
طنجة: محمد أبطاش
كشفت مصادر مطلعة، أن عدة مساحات خضراء بطنجة باتت تعاني مما وصفته المصادر بـ«الجفاف»، بفعل إهمالها من طرف الشركة المفوض إليها تدبير هذا القطاع من لدن جماعة المدينة، إذ باتت عدد من المغروسات تعرف وضعية مزرية، بعدما أضحت هذه الشركة تركز مجهودها على الواجهة البحرية وطريق الرباط بالمدينة، في وقت باتت المساحات الخضراء بباقي الأحياء تعرف وضعية مزرية، نتيجة الإهمال وعدم سقيها والاعتناء بهذه الأعشاب والمساحات كما تنص على ذلك دفاتر للتحملات، وعلى الرغم من وجود ميزانية تتجاوز 8 ملايير سنتيم تستفيد منها هذه الشركة عبر عقد التفويض.
وطالب منتخبون بالمجلس الجماعي مرارا، بالعمل على تقليص ميزانية صيانة المناطق الخضراء بعاصمة البوغاز، بعدما باتت تستنزف ميزانية الجماعة، وذلك من ثمانية ملايير سنويا إلى حدود ملياري سنتيم فقط، في ظل تسجيل اختلالات بهذا القطاع، وتراجع غير مسبوق للمساحات الخضراء بالمدينة.
وأشار المنتخبون إلى أن الجماعة سبق أن توصلت بتنبيهات من موظفين سابقين بالقطاع نفسه، مؤكدين أن هذه الأموال يتوجب تحويلها إلى قطاعات أخرى بحاجة إليها، بدل ضياعها بشكل سنوي، خاصة وأنه تبين أن الشركة المعنية تلجأ إلى عمال موسميين وغير قارين، في مقابل ميزانية ضخمة لا توازي أتعاب هؤلاء.
ورفع المجلس أخيرا من قيمة تمويل مصاريف صيانة المناطق الخضراء بمدينة طنجة، بفارق مالي مقدر بـ400 مليون سنتيم، رغم الاختلالات الكبيرة التي ترافق المشروع، ناهيك عن تراجع كبير لوتيرة سقي هذه المناطق والحفاظ عليها على غرار السنوات الماضية. ومن الاختلالات التي تم رصدها أخيرا، ووضعت عبر تقارير أمام الجماعة، وجود تسربات في شبكة الصرف الصحي، منها بوسط المنطقة الخضراء المجاورة لمقهى الميناء، قبالة «مارينا باي»، حيث تحمل المياه الشتوية الأتربة والمياه العادمة، انطلاقا من موضع التسرب لتلقي بها على الطريق الرئيسية التي تمتلئ بالمستنقعات والأوساخ المتراكمة والروائح المنبعثة منها.
وأشارت تقارير في الموضوع إلى أن ملف المساحات الخضراء يبدو أنه دبر بكيفية عشوائية في عدد من المناطق بمدينة طنجة، دون التفكير في الممرات والولوجيات، مما جعلها تتحول إلى مطبات وحواجز في طريق المرتفقين الذين أصبحوا مضطرين إلى البحث عن منفذ للمرور من نقطة إلى أخرى، والمثال على ذلك، هو حالة الشريط الأخضر، المقام على شارع محمد السادس أيضا، والذي يفتقر إلى أدنى المعايير الخاصة بالجمالية والسلامة من الأخطار، كما تنعدم فيه الممرات والولوجيات المنظمة لمساعدة الراجلين على التنقل في يسر وأمان.
وقالت بعض المصادر إنه تم أخيرا اللجوء إلى خلق معابر بكيفية قسرية وسط العشب الأخضر، دون وجود غطاء يحميها من التوحل، علما أنها تفتقر إلى منافذ مفتوحة، بسبب عدم توفر الرصيف في الجهة المقابلة، وغياب علامات التشوير، وهو ما يجسد الخطر بعينه، بعد فتح هذه المعابر والإبقاء عليها بهذه الكيفية. ومن الاختلالات المسجلة كذلك، أن مجموعة من المنتزهات والمناطق الخضراء بطنجة تعرف إهمالا، بسبب غياب الحراسة والصيانة وإعادة التأهيل أحيانا، ما يعرض تجهيزاتها للتدمير والإتلاف والسرقة، دون أن تكون هناك متابعة، فضلا عن غياب المرافق الصحية العمومية في معظم هذه الفضاءات.





