حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

التازي: الحسن الثاني أمرني أن أوقع مقالاتي باسمي وقال إنه يعرف كُتاب الصحف بأسلوبهم

يونس جنوحي

 

في معرض الحديث عن تداعيات توقيع اتفاقية الحدود بين المغرب والجزائر، في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد، تطرق السفير محمد التازي لاهتمام الملك الراحل بمعرفة رأي الأحزاب الوطنية في ما كان سيقدم عليه المغرب من اتفاق مع الجزائر، يوم 14 ماي سنة 1989، بعد سنوات من تذبذب العلاقات والأزمات. وكشف التازي أن الملك الراحل اهتم بمعرفة ما تكتبه الصحف المغربية.. واغتنم التازي الفرصة لتناول تغطية الصحف المغربية للحدث، وعلاقة الملك الراحل بالصحف المغربية عموما. يقول:

«في إحدى المناسبات قرأ جلالته مقالا في جريدة رسالة الأمة، لسان الاتحاد الدستوري، وتقدم للسلام على جلالته السيد عبد اللطيف السملالي، وزير الشبيبة والرياضة، فقال له جلالته:

-إن جريدتكم تنسى دورها، وتتجاوز حدودها وتكتب في موضوعات لا تعرف خباياها.

ومرة قرأ مقالا في جريدة أخرى، فتساءل عن كاتبه وقال عنه:

-إن عنده حسا صحفيا لا بأس به، وتشعر بأنه بذل مجهودا في كتابته.

ومرة قرأ مقالا للسيد عبد الحميد عواد، في جريدة العلم، عن الاقتصاد المغربي فوجد فيه ما يستوجب النقد، فاستدعى على عجل السيد محمد عواد مستشار جلالته، وكانت الساعة العاشرة ليلا، وقد تساءل الأستاذ عواد عن سر هذه الدعوة المستعجلة، وأسبابها، وعندما استأذن جلالته ودخل، فاجأه طيب الله مثواه قائلا:

-ما هذا الذي كتب قريبك أو ابن عمك في «العلم»؟ إنه يكتب عن انهيار الاقتصاد المغربي، كتابة تنقصها الدقة والمعرفة. أرقامه غير صحيحة واستنتاجاته مغلوطة.

والسيد عواد لم يقرأ العلم، ولم يدر ما علاقة عبد الحميد عواد به، فجلالته يعتقد أنه قريب له، وأنه يعاتبه على كتابة شخص لا علاقة له به. وشرح لجلالته أنه لا يعرف هذا الشخص، ولا علاقة لعائلة عواد السلاوية به. وأنه ليس من مواطني مدينة سلا ولا من مواليدها.

هذه أمثلة من اهتمام جلالته بما تكتبه الصحف المغربية، فقد كان حريصا على الاطلاع عليها، وليس على ملخصات ما يقدم إلى جلالته منها. كان لجلالته كتاب يحرص على تتبع ما يكتبون، وحتى المقالات التي تنشر بغير إمضاء لا يصعب عليه أن يعرف كتابها. ويعرف هل المقال كتب بالعربية أو ترجم من الفرنسية.

..هذه الفقرة الاعتراضية، أوجبها سياق الحديث عن صدى تبادل وثائق التصديق على اتفاقية الحدود بين المغرب والجزائر في أجهزة الإعلام».

 

هنا، يتطرق التازي إلى بوح شخصي، يتعلق بما دار بينه والملك الحسن الثاني، بخصوص مقالاته التي اعتاد نشرها في صحيفة «العَلم» التي كان، في نهاية الخمسينيات، رئيس تحريرها، وعندما صار دبلوماسيا واظب على نشر مقالات على صفحاتها، ولو باسم مستعار.. ليفاجأ بأن الملك الراحل اكتشف «اختباءه» باسم مستعار:

«اجتنابا لتعليمات الوزير أو كاتب الدولة، اللذين كانا يتصيدان المناسبات ليصدرا إليّ أوامرهما بعدم الكتابة، كنت أكتب في «العلم» بتوقيع «عابر سبيل». وفوجئت حين قال لي جلالته:

-آ التازي، إني أعرف كتاب «العَلم» من أسلوبهم، بدون حاجة إلى ذكر أسمائهم، ألم تتخلصوا من رواسب الماضي؟ إني مع حرية الفكر وحرية التعبير، ولكني ضد حرية الجهل، والتجهيل، فوقعوا بأسمائكم ما تكتبون.

ثم أضاف جلالته:

-حرية التعبير مضمونة بالدستور إلا ما مس الدين أو وحدة الوطن أو الملكية، هذه هي المؤسسات المحمية بالدستور لسلامة الوطن والمواطنين، أما ما دونها فإنها مجالات مفتوحة للعبقرية المغربية، بدون قيود.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى