
محمد اليوبي
نظمت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية الدورة التكوينية الجهوية الثانية لفائدة المندوبين المنتخبين بجهة طنجة تطوان الحسيمة، تحت شعار «تكوين المندوب المنتخب وتعميم المعلومة ضرورة أساسية لتطوير العمل التعاضدي إقليميا وجهويا»، وذلك يومي 28 و29 يناير الجاري بمدينة المضيق، وفي ختام الدورة، تمت هيكلة المكتب الجهوي للتعاضدية.
وبهذه المناسبة، ألقى إبراهيم العثماني رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية كلمة افتتاحية ترحيبية بجميع الحاضرين وأكد على الدور الفعال الذي يقوم به المندوب المنتخب جهويا وإقليميا وأهمية تكوينه من أجل تطوير العمل التعاضدي، وشدد على أن هذا التكوين، شكل دائما محورا مركزيا في دائرة المحاور الكبرى الأساسية، التي استندوا إليها وعليها في إعداد المخطط الإستراتيجي الخماسي 2021-2025، المصادق عليه من طرف الأجهزة التقريرية للتعاضدية العامة.
وركز العثماني على أهمية التكوين والتكوين المستمر، خاصة أن الغالبية العظمى من المندوبات والمندوبين، الذين أفرزتهم صناديق الاقتراع، هم جدد، ولم يسبق لهم، أن كانوا أعضاء في الجمعية العمومية للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، وبالتالي ليس لهم دراية كافية، وإلمام كبير، بمجال اشتغال المؤسسة.
وأكد أن المندوبين المنتخبين هم قطب الرحى في تسيير التعاضدية العامة، ونظرًا لأهمية التكوين والتكوين المستمر، تمت المصادقة على تسطير برنامج تكويني مستدام، لفائدة جميع المندوبين، توج بتنظيم أولى محطات هذا الورش التكويني المهم، بجهة فاس – مكناس بمدينة إفران.
وأضاف العثماني أن هذا الورش سيتيح «تكوين رصيد معرفي هام، سيمكن المندوب من الإطلاع على جميع المساطر التنظيمية والوثائق الضرورية، لتسهيل مأمورية تمثيليته للقطاع الذي ينتمي إليه، فضلا عن فتح آفاق واعدة، نحو التفكير في مشاريع اجتماعية خلاقة، تستجيب لتطلعات المنخرطين، وتتماشى والقوانين الجاري بها العمل».
وفي هذا السياق، قال العثماني إن الغاية من هذه الدورات التكوينية كذلك، هو إحداث نوع من التناغم، وتقريب وجهات النظر، بين أجهزة القرار للتعاضدية العامة، في أفق خلق جو يسوده الانسجام والتوافق، بهدف تأسيس مكاتب جهوية، ستعمل على تدبير شؤون الجهة تحت إشراف الأجهزة المسيرة، وتعطي نفسا جديدا وموحدا لكيفية التعامل مع المعيقات والمشاكل التي تعرفها الجهة، مما سيجعلها قوة اقتراحية تهتم بمستقبل التعاضدية العامة والتحديات التي تواجهها، في ظل التحولات والمستجدات التي يشهدها القطاع التعاضدي بالمغرب.
وأشار العثماني إلى أن مثل هذه الدورات التكوينية هي «مناسبة من ذهب، للوقوف على مكامن القوة والضعف، في المسار التدبيري والتسييري للمؤسسة، ومناسبة أيضا، للوقوف على حجم الإنجازات التي تم تحقيقها، أو التي يرتقب تحقيقها على مستوى الجهة، أو باقي الجهات الأخرى»، مؤكدا أن الأجهزة المسيرة ماضية في تنزيل سياسة القرب والجهوية المتقدمة، من خلال الاستمرار في تقريب وتنويع وتجويد وتحسين الخدمات الإدارية، والصحية، والاجتماعية المقدمة للمنخرطين، وذلك تفعيلا للتوجيهات الملكية التي تشدد على أن «الهدف الذي يجب أن تسعى إليه كل المؤسسات، هو خدمة المواطن»، وهو هدف، يضيف العثماني، تعمل التعاضدية على تحقيقه، بإرساء نظام جهوي فعال، عبر منح الجهات الصلاحيات والإمكانيات الضرورية لتدبير شؤون المنخرطين بها.
وجدد العثماني دعوته مندوبي الجهة إلى ضرورة الإسراع بتفعيل جميع المشاريع الاجتماعية المفتوحة، التي حرص المجلس الإداري على الوقوف عليها عن كثب، بمناسبة انعقاد دورته العادية السادسة، ويتعلق الأمر بالمديرية الجهوية والقطب الجهوي، فضلا عن وكالات خدمات القرب المقترح إحداثها بمختلف مدن الشمال، مع التأكيد على ضرورة الحرص على تنزيلها على أرض الواقع بشكل توافقي وتشاركي، خدمة لمصالح المنخرطين وذوي حقوقهم.
وأضاف أنه في إطار الجهود المبذولة من طرف المندوبين على مستوى مدينة الحسيمة، فقد عقدت اللجنة المكلفة بالقطاعات الاجتماعية والثقافية والرياضية والديمقراطية التشاركية، اجتماعا يوم الجمعة الماضي بمقر جماعة الحسيمة، من أجل دراسة تخصيص مقر لإحداث وحدة إدارية واجتماعية وصحية، ترقى إلى تطلعات المندوبين والمنخرطين بمدينة الحسيمة.
وأبرز العثماني أنه بعد مرور أزيد من سنة على انتخاب المجلس الإداري والمكتب المسير للتعاضدية العامة، فقد تم تحقيق نتائج باهرة، ستبقى موشومة في سجل التعاضدية العامة، سواء على مستوى تنمية وتأهيل الرأسمال البشري، من خلال تسوية الوضعيات الإدارية والمالية والقانونية لجميع المستخدمين، أو على مستوى الخدمات الإدارية والاجتماعية والصحية المسداة، بمختلف الوحدات الاجتماعية المركزية والجهوية، ولعل أهم إنجاز تاريخي غير مسبوق، يقول العثماني، تحقق بمعالجة ملفات المرض، حيث تمكنت التعاضدية، ولأول مرة في تاريخ المؤسسة من معالجة 1.521.292 ملف مرض خلال سنة واحدة أي سنة 2021، واعتبر العثماني هذا الإنجاز، يحسب للمندوبين، نتيجة للثقة التي وضعتموها في المجلس الإداري، والمكتب المسير، وشخص الرئيس.
وتمحورت أشغال الدورة التكوينية لفائدة المندوبين المنتخبين، والتي أشرف عليها أطر التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، حول جميع المواضيع المتعلقة بالخدمات التي تقدمها التعاضدية العامة لمنخرطيها وذوي حقوقهم، وعلى هامش الدورة التكوينية تمت هيكلة المكتب الجهوي لجهة طنجة تطوان الحسيمة، وأسفرت عن انتخاب أحمد الشبلي، منسقا جهويا، وعبد الحي الطيار، نائبه الأول، والملكي عبد الحفيظ، نائبه الثاني، والمجاهد مصطفى، مقررا، وليلى بوحويك، نائبته، وعبد النور البقالي، مستشارا مكلفا بالشؤون الاجتماعية والصحية، ومحمد الحادق، نائبه، وعبد الحميد الزاوي، مستشارا مكلفا بالشؤون الادارية واللوجستيك، ومحمد ريان، نائبه.





