
أكادير: محمد سليماني
صادق مجلس جماعة أكادير، خلال دورته الاستثنائية المنعقدة، يوم الثلاثاء الماضي، على مقرر يقضي بتخطيط حدود الساحة العمومية «سينما السلام»، وتعيين القطع الأرضية المراد نزع ملكيتها لما تستوجبه هذه العملية.
واستنادا إلى المعطيات، فإن المقرر الذي اتخذه المجلس الجماعي لأكادير يروم إحداث ساحة عمومية، لكون المدينة تفتقد إلى الساحات العمومية. غير أن إحداث هذه الساحة جاء على حساب إعدام محطة سيارات الأجرة الكبيرة والصغيرة الخاصة بجماعات شمال أكادير، والتي ظلت منذ عقود تستغل الساحة المقابلة لـ«سينما السلام».
وبرر المجلس الجماعي لأكادير اتخاذ هذه الخطوة، التي ستكون لها انعكاسات وخيمة على الحركية التجارية بهذه الساحة، بهدف تطوير الفضاءات العمومية، لتعزيز البنية التحتية بالمدينة، خاصة وأن الساحة توجد بالقرب من «سينما السلام»، وهي إحدى المعالم المصنفة ضمن التراث بعاصمة سوس.
وينبني تصور المجلس الجماعي لأكادير، بخصوص هذه الخطوة، ضمن الإطار العام الذي يهدف إلى إيجاد أرضية صلبة لاستقبال التظاهرات الرياضية القارية والعالمية، ثم لكون المآثر التاريخية والساحات العمومية تعتبر جزءا منها، سواء من الناحية التراثية، حيث إن الساحة مقابلة للسينما التاريخية، وأيضا من الناحية الإشعاعية التي تروم تعزيز الصورة الحضارية للمدينة وفق نسق جمالي.
وحسب المعطيات، فإن المجلس الجماعي لأكادير وجد نفسه في حرج كبير، حيث إن المدينة ستستقبل تظاهرات رياضية قارية وعالمية، إلا أنها تفتقر لساحات عمومية، لذلك تم الاهتداء إلى فكرة تحويل المحطة الطرقية لسيارات الأجرة بصنفيها إلى ساحة عمومية، خصوصا وأن هذه الساحة محاذية للمعلمة التاريخية «سينما السلام»، التي تعتبر إحدى المعالم التي سيتم تسويقها خلال هذه التظاهرات.
من جهة أخرى، فإن الإقدام على هذه الخطوة، وإعدام محطة لسيارات الأجرة، سينعكس سلبا على المحلات التجارية والمطاعم التي توجد بمحيط هذه الساحة، والتي ظلت منذ عقود القلب النابض بوسط المدينة، وتعرف حركية تجارية كبيرة. فنقل سيارات الأجرة من هذه الساحة إلى محطة التبادل قرب قصبة أكادير أوفلا، سيجهز على الساحة والرواج التجاري الكبير الذي كانت تعرفه، مثلما وقع لمحطة سيارات الأجرة بساحة «الباطوار»، والتي ظلت الحركة التجارية تنتعش بهذه الساحة لسنوات عديدة، قبل أن يصيبها الركود، بسبب نقل سيارات الأجرة إلى الساحة المحاذية لثانوية الإدريسي التقنية. وبسبب هذا القرار، أغلقت كثير من المحلات التجارية، وتخلص البعض من المطاعم التي كانت تعج بها الساحة.
اختيار مجلس جماعة أكادير لهذه الساحة، لتحويلها إلى ساحة عمومية تستقطب الجماهير خلال التظاهرات الرياضية المقبلة، قد تكون له آثار إيجابية على معلمة تاريخية هي «سينما السلام»، والتي تجري أشغال تأهيلها وإعادة الروح إليها، بعد عقود طويلة من الإغلاق.





