الفقيه البصري نقل على لسان رئيس الجزائر إلى الملك الحسن الثاني إنه «لا يستطيع فهم البوليساريو»

يونس جنوحي
كان اللقاء الذي جمع السفير محمد التازي، (بحضور الصحافي المصري لطفي الخولي)، بالفقيه البصري في القاهرة لترتيب عودة الأخير إلى المغرب وطي صفحة معارضة النظام، مطولا.
يواصل التازي سرد ما سجله في ذلك اللقاء من «شروط» ومطالب الفقيه البصري للتوصل إلى اتفاق مع الملك الراحل الحسن الثاني، خصوصا بعد ما كشف الفقيه ما دار بينه وإدريس البصري. وبحكم أن السفير محمد التازي كان عارفا ببعض الخبايا المتعلقة بالسلك الدبلوماسي، أخبر الفقيه البصري بشكل مباشر، مستغلا غياب الصحافي المصري لدقائق:
« أخشى أن تكون محادثاتك مع إدريس البصري وقع فيها لبس، فأنا واثق أن جلالة الملك لا يمكن أن يعطي مثل هذه الوعود، فأكد لي أن البصري كررها له مرارا، وأكدها له مبعوثه إليه في طرابلس بعد ذلك.
وأضاف الفقيه يقول:
-عندما كنت مؤخرا في ليبيا، عرض علي القذافي أن أنقل منه رسالة إلى جلالة الملك، ومؤداها رغبته في تجاوز الأزمة الراهنة بين البلدين، وإعادة العلاقات بينهما إلى سابق عهدها أيام الاتحاد.
فرد على القذافي، بأنه على استعداد لذلك حين يعود للمغرب، لكنه لا يريدها مبادرة سرية منه، بل يبلغ جلالة الملك أنه مكلف بها، فوافق العقيد، وأضاف الفقيه قائلا للعقيد:
-إن المغاربة لا يمكن أن يصدقوا جديتك إلا إذا اتخذت ثلاثة قرارات:
القرار الأول: أن تبيع البترول للمغرب بنفس سعره في الجماهيرية.
القرار الثاني: أن تعطي الأسبقية للاستيراد من المغرب.
القرار الثالث: أن تعدل أنظمة التشغيل والعمل في الجماهيرية، حتى يتساوى المغربي والليبي في العمل.
وكان رد العقيد أنه شخصيا يوافق على هذه القرارات، لكن الكلمة النهائية للمؤتمر الشعبي صاحب القرار النهائي.
وسألتُ الفقيه البصري:
-هل تريدني أن أنقل هذا إلى جلالة الملك، فإني مسافر غدا إن شاء الله؟
-نعم، مع موضوع آخر أريد أن يعلمه جلالة الملك، وهو أن الرئيس الجزائري أبلغني أنه لا يستطيع فهم البوليساريو، حيث إنهم طلبوا تقرير المصير، وناضلنا من أجل تحقيقه، حتى وافق المغرب على الاستفتاء، والآن، يريد الأمين العام للأمم المتحدة أن يوفد لجنة في إطار المهمة المكلف بها، وإذا بهم يصرون على أن تكون لجنة سياسية وليست تقنية لتنظيم إجراءات إتمام الاستفتاء.
وهنا عاد لطفي الخولي، فاستأنف الحوار حول عودته إلى المغرب، وبدا كأنه اقتنع بإيجابيات التحليل الذي استخلصناه من حوارنا، فقال إنه سيبعث بالصور، لاستخراج جوازات السفر، له وللسيدة زوجته ولكريمتيه، وأنه سيبعث أولا بعائلته للبحث عن منزل وإعداده، وبعد ذلك يلتحق بها.
كانت الساعة قد جاوزت منتصف الليل بساعة، فودعتهما على وعد الاتصال بهما بعد عودتي من المغرب، ولم أخبرهما أني علمت قبل قليل بانتقال والدي رحمة الله عليه إلى جوار ربه، ومن الصدف الغريبة أن الوالدة رحمها الله توفيت وأنا طالب في القاهرة، قبل ذلك بأربع وثلاثين سنة.. وحرصت على تسجيل ما دار في الاجتماع حتى لا أنشغل عن ذلك، فتضيع بعض مضامينه».





