الرئيسيةمجتمعمدنوطنية

«البيجيدي» يعارض إرادة ساكنة أكادير

وافق على هوية بصرية «مرفوضة»

أكادير: محمد سليماني

صادقت الأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي لأكادير المكونة بالأغلبية الساحقة من حزب العدالة والتنمية على نقطة الهوية البصرية الجديدة لمدينة أكادير والمدرجة في الجلسة الثانية من الدورة العادية لشهر أكتوبر المفتوحة بأغلبية الحاضرين. وبحسب المعطيات، فقد صوت بالقبول على الهوية البصرية الجديدة 27 عضوا، أغلبهم من حزب العدالة والتنمية، ما عدا منتخب واحد صوت من الحزب نفسه ضد الهوية البصرية الجديدة التي أثارت جدلا واسعا منذ أسابيع بعد الإعلان عنها في اجتماع رسمي بولاية سوس – ماسة. وقد انسحب منتخبو الاتحاد الاشتراكي من الجلسة التي شهدت التصويت على اعتماد الهوية الجديدة، فيما صوت ضدها 5 أعضاء فقط.
واستنادا إلى المصادر، فإن تصويت المجلس الجماعي على هذه الهوية التي سقطت من «فوق»، نالت موجة غضب بعد اعتمادها، بل وقبل ذلك أيضا، حيث تعالت أصوات نشطاء جمعويين وحقوقيين وفعاليات مدنية بالمدينة، رافضة هذا الشعار الجديد الذي شابته بحسبهم عدة «اختلالات» تتعارض مع أساسيات الهويات البصرية للترويج للمدن والفضاءات. كما أن هؤلاء النشطاء، نظموا حملة واسعة لتوقيع عريضة تعبر عن رفض الساكنة للهوية البصرية الجديدة، إذ وقع عليها حوالي 230 شخصا من مختلف التيارات والحساسيات السياسية والجمعوية والحقوقية والمدنية، وقد تم تقديمها رسميا للمجلس الجماعي قبل الجلسة الثانية التي برمجت فيها الهوية البصرية الجديدة، وذلك من أجل إخباره وبشكل قانوني وفق ما تمليه الديمقراطية التشاركية، عن رفض الساكنة لهذا الشعار الجديد، إلا أن أعضاء المجلس المسير والمنتمين جميعا لحزب العدالة والتنمية، لم يعيروا أدنى اهتمام لهذه العريضة، ولم يأبهوا بها، بل واصلوا عملهم، وافتتحوا نقاش هذه النقطة خلال الدورة بشكل يبين قبولهم المسبق بها، ومعارضتهم لإرادة ساكنة المدينة وفعالياتها الغاضبة، رغم أن العريضة الموقعة طالبت على الأقل بتأجيل الحسم في هذه النقطة الخلافية إلى حين حسم فعاليات المدينة في الهوية الجديدة التي فرضت من قبل ولاية الجهة، واقترحت على المجلس الجماعي للمصادقة عليها.
ومن الأمور المريبة في العملية أن صفقة إعداد الهوية البصرية الجديدة تم التكتم عنها بشدة، ودون معرفة تفاصيلها إلى الآن، إذ إن شركة التنمية المحلية «أكادير سوس ماسة تهيئة» التي تتحصل على ميزانيتها من المجلس الجماعي ومجلس الجهة، قد أبرمت صفقة مع شركة خاصة من خارج المدينة والجهة، لإنجاز الهوية البصرية الجديدة، في الوقت الذي يبرز مقرر المجلس الجماعي لإحداث الشركة، أن عملها يخص فقط إنجاز المشاريع المدرجة في برنامج التنمية الحضرية المصادق عليها من قبل الملك وتتبع تنفيذها. إلى ذلك فقد أصبحت مدينة أكادير في زمن الولاية الحالية للعدالة والتنمية مجرد جهاز تابع لجهات مختلفة، تملي عليها نقط جدول أعمالها، وتفرض عليها الموافقة بالإيجاب عليها، كما هو الشأن بالنسبة للهوية البصرية الجديدة التي فرضتها الولاية، وأنجزتها شركة خاصة بأموال الجماعة، وطلب من الأخيرة اعتمادها، دون أن تكون شريكا في إعدادها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى