
أكادير: محمد سليماني
بعدما تبين أن مشروع الطريق السيار، الذي سيربط مدخل مدينة أكادير بالمدخل الشمالي لمدينة تيزنيت، غير مبرمج في المنظور القريب، وأن وزارة التجهيز والماء قررت إعطاء الأولوية لمسألة فك العزلة عن المناطق التي تعاني أصلا، أو التي لا تتوفر على طرق مصنفة، طفا على السطح بمدينتي أكادير وتيزنيت جدل كبير بخصوص إقبار مشروع الطريق السيار، الذي يعتبر كذلك أولوية في محور مهم يربط شمال المملكة بجنوبها.
وعاد وزير التجهيز والماء إلى تلطيف الأجواء بعد أسابيع من الجدل والسخط، بخصوص هذا الطريق السيار الذي يعد أولوية، خصوصا في محور طرقي يربط شمال المملكة بجنوبها، إذ كشف من داخل البرلمان، خلال مناقشة الميزانية الفرعية لوزارته، أن مشروع الطريق السيار الذي سيربط مدينة أكادير بتيزنيت يعد كذلك أولوية، حيث ستنتهي الدراسات التقنية والتفصيلية الخاصة بالمشروع سنة 2026.
وأضاف الوزير أن هذا المشروع تقرر إدراجه ضمن برامج كأس العالم 2030، التي تشرف عليها مؤسسة “مغرب 2030″، في إطار الاستعدادات لهذا الحدث الدولي الهام، حيث خصصت له ميزانية توقعية ضخمة تبلغ 6 ملايير درهم على مسار تقديري يقدر بـ70 كيلومترا.
واستنادا إلى المعطيات، فقد سبق أن أثارت تصريحات الوزير بركة موجة غضب بجهة سوس، خلال معرض جوابه عن سؤال شفهي أمام مجلس المستشارين شهر أكتوبر المنصرم حول ضرورة الإسراع ببرمجة إنجاز الطريق السيار الرباط بين أكادير وتيزنيت، مبرزا أن الوزارة ومعها الحكومة تسعى حاليا إلى فك العزلة عن المناطق التي تعاني أصلا، أو التي لا تتوفر على طرق مصنفة، والعمل على إحداث طرق بها لربطها بباقي المناطق والأقاليم المجاورة.
أما المناطق التي تتوفر على طرق وطنية أو تحتاج طرقها فقط إلى توسعة أو تجديد وإعادة التأهيل، وأيضا تحتاج إلى شق طرق جديدة سيارة أو سريعة، فيمكن تأتي في مرحلة لاحقة، بعد الاستجابة أولا للخصاص بالمناطق ذات الأولوية المطروحة بعد جهات.
وحسب المعلومات، فإن إنجاز طريق سيار بين أكادير وتيزنيت، يعد كذلك أولوية، إذ بات إنجاز هذا الطريق السيار مطلبا ملحا، وضرورة آنية، لتفادي الاكتظاظ الكبير والازدحام المروري الذي يتسبب في عرقلة السير وتأخير الأسفار، خصوصا وأن مستعملي الطريق الوطنية رقم 1 بالمحور الطرقي الرابط بين مدينة أكادير وتيزنيت، يعيشون يوميا ضغطا كبيرا، جراء الاكتظاظ الكبير، والازدحام المروري الذي يعرفه هذا المقطع الطرقي.
واستنادا إلى مصادر متطابقة، فإن الطريق الوطنية الرابطة بين أكادير وتيزنيت، تعرف ضغطا كبيرا، في الاتجاهين معا، وذلك بفعل الحركية الكبيرة التي تشهدها، الأمر الذي يؤثر على انسيابية حركة السير، خصوصا على مستوى المحور التابع لإقليم اشتوكة أيت باها. وحسب المصادر، فإنه رغم أن المسافة بين أكادير وتيزنيت لا تتجاوز 85 كيلومترا، إلا أن قطع هذه المسافة يتطلب وقتا أطول يتجاوز المدة المعقولة، وذلك بسبب التوقفات الكثيرة على الطريق بفعل الازدحام، على اعتبار أنها الطريق الوحيدة التي تربط شمال المغرب بجنوبه. كما أن كثرة الدواوير والجماعات الترابية التي تخترقها الطريق الوطنية بين تيزنيت وأكادير، تؤدي كذلك إلى الازدحام، وبالتالي التأخر في العبور بسلاسة، خصوصا بالمقطع الطرقي التابع لإقليم اشتوكة أيت باها، ذلك أن عددا كبيرا من المدارات الطرقية تتوسط الطريق الوطنية، وتتسبب في عرقلة السير، كما تسجل بين الفينة والأخرى حوادث سير مميتة بهذا المقطع الطرقي.
وسبق أن أعلن رئيس الحكومة قبل شهور أن الطريق السيار الذي سيربط محطة الأداء بأمسكروض شمال أكادير بمدارة “المعدر الكبير” التي يبتدئ منها الطريق السريع نحو الصحراء، بشمال تيزنيت، قد دخل مرحلة إنجاز الدراسات الجيوتقنية لمسار الطريق السيار الذي سيربط الطريق السيار مراكش- أكادير، بالطريق السريع تيزنيت- الداخلة. وكشفت الدراسات التمهيدية الأولية التي انطلقت منذ مدة أن هذا الطريق السيار، سيكلف حوالي 6 ملايير درهم.





