حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

الرئيس حسني مبارك لم يكن نهائيا من بين أسرى حرب الرمال

يونس جنوحي

من حظ أي دبلوماسي سابق أن يعيش لحظات مفصلية من التاريخ، وبالنسبة للسفير محمد التازي، فبحسه الصحافي، الذي «طلّقه» من أجل وزارة الخارجية منذ 1958، عاش محطات كثيرة.. وتبقى لحظة تسلم الرئيس جمال عبد الناصر للضباط المصريين الأسرى في حرب الرمال التي دارت رحاها في أكتوبر 1963 بين المغرب والجزائر في منطقة «حاسي بيضا»، واحدة من أكثر اللحظات التاريخية التي يعتز التازي بأنه عاشها عن قرب، بل وبجوار الملك الراحل الحسن الثاني في زيارته إلى مصر سنة 1964.

ظل محمد التازي، وكان وقتها موظفا في بداية مشواره في السلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية المغربية، مسكونا بفضول كبير حول ملف الضباط المصريين، وحقيقة مهمتهم في المنطقة الحدودية المغربية- الجزائرية، وكيف نزلوا بمروحيتهم في التراب المغربي وألقي عليهم القبض.

كُتبت تفسيرات كثيرة مفادها أن هؤلاء الضباط كانوا في مهمة استطلاعية للتجسس، بينما تقارير أخرى تقول إنهم كانوا في طريقهم إلى الجزائر لتقديم يد العون للجزائريين لكنهم أخطأوا تحديد موقع هبوطهم.

يحكي التازي عن استمرار انشغاله بالموضوع، منذ ذلك التاريخ إلى أن أصبح سفيرا للمغرب في مصر، وكتب، في أوراقه الشخصية، بهذا الخصوص:

 

«في عام 1989، جمعني العمل الديبلوماسي مع شخصية هامة، أحرص على عدم ذكر اسمها، أبلغني أن الرئيس جمال عبد الناصر أوفده إلى الجزائر لمعرفة حقيقة الوضع السياسي والعسكري قبل تلبية طلبات الرئيس بن بلة، وأنه استقبل في «كلومب بشار» من طرف شخصيات مدنية، ثم ذهبوا به إلى القيادة العسكرية، فأعدوا له طائرة هيلوكوبتر، ليتفقد المواقع التي قالوا له إن معارك تجري فيها بين القوات المغربية والجزائرية، فاعتذر عن ذلك لأن مهمته مقصورة على معرفة الاحتياجات العسكرية، وحيث أنهم لا يعلمون هذه الاحتياجات، فإنه يفضل العودة إلى العاصمة ليتباحث مع الرئيس «بن بلة»… فأبلغوه أن المعلومات التي عندهم تؤكد أن مصر وافقت على استخدام الطائرات الحربية «تيبوليڤ» لقصف المنشآت العسكرية المغربية.

فتساءل رئيس البعثة المصري؟

هل اتخذتم قرارا نهائيا في الهجوم على المنشآت العسكرية المغربية؟ وهل قدرتم خطورة تنفيذ هذا القرار؟

وقال: لا أظن أن مصر قادرة على تحمل نتيجة تنفيذ هذا القرار، وبخبرتي العسكرية ومسؤوليتي لا أنصح باتخاذ هذا القرار..

فجاءه الرد من مخاطبه العقيد هواري بومدين إن ما يريدون تدميره هو «بئر» لحرمان القوات المغربية من الماء.

فأبدى الضابط المصري الكبير استغرابه وتعجبه، وترك المركز عائداً إلى العاصمة الجزائر.

ترك الوفد المرافق له في انتظار تعليماته، وتحت ضغط القيادة الجزائرية في «كلومب بشار» حلقوا بطائرة «هيلوكوبتر» فضلّوا الطريق.

ويختم الضابط المصري الكبير حديثه لي قائلا:

-وعدتُ إلى القاهرة، وأبلغت الرئيس عبد الناصر ما شاهدت وما سمعت، فقرر أن يقتصر دعم مصر للجزائر على التأييد المعنوي والإعلامي.

من هم هؤلاء الضباط؟

-العقيد عباس شاهين.. من سلاح الإمدادات والتموينات تحت قيادة اللواء عبد الفتاح عبد الله قائد الإمدادات.

-المقدم عبد الخالق عطية.. من سلاح المدرعات، تحت قيادة اللواء الموجي.

-الكابتان فاروق عبد الحميد الفقي، مهندس في القوات المسلحة، هندسة الطرق.

-أحمد فؤاد هويدي.. ضابط في جيش المشاة مخابرات.

-العقيد عطية مبارك، قائد مشاة.

تلقوا تعليمات من رئيس الأركان العامة الفريق علي علي عامر بالتوجه إلى الجزائر، وصلوا يوم سابع عشر أكتوبر 1963 ووجدوا في المطار السفير المصري والملحق العسكري في السفارة المصرية، وضباطا جزائريين، وفي اليوم التالي سافروا ظهرا إلى «كلومب بشار»، فاستقبلهم العقيد هواري بومدين، ومن «كلومب بشار» سافروا إلى العبادلة، وفي طريقهم إلى «تينفوشت» ضاعوا في الطريق ولم يكن برفقتهم أي مرشد جزائري ونزلوا في أراضي المغرب، فاتفقوا على الادعاء بأنهم صحافيون.

كانت مهمتهم في الجزائر هي:

-أولا، التعرف على الموقف الجزائري.

-ثانيا، دراسة احتياجات الجزائر.

-ثالثا: دراسة المواقع والعودة إلى القاهرة لتقديم تقرير إلى القيادة عن المهمة».

لخص التازي، إذن، كل شيء. وأهم ما في روايته هذه أنه فند الرواية التي تقول إن الرئيس حسني مبارك، عندما كان شابا في سلاح الطيران، كان من بين الأسرى الذين ألقت عليهم القوات المغربية القبض.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى