أكادير: محمد سليماني
أضحى توالي حوادث السير التي ترتكبها حافلات النقل الحضري بمدينة أكادير، أو تكون طرفا فيها، يطرح علامات استفهام كبيرة حول الحالة الميكانيكية لهذه الحافلات التي تجوب عاصمة سوس ومدن أكادير الكبير المجاورة (الدشيرة، إنزكان، أيت ملول، القليعة)، وحول آلية المراقبة لهذا الأسطول، حسب الاتفاقية الموقعة مع الشركة المفوض إليها تدبير النقل الحضري.
آخر فصول هذه الحوادث الخطيرة، تلك التي وقعت، يوم السبت الماضي، عندما انزلقت حافلة تقل عددا من الركاب على الطريق، واتجهت بسرعة نحو الجانب الآخر للطريق، حيث ارتطمت بنخلة فوق الرصيف، وواصلت سيرها. وقد سبب هذا الحادث هلعا في صفوف الركاب، كما أدى إلى عرقلة السير، قبل تدخل رجال الشرطة. وتباينت الآراء حول هذا الحادث، بين من يربطه بكون الندى الذي كان على الطريق ذلك الصباح أدى إلى انزلاق الحافلة، وبين من يربط ذلك بالحالة الميكانيكية، ذلك أنه لو كانت الحافلة في حالة جيدة، وكانت عجلاتها توافق المعايير التقنية المعمول بها، لما وقع الانزلاق أصلا.
وليست هذه هي الحادثة الأولى التي تتسبب فيها حافلات النقل الحضري بأكادير، بل هناك مجموعة من الحوادث الخطيرة السابقة، التي سجلتها هذه الحافلات، منها حوادث انزلاق، وسقوط وارتطام، كما تساقطت أجزاء بعض الحافلات على الطرق.
ويبدو أن عمليات إصلاح وتجديد أسطول حافلات النقل الحضري بأكادير، لم يعد يستهوي الشركة المفوض إليها تدبير النقل الحضري، وذلك بسبب قرب انتقاء العقد الموقع لتدبير قطاع النقل الحضري، في منتصف دجنبر المقبل. غير أن هذا الأمر ليس مبررا، حسب أحد أعضاء المجلس الجماعي لأكادير، لوضع أرواح الركاب والمرتفقين في خطر، من خلال أسطول متهالك لما تبقى من وقت.
ومع قرب انتهاء اتفاقية التدبير المفوض لقطاع النقل الحضري بأكادير، أطلقت مجموعة الجماعات الترابية لأكادير الكبير، قبل أيام، طلب عروض خاص بعقد التدبير المفوض لمرفق النقل العمومي الحضري وشبه الحضري الخاص بجماعات أكادير الكبير. ومن بين الشروط المحددة، البحث عن شركة كبيرة قادرة على تدبير قطاع النقل الحضري وشبه الحضري، الخاص بالحافلات العادية، والحافلات عالية الجودة ذات المسار الوحيد المحدد، وذلك لمدة 10 سنوات.
وكانت مجموعة الجماعات الترابية للنقل والتنقلات بأكادير قد أطلقت طلب عروض دولي بقيمة 11,5 مليون درهم، بهدف تحديث أسطول الحافلات، منها اقتناء 274 حافلة إضافية، عبر شركة التنمية المحلية «أكادير الكبير للتنقلات الحضرية».
وحسب المعطيات، فإن التدبير الجديد لقطاع النقل الحضري وشبه الحضري بواسطة الحافلات العادية، والحافلات عالية الجودة BHNS)) من المقرر أن يدخل الخدمة، يوم 16 دجنبر المقبل، بعد الانتهاء من العمليات القبلية، ذلك أن موعد تقديم العروض بالنسبة إلى الشركات التي ستتنافس للفوز بصفقة تدبير هذا القطاع، قبل يوم 29 غشت الجاري، ثم تليه مرحلة عقد جلسات استماع ودراسة الملفات الإدارية والتقنية والمالية لكل شركة خلال شهر شتنبر المقبل، على أساس توقيع العقد النهائي مع الشركة المختارة في نونبر من السنة الجارية. وتم تحديد بعض المواصفات التي يجب على الشركات المشاركة في المنافسة الالتزام بها، والمتعلقة أساسا بإدماج التكنولوجيا المتطورة، سواء على مستوى نظام المراقبة والتتبع، أو نظام الأداء الذكي، أو كاميرات للمراقبة، أو شبكة الإنترنت المتنقل.
وسبق أن أعلنت شركة التنمية المحلية أكادير الكبير للنقل والتنقلات الحضرية، قبل ذلك عن تخصيص اعتماد مالي يصل إلى 178 مليون درهم لاقتناء حوالي 30 حافلة عالية الجودة، إذ يبلغ طول كل حافلة ما بين 18 و21 مترا، إضافة إلى ذلك فإن هذه الحافلات تشتغل بنظام محرك ديزل أو ديزل وكهرباء هجينة، وذلك للمحافظة على البيئة، وفك إشكالية التنقلات بالمدينة.
