شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرسياسية

القمة العربية الصينية.. تعزيز آليات التعاون (المغرب نموذجا)

تنعقد اليوم أشغال القمة العربية الصينية في العاصمة السعودية الرياض، والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية.

 وكان رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش قد حل بالأمس في العاصمة السعودية الرياض لتمثيل الملك محمد السادس في القمة العربية الصينية للتعاون والتنمية، والتي تعتبر خطوة مهمة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الدول العربية والصين، وكذلك بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات، وكذلك آفاق التعاون الاقتصادي والتنمية، خاصة بعد دخول الصين كلاعب دولي وشريك استراتيجي لمجموعة من الدول العربية منافسا بذلك الولايات المتحدة الأمريكية.

وتندرج أشغال هذه القمة باتجاه تطوير آليات التعاون فيما يتعلق بتبادل الخبرات بين الطرفين ومواجهة التحديات والمتغيرات العالمية سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي والثقافي، بما ينعكس إيجابا على العلاقات الثنائية بين الصين والدول العربية.

وتسعى الصين كدولة صاعدة إلى تعزيز الشراكات التجارية مع مجموعة من الدول الشرق أوسطية وكذلك العديد من الدول الإفريقية بعد أن حققت اختراقا اقتصاديا عميقا في دول القارة السمراء، تمثلت في تعزيز البنية التحتية لهذه الدول وبناء شبكة الموانئ والطرقات كما هو حال في جيبوتي وإثيوبيا.

 

مبادرة الحزام والطريق

من أبرز المشاريع التنموية والبنيوية التي تسعى الصين إلى الرفع من تعزيز تعاونها مع الدول العربية، كانت مبادرة الحزام والطريق، كأضخم مشروع استراتيجي للجمهورية الصينية، وقد وافقت عليها جميع الدول العربية باستثناء الأردن وفلسطين.

وهي مبادرة تقوم على ضخ ميزانية ضخمة باستثمارات كبيرة جدا من أجل تطوير البنية التحتية لأكثر من سبعين دولة، وتهدف كذلك إلى الربط بين افريقيا وأوروبا وكذلك إطلاق ممر بري يربط سكك الحديد عبر آسيا الوسطى وروسيا، بكلفة تبلغ تريليون دولار.

وقد بلغ حجم التجارة الصينية العربية 330,3 مليار دولار، سنة 2021، كما تم التوقيع على اتفاقيات التعاون في إطار مبادرة الحزام، الطريق التي انطلقت سنة 2013، مع جامعة الدول العربية، ومع أكثر من 20 دولة، كما قدمت الصين العديد من البرامج التدريبية لفائدة 25000 متخصص في المنطقة العربية، بالإضافة إلى افتتاح 20 معهد كونفوشيوس في 13 دولة عربية.

 

المغرب وطريق الحرير الصيني

وكان المغرب من الدول الأوائل التي عبرت عن ترحيبها بمشروع المبادرة الصينية انتهت بتوقيع الاتفاق في يناير من العام الحالي بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، على اتفاقية خطة التنفيذ المشترك لمبادرة الحزام والطريق.

ويندرج مشروع مبادرة الحزام أو طريق الحرير ضمن الإستثمار الصيني في أفريقيا بتكلفة 153 مليار دولار، استطاع بذلك أن يحقق تقدما وريادة في تطوير التكنولوجيا وتعزيز التنمية الاقتصادية فيما يتعلق بالبنية التحتية.

كما أن الشراكة المغربية الصينية لا تقتصر على طريق حزام الحرير فقط، بل شملتها إلى عدة قطاعات أخرى تندرج في إطار تنامي معدل الاستثمارات الصينية في المغرب مثل المركز اللوجيستي الصيني في ميناء طنجة المتوسط، والاستثمار الصيني في القطب المالي في مدينة الدار البيضاء، وكذلك الشراكة الثنائية في بناء مدينة محمد السادس التكنولوجية بطنجة المعروفة بطنجة تيك.

وتعتبر مدينة محمد السادس التقنية (طنجة تيك) من أبرز المشاريع الاستراتيجية العملاقة التي تهدف الصين إلى تعزيز آليات التعاون والشراكة مع المغرب، رغم أن هذا المشروع لم يرى النور بعد بسبب بعض العراقيل، وهي عبارة عن مدينة صناعية تكنولوجية تبلغ مساحتها 10 مليارات دولار و7.7 ميل مربع، وستوفر ما يقارب300 ألف فرص عمل.

وتسعى الصين من خلال جامعاتها إلى احتضان الثقافة واللغة العربية وتطوير التعاون الثقافي، حيث تقدم 40 مؤسسة أكاديمية في الدول الآسيوية دراسات وشهادات في اللغة والثقافة والتاريخ العربي.

 محمد أجغوغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى