شوف تشوف

الرأيالرئيسية

البن البرازيلي

انهزم المنتخب البرازيلي أمام منتخب المغرب، في ودية طنجة، واستسلم نجوم «السامبا» أمام المغاربة في ليلة رمضانية لن ينساها البرازيليون، إذ لم تعد لبن «أرابيكا» نكهة وجاذبية في ملعب ابن بطوطة.

مقالات ذات صلة

انتهى الإبهار البرازيلي وانقضت صلاحيته، ولم نعد نفرق بين برازيل أمريكا اللاتينية وبرازيل المغرب. قال مدرب المنتخب البرازيلي: «منتخبكم رائع وأنا راض بالهزيمة»، حينها تبين زيف تصنيفات «الفيفا» التي عينته زعيما للمنتخبات.

من اليوم فصاعدا، لن نطلب ود راقصي «السامبا»، لن نتمايل مع لمساتهم وتحركاتهم، لن نبايعهم ملوكا للكرة، لأن «بيلي» مات ودفنت معه مهارات سحرة الكرة البرازيلية.

تاريخيا، ظلت البرازيل تصدر لنا بنها وخشبها ومواهبها، وحين يتعاقد فريق مغربي مع مدرب برازيلي، تنتصب الخيام استعدادا لرقصة «السامبا» والاستمتاع بموهبة ما جاد الزمان بمثلها.

في بداية الثمانيات، عجز المنتخب المغربي عن انتزاع تأشيرة العبور إلى مونديال إسبانيا، فغضب الملك الحسن الثاني وقال لوزيره في الرياضة عبد اللطيف السملالي: «كيف نغيب عن مونديال يجرى على بعد كيلومترات قليلة عنا؟».

قرر الملك في اجتماع طارئ مع الوزير الأول المعطي بوعبيد، ووزير الشباب والرياضة عبد اللطيف السملالي، البحث عن مدرب برازيلي لقيادة الفريق الوطني المغربي في الاستحقاقات القادمة، وكلف إدريس الكتاني، السفير والمستشار الاقتصادي بالبرازيل في أوائل الثمانينات، بالمساعدة في البحث عن مدرب برازيلي للمنتخب المغربي.

أعد الدبلوماسي الكتاني لائحة من ثلاثة أسماء تضم: ماریو ترافالينسيه وباولو الميديا، وإنفالدو ميتو، لكنه وجد صعوبة في إقناع السملالي باختياراته، خاصة على المستوى المالي، حيث كان سقف الراتب يصل إلى عشرة آلاف دولار.

سيقع الاختيار على المدرب البرازيلي خايمي فالانتي، بعد جلسة إقناع مع المستشار الاقتصادي الكتاني، لكن هذا المدرب الفيلسوف سيقضي فترة قصيرة في المغرب توجت بفوز المنتخب المغربي بذهبية ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983، ثم يعود من حيث أتى، قائلا إن زوجته كانت وراء إقناعه بالعودة إلى البرازيل بعد أن اشتاقت لنكهة «الأرابيكا».

عاد الدبلوماسي الكتاني للبحث عن مدرب بديل فاهتدى إلى برازيلي آخر بنفس المواصفات اسمه جوزيه فاريا، استجابة لإصرار ملكي على أن يكون مدرب المنتخب ساحرا من سحرة الكرة البرازيلية. تزوج فاريا من مغربية واعتنق الديانة الإسلامية، وكتب جزءا من سطور تاريخ الكرة المغربية، وأصر على أن يعيش ويموت في المغرب ويدفن في جوف تربته.

 هناك برازيلي آخر، أشرف على تدريب الفريق الوطني المغربي في منتصف التسعينات، لكنه مر مرور الكرام، اسمه جيلسون نونيز، قاد منتخب شبان البرازيل للفوز بكأس العالم، إلا أنه سقط في امتحان إفريقيا، فخرج ولم يعد.

الفرق المغربية تمسكت بأهداب المدربين واللاعبين البرازيليين، حين أصبح البرازيلي موضة الكرة العالمية، فقد تعاقد الوداد مع المدرب جوزيه دوترا دون أن يرقص الفريق «السامبا» في البطولة، ولعب في صفوفه البرازيلي شينا، لكن غابت اللمسة الساحرة وتبين أن المدرب نسخة غير مصادق عليها.

تعاقد الرجاء مع المدرب البرازيلي كارلوس موزير ومع فييرا، وضم في صفوفه نجمين استوردهما من شواطئ كوبا كابانا وهما فيدير أليكس فيليكس وماريو بلمار، لكن الكرة لم تطاوع أقدامهما.

وارتبط البرازيلي خوصي بالنادي القنيطري، حتى أصبح مواطنا غرباويا، وجلب اتحاد طنجة مهاجما يدعى هوكو سانطوس ألميدا، وارتبط أولمبيك آسفي بكلاوديو رافاييل دوس سانتوس وجاردسون بولاكو دون أن تتحقق اللمسة البرازيلية الساحرة، بل إن بعض اللاعبين البرازيليين قضوا أيامهم في كراسي البدلاء.

سيذكر مدرب المنتخب البرازيلي قولة الأسطورة «بيلي»، حين زار المغرب في السبعينات: «إذا كنت أنا ملك الكرة فالعربي بن مبارك هو ربها».

حسن البصري 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى