصعب
تعيش العديد من الأندية المنضوية تحت لواء العصبة الاحترافية والمنتمية للقسم الوطني الأول مشاكل في الانتقال من الجمعية إلى شركة رياضية حسب المنصوص الصادر عن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصبة الاحترافية، واللتين تعولان على أن يكون الموسم الرياضي المقبل 2025/ 2026 تاريخ إجراء بطولة وطنية من ستة عشر ناديا عبارة عن شركة رياضية عوض الجمعيات الرياضية التي عرفها المغرب منذ أول بطولة رسمية بعد الاستقلال.
ورغم أن قانون الجامعة الجديد يقصي الأندية من المنافسات والتظاهرات الرياضية التي لم تستطع التحول من نظام الجمعية إلى الشركة الرياضية، إلا أن المسؤولين عن كرة القدم يراعون ظروف الأندية التي لديها أزمات اقتصادية، خاصة أن أندية كبيرة بقاعدة جماهيرية تعتبر الأكبر في المغرب وجدت صعوبات في هذا الانتقال بينها فريقا الوداد والرجاء الرياضيان.
وقد وجد الرجاء الرياضي على سبيل المثال ضالته في راعيه الرسمي، جعل “حكماءه” يحددون كوسيلة لهذا الانتقال مبلغ خمسة عشر مليار سنتيم كقيمة سوقية للنادي الأخضر لدخول الشركة الراعية في أسهم الرجاء.
وإلى حدود كتابة هاته الأسطر فإن عشرة أندية من الستة عشر الموجودة بالقسم الوطني الأول عجزت عن تحويل نفسها لشركة رياضية رغم أن مجموعة منها تعول على جمعها المقبل لإعلان هذا التغيير، إذ تنكب حاليا على تحديد السومة المالية لأسهم النادي لإغراء مستثمرين لدخول سوق الاستثمار الرياضي وبعدها معاينة قدرتها على ذلك قبل إبلاغ الجامعة والعصبة بذلك.
ورغم أن مشروع قانون المالية أباح للشركات الرياضية الاستفادة من الإعفاء من الضريبة على هاته المؤسسات مدة خمس سنوات محاسبتية متتالية، إلا أن تنزيل هذا المنصوص إلى أرض الواقع يظل من بين أصعب المشاكل التي تجدها الأندية ومعهما الجامعة والعصبة الاحترافية، لقلق المستثمرين وخوفهم من دخول قطاع هش وغير مهيكل رغم تحسن الصورة على الكرة المغربية بسبب الإنجازات الأخيرة للمنتخبات والأنية الوطنية والبنيات التحتية التي تم تشييدها خلال السنين الأخيرة والملتقيات الكبرى التي سيحضنها المغرب مستقبلا أبرزها كأس العالم 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال، بالإضافة إلى كأس إفريقيا نهاية السنة الحالية.
وفي حال تنزيل هذا المشروع على جميع أندية القسم الوطني الأول قبل انطلاق الموسم المقبل، فإن سرعة الدوري الاحترافي ستتغير إيجابا خاصة أن الأندية ستكون ملزمة بالموازنة بين كتلة الأجور وميزانيتها ما سيمنح لاعبي هاته الفرق ومدربيها وكل أطرها التي تشتغل داخل الشركة إمكانية التوصل بحقوقها مع نهاية كل شهر وموسم رياضي، ما يعطي اللاعبين متنفسا لتقديم كل ما لديهم من أجل القميص الذي سيحملونه وهو ما سيرفع من إيقاع البطولة عاجلا أم آجلا.
أجانب البطولة.. محترفون على المقاس
تعتمد كل الدوريات العالمية على قيمة اللاعب الأجنبي الذي يمنح الإضافة المرجوة للأندية التي يحمل قميصها وفي المقابل يصعد من مستويات الدوري الذي يلعب فيه، وهو ما تفتقده البطولة الوطنية، إذ تعجز عن جلب لاعبين محترفين أجانب يقدمون الإضافة المرجوة للأندية باستثناء حالات تظهر بين ناد أو آخر وبين موسم رياضي وآخر أيضا.
سوق الانتقالات الصيفية الحالية شهد حركة انتقالات متوسطة، خاصة أنها في بدايتها والدوري مازال أمامه أكثر من شهر لانطلاقته وهو الذي ستعطى ضربة بدايته في الثاني والعشرين من غشت المقبل، لكن الأسماء التي تصلنا لا يظهر فيها حس اسم كبير على الأقل قاريا، إذ مازال الدوري المغربي يصنف ضمن الدرجة الثانية إفريقيا بعد المصري والجنوب الإفريقي ودوريات إفريقيا أخرى باتت تفوق البطولة الوطنية ماليا من بينها تانزانيا وليبيا التي أصبحت تخطف لاعبي البطولة عبر منح عقود تسيل لعاب أسماء كانت تعتبر نجوم أنديتها في وقت سابق.
