حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرثقافة وفن

 المتخيّل السياسي في الأعمال الأدبية

 إعداد وتقديم: سعيد الباز

 

تتعدد مظاهر المتخيّل السياسي في الأدب، من حيث التوظيف المباشر إلى استلهام عوالمه ووقائعه، انطلاقا مما يحفل به من دلالات اجتماعية وتاريخية… وهذا التداخل بين السياسي والأدبي هو أحد الوجوه الكبرى للتماس الحاصل بين الواقع والإبداع الأدبي.. ورغم أن الفاصل بينهما والاختلاف، على مستوى الرؤية والممارسة والأهداف، فإنّ بعض الأعمال الأدبية تميّزت برؤاها وقراءتها للواقع السياسي ومساراته بلغ حدّ الاستشراف بآفاق المستقبل.

 

يوسف فاضل.. من السياسة إلى السيرة التخييلية

 

 

 

تأتي رواية «ريفوبليكا.. ثلاثية الريف»، للكاتب المغربي يوسف فاضل، في سياق عام ميّز مسار كاتب روائي استطاع أن يستلهم من الأحداث السياسية الكبرى في تاريخ المغرب مادته الروائية والإبداعية، للكشف عن الوجه الآخر للأحداث في خلفياتها الاجتماعية والدوافع النفسية والذاتية، التي أطرتها وكان لها بالغ التأثير، من خلال كتابة روائية تحتفظ لنفسها عن طريق التخييل وأدواته وأساليبه المتنوعة على تحرير الموضوع السياسي من سلطة التأريخي، أو كما عبّرت عنه الكاتبة المغربية زهور كرام في تتبعها للمسار الروائي ليوسف فاضل بقولها: «تعدّ روايات الكاتب المغربي يوسف فاضل من الأعمال التي انتصرت لعملية تحرير السياسي من سلطة التقييد التأريخي، من خلال تحويل المغرب السياسي إلى سيرة تخييلية… في رواية «طائر أزرق نادر يحلق معي» التي تطور التخييل السير- سياسي في منطقة أكثر التباسا في تاريخ المغرب، والتي تعرف بسنوات الجمر والرصاص». رواية «ريفوبليكا» عمل ضخم يتتبع مسار شخصيات وأجيال متعددة وفق تاريخها الشخصي وعلاقاتها داخل إطار سياسي وتاريخي محدد، لا شك أن له التأثير والانعكاس الضروري، لكنها تسير وتتطور حسب مقتضيات المنطق الروائي، كما يؤكده تنويه الناشر: «هنا، نحن أمام تحفة أدبية كبيرة، عن حدث كبير، مَهرَ مستقبل شعب كامل بأختامه، والتي لا تزال بادية على ملامحه حتى يومنا هذا، تحفة يكتبها روائي كبير، وبقدر ما فيها من شغفٍ فيها من سردٍ دقيقٍ وشديد التّركيز، سردٍ كريمٍ بعوالم متنوعة وغنية ومتيقظة، ومتوازن بمقدار الحاجة الروائية من أحداث وشخصيات وأزمنة، وبمقدار الحاجة الأدبية والشعرية التي حققها كلّها يوسف فاضل في هذه الثلاثية».

من أجواء الرواية نقرأ: «… ثمّ ارتفعت الأصوات محتجّة، مندّدة، لمّا ظهرت على الشاشة صورة الشابّ الذي أضرم النار في نفسه أمام بلدية سيدي بوزيد، وتلتها صور المظاهرات في القاهرة، والاحتجاجات في الدار البيضاء. صفّقوا بحرارة عندما بدأت التلفزة تستعرض صور المظاهرات في الحسيمة والناظور، وهو واقف خلف الشجرة. يلتقط نتف حديثهم. مدّثّر في قميص النوم ويفكّر في البرد الذي يقرض مفاصله، وقد يسقط مريضاً قبل أن ينتهوا من تبادل أخبارهم، ولكي يروا أنه لا يهتمّ بانشغالاتهم راح يتلهّى بعدّهم من اليمين إلى اليسار، بصوت مرتفع حتّى يزعج تركيزهم، ويرى أنهم ثلاثة وعشرون نفراً. ثمّ من اليسار إلى اليمين، ويرى أن العدد يتغيّر قليلاً. ارتفعت أصوات أكثر حدّة، طاغية على أصوات المحتجّين في التلفزة… هذا عهد الحرّيّات والديمقراطية… لا يمكن أن نترك أمر البلاد في يد حَفْنَة من القراصنة يهجمون علينا وقتما شاؤوا. ثمّ يعيد عدّهم، من اليمين إلى اليسار ويصير العدد مختلفاً، تسعة وثلاثون. ثمّ ينتبه إلى أنهم يلتفتون إليه ويردّدون بصوت واحد موجّهين أصابعهم جهته… ها هو، ها هو… وهو يلتفت خلفه قبل أن ينتبه… ها هو. ثمّ يدرك أنهم يقصدونه… ها هو، بنصالحْ، الثائر القديم الذي لم يعد يذكره أحد. ومن جهته لم يعلّق بإشارة أو كلمة».

 

غادة السمان.. بيروت 75

 

 

 

نشرت الكاتبة السورية غادة السمان روايتها «بيروت 75» قبل بضعة أشهر من الحرب الأهلية اللبنانية، وتنبأت فيها بشكل غريب بما ستؤول إليه الأحداث في لبنان وبيروت خاصة. تكمن أهمية هذا العمل الروائي في قدرته على رصد الإرهاصات الأولى قبل نشوب الحرب الأهلية والكشف عن مستقبل لبنان الغامض والمظلم، وبالتالي كانت رواياتها مثالا واضحا للأعمال الأدبية التي لم تكتف بتوظيف المتخيل السياسي بل تجاوزته إلى استشراف المستقبل:

 

«… (آه كم أنا ضائع ووحيد!)

أمام مقهى «الهورس شو» كان الناس قد التفّوا حول رجل يُرقص قردا صغيرا… كان القرد يبدو خائفا من الجمع، ولكنّه خائف من عصا معلمه. وكان «فرح» خائفا من الجمع والقرد والقراد. القرد يقوم بحركات ساذجة. ولكن الجمهور الخارج من السينما لا يزال في مزاج غوغائي، وقد وجد في القرد فرصة للتنفيس عن بقية الصفير المكبوت في الصدور، والذي لم تفرغه بأكمله أفلام الكاراتيه والرعب والعنف المعروضة في الشارع… كان ضحك الجمهور وتصفيره والتفافه حول القراد منفصلا تماما عن أداء القرد. كأنّهم يتخذون من القرد حجّة لتفجير أحاسيس مضغوطة غامضة… وفجأة دوى انفجار هزّ الشارع والقرد والجمهور والقراد و«فرح»… لم يبدُ على الناس رعب أو ضيق، بعضهم رفع بنظره إلى السماء وبعضهم لم يكلف نفسه عناء ذلك، وإنّما ظل منصبا باهتمامه على القرد…

سأل «فرح» رجلا مقطوع الذراع، نصف متسوّل، نصف بائع: ماذا حدث؟

-إنّها الطائرات الإسرائيلية.

-تضرب؟

-لا، لا أدري. يقولون إنّها تُصدر أصوات افقك…

ودوى انفجاران متتاليان متلاحقان، ولكن الجمهور لم يرفع عينيه إلى السماء وإنّما ازداد حماسا في حثّ القرد على الرقص. (إنّهم يخترقون جدار الصوت معلنين عن وجودهم العدواني المتحدّي… ولا أحد ينتبه!)

ولكنّ القرد حين سمع الانفجارات غطّى وجهه بيديه وأقعى على الأرض مرتجفا، رافضا الاستجابة لأوامر معلمه، وحين ضربه بالعصا ظلّ مغطيا وجهه وكأنّه لا يريد أن يرى ما يدور… دفن وجهه على الرصيف وأدار مؤخرته لكلّ جمهوره وصار يبكي بصوت حزين…

وانفجر الناس ضاحكين…

ووجد «فرح» نفسه يردد: مجانين… مجانين…

وغطّى وجهه بيديه… واجتاحه الدوار إذ تذكر ما حدث له في دمشق حين حلقت الطائرات نفسها منذ أقل من عام…

وتعالت أصوات الجمهور مطالبة القرد بالرقص، وكانت حرائق دمشق تشتعل داخل رأس «فرح»، وتتناثر الجثث المتطايرة الأعضاء… ورائحة اللحم البشري الملتهب… وصوت انهيار الجدران… ووقف على جانب الرصيف، وقد اجتاحه إحساس مرّ يشبه التقيؤ والبكاء.

 

(آه كم أنا ضائع ووحيد!)

… القسوة. هنالك مناخ من القسوة يُحسّه بشدة كلّما تحرّك في هذه المدينة العجيبة. إنّه يسمع باستمرار أصداء بكاء طويل تردده جنبات المدينة. منذ أوّل ليلة حلّ بها وصوت النواح الغامض يطارده ويستوطن صدره. إنّه يحسّه كما يحسّ الرادار المرهف وجود أشياء لا تعيها الحواس المجرّدة. وهو لسبب يجهله كان دوما يمتلك حاسة التقاط شارات الاستغاثة. ربّما لأنّه يطلقها باستمرار. ربّما لأنّه يعي باستمرار وعيا مبهما بأنّه سفينة غارقة لا مفر، كما كلّ إنسان، كلّ سفينة غارقة لا مفرّ. قلائل يعون ذلك… المال… الشهرة… النساء. مخدرات سيجربها لينسى غرقه الأكيد، وإن كان ليس واثقا من مفعولها، لكنّه سيجرّب ولو تحالف مع الشيطان… والتجربة أصعب ممّا توقّع، وشيء ما في مناخ هذه المدينة يسمّمه ببطء، كأنّه يستنشق فيها غازا ساما فريدا يغلّفها، وقد ألفه الآخرون وقرروا التعايش معه. ولكن، لماذا هذه التفسيرات كلّها؟ لماذا لا يقرر ببساطة أنّه «موسوس» وأنّ صوت النواح الذي سمعه فجر ليلة وصوله إلى بيروت ملأه بالتشاؤم والغمّ من رحلته كلّها؟»

 

 

خالد خليفة.. لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة

 

 

 

الروائي السوري الراحل خالد خليفة، الحائز على العديد من الجوائز العربية والعالمية، كان من أكثر الكتاب السوريين انشغالا برصد الواقع السياسي والحرب الدائرة في بلاده منذ اندلاع الثورة.

في روايته «لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة»، بسردها المتدفق وشخصياتها المتعددة الموسومة بمشاعر العار في لحظة خرجت فيها السكاكين من مطابخ المدينة لتعيث تقتيلا في شوارعها وأرجائها، نصادف في أحد شخوصها «جان» أستاذ اللغة الفرنسية العائد من سويسرا ليتفقد أمّه المريضة وبيت العائلة ليأخذ نصيبه من العار الذي شمل البلاد برمتها، ويكتشف الحقيقة المرعبة التي يواجهها وطنه: «… لم يكن سهلا انتظاره التحقيق، لم يتأخر رقيب من المخابرات العسكرية في قرع بابه صباحا، اصطحبه إلى فرع السريان في سيارة قديمة، أجلسه في ممرّ بارد وطلب منه الانتظار، فكّر باستخدام جنسيته السويسرية، اضطربت دقّات قلبه، إلّا أنّه لم يكن خائفا، قضى نهاره كاملا في انتظار التحقيق، وقبل منتصف الليل بدقائق أخبره الرقيب نفسه بأنّ عليه العودة غدا في الثامنة صباحا. خرج من الفرع جائعا، وفي ساحة باب الفرج على بسطة شواء، تأمّل لأوّل مرّة حياة أخرى لا يعرفها في أحياء حلب الخلفية، حيث حياة آخر الليل الحافلة بسكارى ومدمنين وبدو باحثين عن عاهرات كذئاب جائعة.

سبعة أيام قضاها «جان» في ممرّات فرع الأمن العسكري، جعلته يكتشف بأنّ ما قالته «إيميلي» عن الحياة هنا حكايات تؤلّفها فتاة عزباء خيالها ضحل، لا تعرف شيئا عن سجناء سياسيين معلّقين بخطافات كخراف في مسلخ، ولا تعرف أيّ شيء عن خوف رجل يدّعي الشجاعة، ودون إرادة منه يفتح الصحف المحلّية ليمتدح مقالات محرّريها للحزب القائد والرئيس بعد جلوسه على سرير عسكري، وفُهّم أنّه لم يعتقل ويعذّب، لأنّ عمّه بائع المفروشات تدخّل بشكل سرّي وقدّم ثلاث غرف نوم من خشب الجوز لرئيس الفرع وضبّاطه، الذين اعتبروا التقارير التي كتبها زملاؤه عن شتمه الرئيس كيديّة، ووقّع على ورقة كتب فيها أنّه مؤمن بحكمة القائد ومعجب جدا بخطابه الأخير، ويحفظ فقرات كاملة منه عن ظهر قلب، قال الجمل الأخيرة بتهذيب كبير لا يمكن لأحد أن يكذبه.

وقّع على أوراق كثيرة تضمّ أسماء خالاته وعمّاته وأزواجهنّ وأعمامه وأقربائه، كما قام في لحظة خاطفة باختراع صلة قرابة مع عائلات مسيحية تعمل بالسمسرة في «تجارة» وأعمال رئيس الفرع وأولاده اللامتناهية، من «بيع» أخبار المعتقلين وزياراتهم، إلى الاستيلاء على أملاك الدولة وبيعها كمقاسم صالحة للبناء، كما فعل الرفيق فوّاز بالأرض المصممة كحديقة عامّة قرب منزلنا، اخترع سيرة متخيّلة لأسماء وأقرباء زوجته «كوليت» حين سُئل عنهم، لإغلاق الملف والسماح له بالعودة إلى منزله بعد محاضرة عن الوطن ومواصفات المواطن الشريف ارتجلها رئيس الفرع في اليوم السابع. هزّ «جان» رأسه موافقا على أقوال رئيس الفرع، وحين خرج من المبنى الكئيب، وصف هذه اللحظة بقمّة العار الذي بقي من أجله في هذه المدينة العتيقة، بدأ يراها متشابهة معه باستسلامها للعار المتجلّي بلوحات وشعارات ورموز علّقت على جدرانها، وتماثيل الرئيس القائد المنتشرة في ساحاتها».

 

ماريو بارغاس يوسا… حفلة التيس

 

 

 

يتناول الكاتب البيروفي ماريو بارغاس يوسا، في «حفلة التيس»، واقعة تاريخية وسياسية مشهورة تتعلق باغتيال ديكتاتور جمهورية الدومنيكان رافائيل تروخيو سنة 1961 بعد إحدى وثلاثين سنة من الحكم الاستبدادي ارتكب أبشع الممارسات اللا إنسانية تجاه مواطني بلاده ومعارضيه. تدور الأحداث من وجهات نظر متعددة تسلط الضوء على جوانب تتداخل فيها الوقائع التاريخية بالمتخيّل الروائي مبرزة المظاهر الوحشية لهذا النظام وما اتّسم به من وحشية واستبداد قلّ نظيره حيث صار نموذجا لكل الأنظمة الديكتاتورية التي شهدتها أمريكا اللاتينية. يقول ماريو بارغاس عن «حفلة التيس»: «إنّها رواية وليست كتاب تاريخ، لذلك أخذت الكثير والكثير من الحريات… لقد احترمت الحقائق الأساسية، لكنني غيّرتُ أشياء كثيرة من أجل جعل القصة أكثر إقناعا، وأنا لم أبالغ». هنا نصادف صورة للديكتاتور رافائيل تروخيو في هذه المقاطع التالية: «لكن ما يمليه عليه العقل لا يُرضي غدده. كان عليه أن يتوقف عن ارتداء ملابسه، مبهورا. فالغيظ يصعد عبر كلّ دروب جسده، نهر من الحمم البركانية تصعد إلى دماغه الذي بدا وكأنّه يفرقع. عدّ حتّى العشرة وعيناه مغمضتان. فالغيظ سيّئ للحكم وسيّئ لقلبه، إنّه يقربه من السكتة القلبية. في ليلته السابقة في بيت كاوبا، أوصله الغيظ إلى حافة الإغماء. راح يهدئ نفسه. لقد عرف على الدوام كيف يتحكّم بغيظه كلّما احتاج إلى ذلك: بالتكتّم، وبإبداء المودة والعاطفة تجاه أسوأ النفايات البشرية، أرامل وأبناء أو إخوة الخونة إذا اقتضى الأمر. ولهذا سوف يكمل اثنتين وثلاثين سنة وهو يحمل على كاهله أثقال بلد بأكمله. كان يبذل جهده في المهمة المعقدة لتثبيت جوربيه بأربطة الساق، حتّى لا تحدث فيهما تجعدات. والآن، كم هو مبهج إطلاق العنان للغيظ حينما لا يكون فيه أيّ خطر على الدولة. حين يكون بالإمكان فرض العقاب اللائق على الفئران، الضفادع، الضباع والأفاعي. بطون أسماك القرش شاهدة على أنّه لم يحرم نفسه من هذه المتعة… عندما انتهى من تسريح شعره وسوّى طرفي شاربه الذبابي الذي أطلقه منذ عشرين سنة، مسح وجهه بمسحوق التالك بإسهاب لكي يخفي تحت سحابة بيضاء رقيقة تلك السمرة التي أتته من أسلافه لأمّه، الزنوج الهايتيين، والتي طالما احتقرها في بشرة الآخرين وفي بشرته بالذات. كان قد أكمل ارتداء ملابسه، مع السترة وربطة العنق، في الساعة الخامسة إلّا ست دقائق، وتأكّد من ذلك برضى: فهو لا يتجاوز الموعد أبدا. لقد كان ذلك أحد تطيّراته: إذا لم يدخل إلى مكتبه في الساعة الخامسة تماما، فإنّ شيئا خبيثا سيحدث في ذلك النهار. دنا من النافذة. ما زال الظلام مخيما، وكأنّ الوقت منتصف الليل، ولكنّه لمح نجوما أقلّ ممّا كانت عليه قبل ساعة، وكانت تبدو فزعة، فالنهار على وشك أن يبدأ وهي ستختفي سريعا. تناول عكازا واتّجه نحو الباب. ما كاد يفتحه حتّى سمع خبط كعوب المساعدين العسكريين.

-صباح الخير يا صاحب الفخامة.

-صباح الخير يا صاحب الفحامة.

ردّ عليهما بإيماءة من رأسه. وبنظرة سريعة عرف أنّهما في كامل زيّهما. لم يكن يتقبل الإهمال، أو التهاون، من أيّ ضابط أو جندي في القوات المسلحة، ولكن حدوث مثل ذلك بين المساعدين العسكريين، الوحدة المكلفة بحراسته، كنقص أحد الأزرار، أو وجود لطخة أو تجعيدة في البنطال أو السترة، أو ميلان قبعة. هي مخالفات خطيرة يعاقب عليها بعدة أيام سجن، وأحيانا بالطرد من الوحدة وإعادة المخالف إلى الكتائب النظامية».

علاء الأسواني.. جمهورية كأنّ

 

 

 

ارتكزت رواية “جمهورية كأنّ”، للكاتب الروائي المصري علاء الأسواني، على حدث رئيسي متمثلا في ما أطلق عليه بثورة الغضب في مصر، التي أدت في النهاية إلى تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن الحكم.

واعتمد الكاتب على تقنية سردية خاصة جعلت من ميدان التحرير في القاهرة محورا أساسيا للأحداث، تتناوب من خلاله شخصيات متعددة تمثل طبقات اجتماعية وثقافية وسياسية ومذهبية مختلفة تكشف عن أفكارها وصراعاتها في ارتباط بالأحداث وتغيّراتها وخلفياتها التي ترصدها عين الروائي أكثر من السياسي.

إنّ هاجس التوثيق كان حاضرا بقوة في الرواية إن لم يكن مهيمنا في الانتقال بين شهادات مختلفة ومنسوبة إلى شخصيات بأسمائها وانتماءاتها، هذا الهاجس برره الكاتب علاء الأسواني بقوله بأنّ همّه الشاغل هو الإنسان، أينما وكيفما كان، “لذلك تتناول الرواية عددا من الشخصيات التي أثرت فيها ثورة يناير بالسلب أو الإيجاب، وبما أن الحديث يدور عن يناير، كان من الضروري التعرض لجانب توثيقي من الثورة المصرية، ورفض ما جرى أثناءها من مذابح وتجاوزات”.

من المشاهد البارزة في الرواية مشهد ميدان التحرير الذي تدور فيه معظم أحداث الرواية: “… كان كلّ شيء منظّما في الميدان: هناك لجان من الشباب والبنات لتأمين الميدان تنتشر على المداخل، تفتّش الداخلين من الجنسين، وتتحقّق من شخصياتهم. وهناك لجان إعاشة تتولّى توفير الطعام، وإن لم يمنع ذلك مئات المتطوعين من إحضاره معهم. كان المتطوّع يدخل بمئات الساندوتشات فيتركها على أرض الميدان، ويدعو الواقفين إلى الأكل ثم يختفي في الزحام. وكانت هناك لجان للإعلام تتولّى الاتّصال بالصحافة واستقبال الصحافيّين الأجانب، وبين الحين والحين كانت تتردّد نداءات في الميكروفون تطلب طبيبا في مكان ما، أو متطوّعا لتأمين إحدى البوابات.

تحوّل ميدان التحرير إلى جمهورية صغيرة مستقلة، أوّل أرض مصرية يتمّ تحريرها من حكم الديكتاتور. كان كلّ معتصم في “التحرير” يشعر بأنّه يحقق نموذجا ما، يحسّ بأنّ نجاح الثورة يتوقّف على ما سيفعله هو بالذات. أقيمت بالجهود الذاتية المنصة الرئيسة، حيثُ يلقي المتحدثون كلماتهم في الميكروفون المزوّد بسمّاعات كبيرة تصل أصداؤها إلى كلّ أنحاء الميدان.

على جانبي المنصة، كان المنظمون قد أجلسوا أمهات الشهداء، سيّدات فقيرات في منتصف العمر يرتدين السواد، وقد خيّم عليهنّ سكون حزين. كلّ واحدة فيهنّ وضعت على صدرها صورة كبيرة لابنها الشهيد، وراحت تتطلّع إلى من حولها بما يشبه الرجاء، كأنّهم قادرون على إعادته إليها. قبل أن يتحدّث أيّ خطيب في الميكروفون، كان المنظمون يطلبون منه مصافحة أمّهات الشهداء. لفتة، ربّما كان الغرض منها أن يفهم المتحدّث أنّ الثورة لن تفرّط في حقوق الشهداء.

كان نظام مبارك قد أطلق مجموعات من الشخصيات العامّة تأتي تباعا إلى الميدان لإقناع الثائرين بإنهاء الاعتصام والعودة إلى بيوتهم. وكان المعتصمون يرفضون الاستماع إليهم ويطردونهم. ومع ذلك، لم ينقطع مجيئهم يوما واحدا.

في أركان الميدان المختلفة، على مدى الليل والنهار، كان هناك خطباء يتحدّثون إلى مجموعات من الناس… كان المعتصمون من كلّ الطبقات. أرستقراطيّون من نادي الجزيرة والزمالك وغاردن سيتي، وقاهريّون شعبيّون وريفيّون وصعايدة ونساء سافرات ومحجّبات ومنقّبات وروابط الشباب من ألتراس، مشجّعي كرة القدم، وهؤلاء كان دورهم حاسما في الدفاع عن الثورة. كانوا منظّمين ويتمتعون بلباقة بدنية عالية، ولديهم خبرة طويلة في مقاومة اعتداءات الأمن. تعرّف أشرف إليهم، وقد فهم منهم طريقة تنظيم الميدان، فذهب إلى شركة السياحة التي تركها صاحبها للثورة، والتقى هناك رئيس اللجنة التنسيقية، المسؤول الأوّل عن الميدان، الدكتور عبد الصمد، وهو أستاذ في كليّة الطبّ تجاوز السبعين، هادئ ومهذّب للغاية وملامحه مألوفة ووديعة…”.

 

 جاك رانسيير.. سياسة الأدب

 

 

يتناول الفيلسوف الفرنسي جاك رانسيير Jacques Rancière، في كتابه “سياسة الأدب”، العلاقة الشائكة بين السياسة والأدب من منظور مغاير ومختلف تماما، مقترحا تصورا جديدا في مجمله، أنّ هناك سياسة خاصة بالأدب تسمح دون شك في أن يتدخل بوصفه أدبا في النشاط السياسي من خلال كل ما هو مشترك داخل الفضاء الاجتماعي، ومتاحٍ من أساليب القول والمواقع الأكثر تأثيرا وفعالية.

إنّ سياسة الأدب من منظور جاك رانسيير، هي فوق سياسية بمعنى أنّها من جهة، تقوم بتأويل الأدلة المكتوبة على أيّ جسم وفق منطق “ديموقراطي” يستنتج وجود مساواة مبدئية بين أيّ شخص كان وأيّ شيء كان، ومن جهة أخرى تحلّ الأجسام من أيّ دلالة نريد تحميلها إياها، بما فيها السياسة. فهي ليست “سياسة الكتّاب” ويهدف جاك رانسيير في عمله إلى إظهار أنّ الأدب ليس وسيلة يقترح الكتّاب من خلالها مواقف سياسية والتزامات سياسية فحسب، بل إنّ للأدب شكلا من أشكال السياسة خاصا به.

ويفترض ذلك أنّ السياسة لا تعني ببساطة ممارسة السلطة أو الصراع عليها، بل التشكيل المحسوس لعالم مشترك وللذوات التي تسكنه ولقدراتهم. يؤكد ذلك بقوله: “ليست سياسةُ الأدب سياسة الكتُّاب، فهي لا تتعلّق بالتزاماتهم الشخصية في صراعات عصرهم السياسية والاجتماعية. كما إنّها لا تتعلّق بالطريقة التي يصوّرون بها البنى الاجتماعية والحركات السياسية أو الهويات المتنوعة في كتبهم.

إنّ تعبير “سياسة الأدب” يعني أنّ الأدب يمارس السياسة بوصفه أدبا، وهو يفترض عدم وجود أيّ داعٍ للتساؤل عمّا إذا كان على الأدباء ممارسة السياسة أو بالأحرى تكريس أنفسهم لصفاء فنّهم، وأنّ لهذا الصفاء نفسه علاقة بالسياسة. إنّه يفترض وجود صلة جوهرية بين السياسة، بوصفها شكلا خاصا من أشكال الفعل الجماعي، والأدب بوصفه ممارسة محدّدة لفنّ الكتابة”.

ويشرح لنا طريقة عرضه لمشكلة العلاقة بين الأدب والسياسة: “إنّ عرض المشكلة بهذه الطريقة يجعل لزاما علينا توضيح حدودها. وهذا ما سأفعله باختصار أوّلا في ما يختصّ بالسياسة، إذ غالبا ما يتمّ الخلط بينها وبين ممارسة السلطة والصراع على السلطة. لكن لا يكفي وجود السلطة لتكون هناك سياسة، كما لا يكفي وجود قوانين تنظم الحياة الجماعية، بل يجب أن تكون هناك صياغة لشكل محدد من الجماعة، فالسياسة هي تأسيس مجال خاص من الخبرة يفترض وجود أغراض عامة ويُنظر فيه إلى البعض على أنّهم قادرون على تحديد هذه الأغراض والمحاجّة بشأنها.

غير أنّ هذا التأسيس ليس معطى محددا يرتكز على ثابت أنثروبولوجي. فالمعطى الذي تستند السياسة إليه متنازع عليه دوما. وهناك عبارة مشهورة لأرسطو تقول إنّ البشر مخلوقات سياسية لأنّهم يتمتّعون بميزة الكلام الذي يسمح بالحديث عن العدل وعن الظلم، بينما لا تملك الحيوانات سوى الصوت الذي يعبّر عن اللذة والألم.

وتتعلّق المسألة برمّتها بمعرفة من المؤهّل للتمييز بين كلام المداولة وبين التعبير عن الانزعاج. ومن ثم، وبمعنى ما، فإنّ النشاط السياسي كله صراع لتحديد ما هو كلام وما هو صراخ، أي لرسم الحدود الملموسة التي تتثبت من خلالها القدرة السياسية…

يعني تعبير “سياسة الأدب” إذا أنّ الأدب يتدخّل بوصفه أدبا في هذا التقسيم للأمكنة وللأوقات وللمرئي ولغير المرئي وللكلام والصخب. فهو يتدخل في تلك العلاقة بين ممارسات وأشكال من المرئيات وأساليب في القول تقسم عالما مشتركا أو عوالم مشتركة.

 

 مقتطفات

 سحرٌ محمولٌ

 تاريخ الكتب وقُرّائها

 

يرصد كتاب “سحر محمول” للكاتبة الإنجليزية إيما سميث تاريخ الكتاب عبر العصور وأهميته في تطوّر الحضارة الإنسانية. في تقديم الكتاب وردت الإشارة التالية لمضامينه الأساسية: “لا يمكن لمحبّي الكتب مقاومة إغراء قراءة هذا السِّفر المتعلّق بتاريخ الكتاب ووصوله إلى أيدي البشر، حيث تروي (إيما سميث) قصة الكتاب المثيرة والمدهشة عبر الأزمان والأمم والأيديولوجيات والثقافات بطرق لا يمكن التنبؤ بها، حتّى وصل هذا الكائن الخرافي الساحر إلى أيدينا. فهل شكله المادي هو الذي أضفى عليه سحره المميّز والخطير حيث وصفه ستيفن كينغ بأنّه نوع من السحر المحمول، السحر الذي يقودنا إلى فردوس المعرفة بشكل فريد ومبتكر؟ تأخذنا الكاتبة في رحلة لا تقدر بثمن لتستكشف العواقب غير المتوقعة وغير المرئية لعلاقاتنا مع الكائنات الورقية، مشيدة بصعود الكاتب الورقي، ومفككة للأسطورة القائلة بأنّ الطباعة بدأت مع غوتنبرغ، مستكشفة لعادات القراءة لدينا، ومقترحة تعريفات جديدة لِ”الكلاسيكية” وحتّى للكتاب ذاته.

في نهاية المطاف، يضيء هذا الكتاب الطرق التي تكونت بها علاقتنا بالكلمة المكتوبة والتي هي أعقد مما يمكننا تخيّله، حيث تقودنا المؤلفة إلى فضاء مليء بالمقتطفات الرائعة والحقائق المدهشة حول تاريخ الأدوات الكتابية ونطائقها الهائل و بذكاء شديد وبنوع من النثر الصريح والمذهل، حتّى نصل عبر هذه الرحلة الممتعة إلى الحقائق بصورة حيوية وبأسهل الطرق”.

توضح الكاتبة الإطار العام لكتابها بالقول: “الفكرة التي أطرحها هنا من خلال هذا الكتاب، هي أنّ الكتب الموضوعة على الطاولات إلى جانب أسرّتكم، أو التي تفتحونها أمامكم على شاشات الكمبيوتر، تلك الكُتب التي تُهدى إلى الأصدقاء وأفراد العائلة، ويكتب المُهدي عليها اسمه أو يخربش عليها الأطفال، تلك الكُتب التي يتمّ تصفّحها مرارا وتكرارا إلى أن تنفرط أوراقها، أو التي تبقى بكرا لم تمسّها إصبع، أو التي يتمّ توريثها، أو استعارتها، أو تخريبها، أو الحفاظ عليها ككنز، والتي تُنظّم وفقا لاسم المؤلف أو الموضوع أو الحجم أو اللون… إلخ، هذه الكتب مهمّة. إنّها أمثلة أساسية عن تكنولوجيا صامدة لم تتغيّر إلّا قليلا عبر ما يزيد على الف عام، لكنّها غيّرتنا وغيّرت عاداتنا وثقافاتنا.

الماديّة ليست صفة تميّز الكتب النادرة أو الخاصة فقط، على الرغم من أنّها نقطة يتنازع حولها الخبراء، والكتب مهمّة ثقافيا وماديا لأنّها بالتحديد ديمقراطيّة وموجودة كلّ يوم، لا لأنّها أثمن من أن تُلمس. عوضا عن اللقاء بمخطوطات مميّزة عن بعد، جميعنا نلتقي بكتب مدهشة تسجّل تواريخ ثريّة متنوعة، أو مضطربة أحيانا، سواء كانت تواريخ شخصية أم سياسية”.

تتطرق الكاتبة خلال وقوفها على تاريخ الكتاب إلى خرافات التصقت به من أهمها اختراع آلة الطباعة على يد غوتنبرغ: “… الفكرة القائلة بأنّ الطباعة هي اختراع أوروبي، لا تصمد أمام الأدلة: إنّها خرافة غربية ! بمقاربة هذه المسألة من منظور عالميّ، لا يبدو لي السؤال الملائم الذي يجب طرحه على غوتنبرغ هو: “كيف فعلت ذلك؟”. بل: “لماذا تأخرت كثيرا؟ !”.

خرافة غوتنبرغ هي أحد الأمثلة الصارخة عن فقدان الذاكرة المتأصّل في سرديّات عصر النهضة، الذي يميل إلى طمس دور الاكتشافات التقنية والثقافية والعلمية والفكرية التي حققتها الثقافات الإسلامية وثقافات شرقي آسيا، وإلى تطبيع انتشار البروتستانتية في شمالي أوروبا بوصفها طليعة لعصر التنوير.

بعبارة أخرى، إنّه تاريخ كتبه المنتصرون، فعندما كتب لويس لافيكونتري مثلا عن الإطاحة بالنظام القديم في فرنسا الثورية، حوّل غوتنبرغ إلى نبيّ: “مبارك هو مخترع آلة الطباعة، نحن ندين له بهذه الثورة الرائعة !”. وتضيف إيما سميث: “إذن، المرتبة الثقافية التي يتمتع بها… غوتنبرغ، تعتمد على سردية أوسع من الهيمنة الثقافية الأوروبية (وترسّخها)، كما أنّ مطبعته استغلّت الإسلاموفوبيا والمخاوف حول نجاة الإمبراطورية المسيحية في أواخر العصور الوسطى، أمّا الطباعة والورق فكانتا تقنيتين موجودتين مسبقا، تنتظران لحظتهما الأوروبية: مشروعات غوتنبرغ التي لا تتوقف، والتقلبات الجيوسياسية، والنهم العام إلى مواد القراءة، أوجدت تلك اللحظة. إنّها عوامل خلقت تكنولوجيا لطالما كانت، ولا تزال، متورطة في الجدل الاجتماعي والسياسي والدينيّ”.

تنتقل الكاتبة بعدها إلى مفهوم الكتاب الكلاسيكي: “لماذا نقرأ الكلاسيكيات؟ يسأل الكاتب الإيطالي البيبليوفيليّ المرح إيتالو كالفينو، من ثمّ يسرد في سياق إجاباته عن هذا السؤال أربعة عشر تعريفا للكتاب الكلاسيكي. التعريف المفضل لديّ هو السادس (الكلاسيكيّ، هو كتاب لا يستنفد أبدا ما لديه كي يقوله إلى القراء)، والتعريف الرابع عشر أيضا: (الكلاسيكيّ هو كتاب يدوم كضجّة في الخلفية، حتّى ضمن حاضر لا يتماشى معه إطلاقا)…، لكنني سأطرح تعريفا متمما لما يجعل الكتاب كلاسيكيا (الكلاسيكيّ، هو حصيلة نوع معيّن من المادية تشمل كلا من الشكل، الخط الطباعي، الطول، والتجليد، وهذه العناصر توجّه توقعاتنا حول أهمية محتوى الكتاب).

إيما سميث كاتبة إنجليزية، وأستاذة دراسات شكسبير في كليّة هرتفورد في جامعة أوكسفورد. لها كتاب آخر بعنوان “هذا هو شكسبير”، حقّق أفضل المبيعات وفقا لصحيفة الصنداي تايمز. ترشّح كتاب “سحر محمول” إلى القائمة القصيرة لجائزة وولفسون هستوري سنة 2023، وهي أهمّ جائزة تمنح سنويا في المملكة المتحدة للكتب التاريخية التي تجمع بين المادة العلمية الممتازة، وإيصالها بطريقة سهلة إلى القارئ غير المتخصص.

 

 متوجون

 مغاربة جائزة كتارا 2025

تمّ الإعلان مؤخرا عن الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة 2025. على المستوى المغربي حاز عبد الرزاق المصباحي في فئة الدراسات التي تُعنى بالبحث والنقد الروائي عن دراسته “الردّ بالرواية: دراسة في استراتيجية السرد الثقافي”، وفي فئة رواية الفتيان نعيمة فنو عن روايتها “أجنحة من خشب”.

توزعت بقية الجوائز بحسب الفئات. ففي فئة الروايات العربية المنشورة فاز الروائي اليمني حميد الرقيمي عن روايته “عمى الذاكرة” والروائيين الفلسطينيين رولا خالد محمد غانم عن روايتها “تنهيدة حرية”، ومحمد جبعيتي عن روايته “الطاهي الذي التهم قلبه”. وفي فئة الروايات غير المنشورة فاز الروائي المصري أحمد صابر حسين عن روايته “يافي”، والروائي العراقي سعد محمد عن روايته “ظل الدائرة”، والروائية الفلسطينية مريم قوش عن روايتها “حلم على هدب الجليل”. وفي فئة الدراسات التي تُعنى بالبحث والنقد الروائي، فاز سامي محمد أمين أحمد القضاة من الأردن عن دراسته “التقنيات السردية لرواية ما بعد الحداثة/ الرواية الخليجية نموذجا”، ومحمد مشرف خضر من مصر عن دراسته “استراتيجيات السرد في الرواية العربية: جدلية الجمالي والثقافي في روايات ما بعد الربيع العربي”. أمّا في فئة رواية الفتيان فاز ربيع فريد مرشد عن روايته “جيمة وجوما في عواصمنا المعلومة”، وسميرة بن عيسى من الجزائر عن روايتها “سيفار”. وفي فئة الرواية التاريخية غير المنشورة فاز عمر الجملي من تونس عن روايته “ديان بيان فو تاريخ من أهملهم التاريخ. وفي فئة الرواية القطرية المنشورة، فازت هدى النعيمي عن روايتها “زعفرانة”.

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى