النعمان اليعلاوي
شهدت منطقة سانية بوعمر، في المدينة العتيقة بسلا، حادثًا مروعًا تمثل في سقوط جزء من منزل قديم في أحد الأزقة الضيقة. ووقع الحادث في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، حيث انهار جزء من السقف والجدران بسبب تدهور حالة البناء وعدم صيانته منذ فترة طويلة.
وفور وقوع الحادث تدخلت عناصر الوقاية المدنية والشرطة المحلية لمعاينة الوضع وضمان سلامة السكان، فيما جرى إخلاء المكان من أجل تفادي حدوث إصابات، خاصة في ظل الخوف من انهيارات إضافية في المباني المجاورة.
وأشار عدد من السكان المحليين إلى أن العديد من المباني في المنطقة تعاني من المشكل نفسه، إذ أن الكثير منها قديم جدًا ويحتاج إلى عمليات ترميم عاجلة لتفادي وقوع حوادث مماثلة في المستقبل.
من جهتها، أكدت السلطات المحلية أنها بصدد إجراء تحقيق حول أسباب الحادث، وأعلنت أنها ستعمل على تعزيز إجراءات السلامة في المدينة العتيقة، خاصة مع تزايد حالات انهيار المباني القديمة التي تشكل تهديدًا للأرواح والممتلكات.
يُذكر أن مشاريع ترميم المباني العتيقة بسلا عرفت بعض المبادرات في السنوات الأخيرة، حيث تم ترميم مجموعة من المنازل والأسوار التاريخية في إطار برنامج التأهيل الحضري. غير أن العديد من البنايات لا تزال في حاجة ماسة إلى تدخلات عاجلة، ما يتطلب تنسيقًا أكبر بين الجهات الوصية والسكان لضمان الحفاظ على الطابع المعماري التاريخي للمدينة.
وفي هذا السياق، يدعو المجتمع المدني إلى وضع خطة شاملة لترميم الأحياء العتيقة، تشمل دعمًا ماليًا للأسر المتضررة، وإجراءات وقائية لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث. ويشدد المختصون على ضرورة اعتماد مقاربة تشاركية تجمع بين الدولة، الجماعات المحلية والمؤسسات المهتمة بالتراث لضمان استدامة النسيج العمراني التقليدي لسلا.