الظاهرة الجديدة التي كشفتها بداية “الميركاتو” الحالي هو التعاقد مع العديد من مغاربة المهجر الذين لعبوا في دوريات أوروبية متنوعة سواء في الدرجة الأولى وخاصة الثاثية، إذ وبعدما أظهرت العملية فشلها في وقت سابق، يسعى الجيل الجديد من اللاعبين تحويلها لإيجابية ونقل تجربتهم وإمكانياتهم للأندية المتعاقد معها خاصة أنهم عاينوا حجم التطور الذي شهدته الكرة المغربية خاصة على مستوى البنيات التحتية والنتائج الرياضية التي دفعتهم للعودة لبلدهم الأم لصناعة أسمائهم داخله.
إغلاق الملاعب.. شبح يخيف الأندية
ترفض العديد من أندية القسم الوطني الأول إعادة سيناريو الموسم الماضي، بخوض غالبية مواجهاتها خارج مدنها وبملاعب ترفض استقبال جماهيرها، إذ ورغم تأكيد مسؤولي الجامعة في أكثر من خرجة إعلامية أن الظرفية تستوجب تآزرا مغربيا حول الظرفية بسبب إصلاح العديد من الملاعب وبناء أخرى تحضيرا لكأس إفريقيا للأمم المقبلة التي تحتضنها بلادنا انطلاقا من نهاية السنة الحالية، إلا أن وضع هاته الملاعب مجددا بين يدي الاتحاد الإفريقي انطلاقا من شهر أكتوبر المقبل فرض عليها تساؤلات جديدة حول وضعيتها خلال مباريات البطولة الموسم المقبل.
وتتمنى أندية العاصمة الرباط التي بات عددها أربعة في القسم الوطني الأول وهي الممثلة بالجيش الملكي والفتح الرباطي واتحاد اتوراكة واتحاد يعقوب المنصور أن يفتتح المجمع الرياضي مولاي عبد الله في وجهها وهو الأمر نفسه بالنسبة لملاعب الأولمبي و البريد و مولاي الحسن، لرفض السفر مجددا للعديد من الملاعب بعيدا عن الرباط لإنقاذ مبارياتها في الدوري الوطني وهو الأمر نفسه بالنسبة لأندية الكوكب المراكشي واتحاد طنجة وحسنية أكادير وكذلك قطبي العاصمة الاقتصادية، حيث ترفض الجماهير إغلاق المركب الرياضي محمد الخامس خلال بطولة الموسم الحالي تحت ذريعة الإعداد لـ”الكان” مطالبا الجميع إيقاف مباريات الدوري الاحترافي حتى إجراء المسابقة وإغلاق الملاعب في وجه الأندية الوطنية.
ضغط المباريات والملتقيات.. “روزنامة” صعبة
رغم نجاح العصبة الاحترافية وبشهادة غالبية المتبعين في الروزنامة الزمنية لمباريات الدوري الاحترافي عبر تنظيم المواجهات وفق جدول زمني استحسنه الجميع رغم بعض المشاكل التي ظهرت بين الفينة والأخرى تتجدد المخاوف لظهور مشاكل جيدة في هذا السياق، خاصة أن الموسم الرياضي الحالي ستكون فيه الجامعة والعصبة نفسها مرهونتان بالعديد من المسابقات وأبرزها تنظيم المغرب لكأس إفريقيا للأمم ومشاركته المحتملة في كأس العالم صيف سنة 2026، خاصة بعد دورية الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” التي حددت نهاية شهر ماي لاختتام كل البطولات العالمية المحلية والقارية، ناهيك عن المشاركات القارية للأندية الوطنية الممثلة للمغرب في عصبة الأبطال الإفريقية وكأس “الكونفدرالية”.
وتسعى العصبة الاحترافية لكرة القدم إلى خوض أكبر عدد من المباريات في بداية البطولة الوطنية التي حددت انطلاقتها في 22 من شهر غشت المقبل قبل منح الاتحاد الإفريقي حق التصرف في الملاعب التي تستضيف “الكان” مع ضرورة إعادة افتتاحها بعد بداية المسابقة، رغم الأخبار المتداولة بانطلاق إغلاقها تحضيرا لكأس العلم 2030، رغم الوعود التي تلقتها الأندية بأن الملاعب الجاهزة مثل الرباط وطنجة ستواصل افتتاحها لأندية في ما المركب الرياضي محمد الخامس سيواصل افتتاحه في وجه الرجاء والوداد لكونه ليس ضمن الملاعب التي ستستقبل مباريات مونديال 2030.





