
طنجة: محمد أبطاش
أدانت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بطنجة، أول أمس الخميس، الزوج المتهم بقتل زوجته، عبر سكب الزيت المغلي فوق جسدها، وذلك بالسجن المؤبد، حيث سبق أن هزت هذه الواقعة مدينة طنجة. وتعود تفاصيل الجريمة إلى فترة عيد الأضحى الماضي، حين كانت الضحية تقيم رفقة زوجها بشقة مفروشة استأجراها حديثا. وبحسب المعطيات، فإن الزوج، الذي يعاني من إدمان القمار، دخل في خلافات متكررة مع الضحية، بعدما تبين أنه لم يؤدِ سوى ربع مبلغ كراء الشقة، رغم تلقيه دعما ماليا من زوجته.
صاحب الشقة، وبعد أن تفاجأ بعدم توصله بكامل مستحقاته، توجه إلى الشقة ووجد الزوجة، حيث اشتكى لها الأمر، مما أدى إلى مواجهة حادة بينها وبين زوجها عند عودته، قبل أن يغادر لاحقا إلى مدينة الدار البيضاء. من هناك، اتصل بها وطلب منها اللحاق به، وهو ما تم فعلا، لكن بمجرد وصولها، قام بسرقة هاتفها المحمول، في مؤشر إضافي على تصاعد التوتر بينهما، تاركا إياها وطفلهما في الشارع العام بالبيضاء، قبل أن تتصل مجددا بأسرتها التي عملت على إرسال مبلغ مالي إليها للتنقل صوب طنجة.
وبحسب المعطيات ذاتها، فقد كانت الزوجة تتحدث مع أفراد أسرتها عبر الهاتف، مؤكدة أنها لم تعد قادرة على تحمل الوضع، وأنها ستعود صباح اليوم التالي إلى بيت العائلة، دون أن تدري أن الزوج كان يختبئ ويسترق السمع. هذا، وفي جنح الليل، وبعد أن توجهت إلى الفراش، باغتها بسكب زيت مغلي على جسدها، متسببا لها في حروق من الدرجة الثالثة.
وفور علمها بالحادث، حضرت عناصر الأمن والوقاية المدنية، وتم نقل الضحية إلى المستشفى الجهوي بطنجة، حيث حاول الطاقم الطبي إنقاذ حياتها، لكنها فارقت الحياة متأثرة بجراحها الخطيرة.
وتم اعتقال الزوج المتهم وقتها، وإحالته على العدالة التي أدانته بالعقوبة السجنية المذكورة آنفا، في وقت تشهد فيه المحاكم المحلية تزايدا مقلقا في عدد قضايا العنف الزوجي، حيث تشير تقارير حقوقية إلى أن الكثير من الضحايا لا يتقدمون بشكايات، إلا بعد أن يبلغ العنف مراحل خطيرة، في حين يطرح الأمر مدى نجاعة آليات الحماية القانونية، خاصة في ظل تردد العديد من النساء في اللجوء إلى القضاء، خوفا من التهديد، أو الفضيحة.





