
العيون: محمد سليماني
احتضنت مدينة العيون، طيلة يوم أول أمس الاثنين، أشغال الجمع العام العادي الخامس للاتحاد العالمي للتعاضد، والذي يعقد، برعاية ملكية، تحت شعار «التعاضد فاعل أساسي في الحماية الاجتماعية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني».
وشارك في فعاليات الجمع العام جميع ممثلي التعاضديات الدولية المنضوية تحت لواء الاتحاد العالمي للتعاضد، والمكون من 45 دولة تمثل أمريكا اللاتينية، وشبه الجزيرة الإيبيرية والقارة الإفريقية.
وتوزعت أشغال الجمع العام بين جلسة افتتاحية صباحية مفتوحة في وجه الجميع، ثم جلسة مسائية مغلقة خاصة بأعضاء المكتب الإداري للاتحاد العالمي للتعاضد.
وخلال الجلسة الافتتاحية، تناول الكلمة كل من رئيس الاتحاد العالمي للتعاضد أندريس بلاس رومان، الذي عبر عن سعادته بالتواجد بعاصمة الصحراء المغربية، وأبرز أن المدينة رحبت بأعضاء الوفد كما لو أنهم في بلدانهم. وأضاف رئيس الاتحاد العالمي أن كل الظروف مواتية ومهيأة بدقة لكي تمر أشغال الجمع العام العادي للاتحاد في جو من تبادل الآراء والنقاش. وختم الرئيس كلامه بالتعبير عن التزام الاتحاد بمشروع جلالة الملك المتعلق بالحماية الاجتماعية لخدمة سكان المملكة.
من جانبه عبّر لويس ألبيرطو دي سيفيا، رئيس الاتحاد البرتغالي للتعاضد، عن تقديره لورش الحماية الاجتماعية الذي أطلقه المغرب، والذي هو نموذج يحتذى لتقليل أعداد الفئات الهشة.
أما رئيس الاتحاد الإفريقي للتعاضد، ورئيس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، مولاي إبراهيم العثماني، فكشف أن هذا اليوم سيكون تاريخيا وسيكتب بمداد من ذهب، حيث احتضنت مدينة العيون؛ أيقونة الأقاليم الصحراوية المغربية، فعاليات هذا التجمع العالمي. وأضاف العثماني «نجتمع اليوم من أجل الاستمرار في إشاعة القيم النبيلة لإحدى الركائز والدعامات الأساسية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والحماية الاجتماعية، وأعني به التعاضد، هذا القطاع الحيوي، الذي أثبت حضوره القوي والبارز، داخل النسيج المجتمعي، من خلال المبادئ الكونية التي ارتكز عليها، في جهوده الرامية إلى وضع أرضية صلبة وواقعية، ملموسة، تكرس وتعزز وتنشر قيم التضامن والتآزر والتعاون بين الأفراد والجماعات».
وشدد العثماني على أن «الشعار الذي تم اختياره لهذا المحفل التعاضدي العالمي الهام، يحمل في طياته رسائل مشفرة، إلى كل الحكومات والمؤسسات والمنظمات، من أجل إيلاء الاهتمام المناسب لقطاع التعاضد باعتباره ركيزة أساسية لبناء مجتمع متضامن، تسوده قيم العدالة الاجتماعية والمجالية، وآلية ناجعة لمحاربة الهشاشة والفقر، وتضييق الهوة والفوارق الطبقية الصارخة، وعدم مراعاة الجانب الاجتماعي بشكل أكثر عدالة وإنصافا».
وأعلن العثماني، الذي تم انتخابه نائبا لرئيس الاتحاد العالمي للتعاضد، نائبا لرئيس هذا الاتحاد مكلفا بالقارة الإفريقية، خلال الجمع العام الرابع المنعقد ببوينس أيريس بالأرجنتين، «الانخراط المطلق واللامشروط في إنجاح جميع المشاريع الاجتماعية والصحية التي تسعى المنظمات التعاضدية إلى بلورتها على أرض الواقع، خدمة لمصالح المنخرطات والمنخرطين، ومن أجل الرقي بالقطاع التعاضدي إلى مصاف القطاعات والمجالات الاجتماعية الرائدة والمؤثرة».
وذكر رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية أن «روافد القطاع التعاضدي، بجميع الدول الأعضاء في هذا الاتحاد، تلتقي عند أهداف نبيلة تتوخى، بالأساس، تكريس دور التعاضد كفاعل أساسي في تحقيق الحماية الاجتماعية وتوفير التغطية الصحية، وكذا تعزيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كبديل منصف وعادل للاقتصاد الرأسمالي المجرد، بالنظر لبعده الاجتماعي الإنساني الصرف، القائم على مبدأ التضامن والتعاضد، حيث فرض نفسه بقوة في خضم الأزمات الاقتصادية التي شهدها العالم على مر العصور، وأضحى دعامة ثالثة، إلى جانب القطاعين العام والخاص، لإرساء الاقتصاد المتوازن والمندمج، لما ينْطوي عليه من الإمكانات والوسائل التي تجعله قادراً على تعبئة وتوفير ثرواتٍ هامّة، مادّية وغيْر مادّية، من شأنها تحقيق التنمية الاجتماعية والمجالية المستدامة، والتخفيف من نسبة البطالة».
يشار إلى أن النسيج التعاضدي المغربي مكون من حوالي 50 مؤسسة، تتـوزع، أساسـا، بين تعاضديـات الصحة، التي تنتمي إليها التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بعدد إجمالي يفوق 460 ألف منخرط وأزيد من 632 ألف مستفيد من ذوي الحقوق، هؤلاء المنخرطون، الذين ينتمون لحوالي 1562 إدارة عمومية ومؤسسة عمومية وشبه عمومية وجماعات ترابية.
ومن جهة أخرى، أشرف مولاي إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، رفقة عبد السلام بيكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس الاتحاد العالمي للتعاضد أندريس بلاس رومان، وبحضور عدد من ممثلي التعاضديات المكونة للاتحاد العالمي، على تدشين المديرية الإقليمية والوحدة الصحية والاجتماعية بمدينة العيون.
ويأتي تدشين هذه المديرية الإقليمية في إطار تنزيل بنود المخطط الاستراتيجي الخماسي 2021-2025، الذي يروم تسريع تهيئة وتأهيل جميع المقرات والوحدات الإدارية والاجتماعية، من أجل تقريب خدمات التعاضدية العامة من المنخرطين في جميع جهات وأقاليم المملكة، وفي إطار سعي التعاضدية العامة للرفع من عدد الوكالات على المستوى الوطني وتوسيعها، لتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية في الولوج للخدمات المقدمة لفائدة المنخرطين وذوي حقوقهم، وتحسين ظروف استقبالهم.
ويهدف تدشين المديرية الإقليمية للعيون إلى تجويد وتحسين الخدمات المقدمة للمنخرطين، إضافة إلى تمكينهم رفقة منخرطي التعاضديات الشقيقة من الاستفادة من الخدمات الإدارية والصحية التي ستسديها المؤسسة، بعدما كانت، إلى الأمس القريب، حكرا على العاصمة الرباط. وسيتم نقل مجموعة من الاختصاصات الإدارية التي كانت حكرا على المركز إلى المديرية الإقليمية للعيون، من قبيل استقبال وتسجيل ملفات المرض، وتسجيل ملفات الانخراطات واستقبال وتسجيل ملفات الاحتياط الاجتماعي، واستقبال وتسجيل ملفات تحيين الوضعية الإدارية، وتصفية الملفات المرضية، وتقديم خدمات طب الأسنان، وصناعة أطقم الأسنان غير الثابتة وخدمة البصريات، والفحوصات الطبية والفحص بالأشعة والترويض الطبي. ويؤمن العمل بهذه المديرية الإقليمية الجديدة 23 إطارا إداريا وطبيا وشبه طبي.






