الرئيسيةمجتمع

العمليات القيصرية بالمغرب تفوق المعدل العالمي بأربع مرات و”كنوبس” يضع إجراءات جديدة للتعويض عنها

ارتفاع لجوء أطباء التوليد إليها كلف الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي 7 ملايير

النعمان اليعلاوي

دفعت النسب المرتفعة للعمليات القيصرية، التي يتم إجراؤها في المصحات الخاصة والمستشفيات الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي (كنوبس) إلى إقرار إجراءات ومساطر جديدة بخصوص ملفات التعويض عن هذه العمليات، حيث أكدت مصادر مطلعة أنه بداية من شهر ماي المقبل سيطلب (كنوبس) تقريرا يحدد المؤشر الطبي عند تقديم ملف طلب التحمل من المؤسسة الصحية، قبل إجراء عملية الولادة القيصرية. وقد لجأ الصندوق إلى هذا الإجراء الجديد، بسبب “نسبة اللجوء إلى الولادة القيصرية، التي سجت ارتفاعا أعلى من تلك التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، والتي حدد هذه النسبة السنوية في 25 في المائة”، حسب المصادر.
وفي السياق ذاته، أشارت المصادر إلى أن الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي لجأ إلى هذا القرار الجديد بناء على دراسة حديثة أجراها بشأن “عنصر مصروفات الولادة”، خلصت إلى أن العملية القيصرية تمثل 57 في المائة من إجمالي ملفات التعويض الإجباري عن المرض (AMO) في القطاع العام، وتمثل 81 في المائة من النفقات المتعلقة بملفات الولادة في عام 2016، مقارنة بـ37 في المائة و62 في المائة على التوالي وفي عام 2006، وهو ما اعتبره الصندوق المذكور “أعلى بشكل غير طبيعي” من معدل منظمة الصحة العالمية، مبينا أن هذا الارتفاع “غير المعقول” يولد متوسط خسائر سنوية عن التعويضات التي يؤديها (كنوبس) تتجاوز 70 مليون درهم (7 مليارات سنتيم).
وأشار الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي إلى أنه مع بداية دخول المسطرة الجديدة حيز التنفيذ، ستكون المؤسسة الصحية ملزمة بتسليم تقرير يحدد المؤشر الطبي عند تقديم ملف الفوترة، بعد طلب تغطية مصاريف عملية قيصرية “مجدولة أو متعلقة بحالات الطوارئ”. كما أكد الصندوق نفسه أنه في حال اللجوء إلى الولادة القيصرية غير المبررة طبيا، سيتم دفع تعويض افتراضي إلى العيادة على أساس معدل ثابت للولادة المهبلية.
وكان الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي قد كشف في تقرير سابق عن معطيات وصفها بـ”المفزعة والمقلقة” حول اللجوء إلى العمليات القيصرية في الولادة، إذ تخطت مدن مثل الرباط والدار البيضاء وفاس وأكادير حاجز 80 في المائة، في الوقت الذي يبلغ فيه المعدل الوطني 59 في المائة، وتجاوز المعدل العالمي. كما سجل تقرير الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي «كنوبس»، تجاوز المغرب للمعدل الطبيعي الذي حددته منظمة الصحة العالمية في 20 بالمائة، موضحا أن المملكة تخطت في اللجوء للعمليات القيصرية دولا كثيرة مثل الصين وتركيا وفرنسا وإسبانيا وفنلندا، منبها إلى خطورة ذلك على صحة الأم والمولود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى