مدن

انهيار عمارة وانتشال أسرة من تحت الأنقاض يخلقان رعبا بالمدينة

 

 

فاس: لحسن والنيعام

 

أياما قليلة فقط بعد التساقطات المطرية، عاد موسم انهيار البنايات العشوائية ليضرب من جديد أحد الأحياء الشعبية بمدينة فاس. وخلف انهيار عمارة تتكون من طابقين في حي «البورنيات» (بلوك2) بمقاطعة المرينيين، صباح أول أمس (الأحد)، إصابة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة، جرى إخراجهم من وسط الأنقاض، ونقلهم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني. ويتعلق الأمر بأب الأسرة الذي أصيب برضوض وتعرض جهازه التنفسي لأضرار الاختناق بسبب ركام الأتربة. فيما تعرضت زوجته رفقته ابنتهما الصغيرة التي تعاني من الإعاقة، لكسور ورضوض، في حين نجا طفلهما من الموت بأعجوبة، إذ نجحت عناصر الوقاية المدنية، بمساعدة عشرات المواطنين من القاطنين في الحي، في انتشال الطفل من وسط أنقاض الانهيار.

هذا ولم تصب الأسر الأخرى التي تقطن العمارة نفسها بسوء لكونها كانت وقت الحادث خارج محلات السكنى، لكنها، مع ذلك، فقدت كل أمتعتها، وسيكون عليها أن تواجه التشرد والضياع، في انتظار أن تتدخل السلطات المعنية لإيجاد حل لمعضلة سكان البنيات المهددة بالسقوط في هذه الأحياء.

وهزت قوة الانهيار سكان الحي، فيما أعاد الحادث الرعب في أوساط العشرات من الأسر في أحياء هذه المقاطعة، نتيجة تخوفهم من أن تنتقل الانهيارات إلى عماراتهم التي بنيت في ظل تواطؤات مكشوفة لسماسرة البناء العشوائي ورجال سلطة وأعوانهم بمعية منتخبين. ووجه السكان انتقادات لاذعة إلى السلطة المحلية، وطالبوها باتخاذ ما يلزم من إجراءات لحمايتهم من مخاطر الانهيار في أية لحظة، عبر إعادة إيوائهم.

ورغم أن السلطات تؤكد أنها تعمد إلى تمكين الأسر من قرارات الإفراغ، إلا أن المتضررين يؤكدون أنهم لا يملكون أي خيار سوى أن يواصلوا اتخاذ هذه البنايات مساكن لهم، في غياب أية إمكانيات تسمح لهم باقتناء شقق بديلة. وتتلاصق البنايات مع بعضها البعض في هذه الأحياء، وعندما تنهار إحداها، فإن الأخطار تحدق بالأخرى، ما يستوجب تبني مقاربات اجتماعية بديلة لمقاربات «مراسلة الإفراغ» المعتمدة، والتي يحركها هاجس إخلاء المسؤولية، أكثر من البحث عن حلول بديلة لوضع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى