الرئيسيةمجتمعمدن

العطش يهدد سكان أكبر جماعة بإقليم طاطا منذ أشهر

استنزاف الفرشة المائية بسبب التوطين العشوائي لمئات الضيعات الفلاحية بالمنطقة

طاطا: محمد سليماني

تتواصل منذ أشهر احتجاجات شبه يومية بمركز الجماعة الترابية فم زكيد بإقليم طاطا بسبب الانقطاعات اليومية للماء الصالح للشرب.

واستنادا إلى مصادر محلية، فإن المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالمنطقة لا يزال عاجزا عن تلبية احتياجات السكان من هذه المادة الحيوية، ذلك أن توفير الماء الشروب في الصنابير المنزلية لا يدوم سوى بضع لحظات في اليوم، قبل أن تجف من جديد، ويبدأ السكان في انتظار أن تجود من جديد قنوات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب بقطرات ماء.

وبحسب المصادر، فإن منطقة فم زكيد تعيش موجة جفاف منذ سنوات، وذلك بسبب استنزاف الفرشة المائية للمنطقة بسبب التوطين العشوائي لمئات الضيعات الفلاحية، ودخول زراعة البطيخ الأحمر للمنطقة. ومن أجل تغطية العجز في الماء الصالح للشرب، حاول المكتب الوطني للماء الصالح للشرب إنجاز أثقاب مائية أخرى بعدد من الدواوير في عالية المنطقة لجلب الماء، وتقوية الاثقاب الموجودة، إلا أن هذا المشروع ما يزال متعثرا.

ومن أجل الحصول على كميات قليلة من الماء، يتسابق السكان بشكل يومي، بحثا عن شاحنات صهريجية وصهاريج مجرورة بالدواب تبيع هذه المادة الحيوية، إلا أنه نادرا ما يتم العثور عليها، بسبب الطلب المتزايد عليها هي الأخرى، ليبقى السكان يعيشون جحيما لا يطاق بحثا عن مادة حيوية، يؤدون فاتورتها على رأس كل شهر، دون أن يحصلوا عليها. ويصور أحد سكان المنطقة المعاناة الكبيرة التي يعيشها يوميا بحثا عن الماء، بشكل مأساوي، واصفا مشهد السهر الليلي في انتظار “حفنة ماء قد يجود بها الصنبور وقد لايجود، صرنا نسعى حقا، أقايض فيها سويعات نومي وأذهب متتائبا لمقر عملي في الصباح، حين لاأجد ماء للوضوء أو للاستحمام لا طيق رائحة بدني، حتى الضرورة الطبيعية صارت عبئا”. كما تزاد المعاناة سوءا داخل المؤسسات التعليمية التي تظل مرافقها الصحية بدون مياه، إلى درجة أن الروائح الكريهة أضحت تنبعث منها بشكل مقزز، إضافة إلى أن المتعلمين بدورهم لا يجدون ماء يشربونه ، ولا مياها ينظفون بها أنفسهم من العرق بعد حصص للتربية البدنية.

إلى ذلك، فإن عامل الإقليم أصدر في مارس المنصرم قرارا عامليا يعتبر بموجبه الإقليم منطقة متضررة بسبب الجفاف. واعتبر القرار العاملي الذي يحمل رقم 38 بتاريخ 22 مارس الماضي، جميع جماعات إقليم طاطا منكوبة بسبب الجفاف، مما يفرض على كل من المديرية الإقليمية للفلاحة والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات والمديرية الإقليمية للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء ووكالة القرض الفلاحي بطاطا، وكل المصالح المختصة، تطبيق هذا القرار في ما يتعلق بالمساعدات التي تمنحها الدولة للتخفيف من الأضرار الناجمة عن ظاهرة الجفاف.

وبناء على القرار العاملي، فقد تم إحداث لجنة تقنية إقليمية، تضم في عضويتها ممثلين عن المصالح الخارجية المعنية والمصالح الإقليمية بالعمالة، وممثلي الغرفة الفلاحية بطاطا، ورؤساء الجماعات الترابية بالإقليم، تنحصر مهمتها في تتبع إنجاز البرامج المعدة لمحاربة آثار الجفاف، بحيث إنها ستعقد اجتماعاتها مرتين في الشهر حتى نهاية البرنامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى