حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةتقاريرفسحة الصيف

بهاء السعيدي.. وريثة مكتب استشارة في ملكية وزير الخوصصة

ولد عبد الرحمان السعيدي سنة 1949 بمدينة الرباط، عاش طفولته وشبابه بحي المحيط، عاش الولد في وسط أسري مثقل بالإكراهات، فالوالد كان يتدبر لقمة العيش لأبنائه بصعوبة، بل إن الفتى كان يجمع بين الدراسة والعمل أحيانا، لبناء شخصية مستقلة قادرة على مواجهة الحياة في ظرفية صعبة، كان فيها المغرب يعيش تحت رحمة الحماية الفرنسية.

تابع دراسته بين الرباط ومونبوليي الفرنسية، وتخرج السعيدي سنة 1973 من المدرسة العليا للتجارة في فرنسا، وبعد ثلاث سنوات سيحصل على دبلوم فرنسي كخبير محاسب، وحين عاد إلى المغرب اشتغل كأستاذ في المدرسة العليا للتجارة وإدارة المؤسسات في الدار البيضاء، وكان من الرعيل الأول لأساتذة هذه المدرسة.

 

عبد الرحمان السعيدي.. الوزير مهندس خوصصة مصفاة سمير

أثناء فترة دراسته في فرنسا، عرض عليه زملاؤه وقادة التنظيمات الطلابية الانخراط في هيئات تابعة لأحزاب سياسية، لكنه ظل رافضا حمل لون سياسي، لذا صنف من التقنوقراط الذين كانت تلجأ إليهم الحكومة لتلطيف المناخ السياسي، حين تتطاير شظايا الصراعات بين الأحزاب حول الحقائب الوزارية، سيما وأن عبد الرحمان قد حصر دائرة نشاطه في عوالم المال والاقتصاد والاستشارات الضريبية.

بعد مساره التدريسي العالي، ظل السعيدي يدير مكتب استشارة ومحاسبة وسط مدينة الدار البيضاء، وجمع بين تخصصات عدة في مسيرته؛ كما كان يكتب تحليلات حول الضرائب والمالية والقانون، إضافة إلى حكامة المقاولات، وهو ما جعله يمزج بين النظري من خلال مساره الأكاديمي والتطبيقي في تعاملاته واستشاراته الميدانية.

في سنة 1993، عينه الملك الحسن الثاني وزيرا للخوصصة مكلفا بشركات الدولة، ومن سنة 1997 إلى مارس 1998 شغل منصب وزير تنشيط الاقتصاد والخوصصة، ووزيرا منتدبا لدى الوزير الأول مكلفا بمؤسسات الدولة، وفي يوليوز من سنة 2001 شغل منصب المدير العام لشركة «سامير»، وهو الذي أشرف على خوصصتها وأضحى مديرا لها. مع قدوم حكومة التناوب التوافقي، ووفاة الملك الحسن الثاني، سيبتعد السعيدي عن الأضواء، وسيفضل قضاء أيامه في مكتبه بالدار البيضاء.

في أيامه الأخيرة انشغل أيضا بالتحف الفنية النادرة، إذ استطاع جمع ما يزيد على ألف قطعة فنية، وخصص لها رواقا فنيا، كان الغرض منه في الأساس الابتعاد عن ضوضاء المدينة وقلق الأرقام، والعودة إلى أصله، خاصة وأن والده كان تاجرا وجده دلالا في حي المحيط بالرباط.

بعد مسيرة أكاديمية وحكومية سيغيب عبد الرحمان عن الأنظار مستسلما للمرض، إلى أن رحل إلى دار البقاء عن سن تناهز 74 عاما، قضى الجزء الأكبر منها في مداعبة الأرقام واستنطاقها.

 

حين ورثت بهاء السعيدي مكتب والدها

ورث أبناء الراحل عبد الرحمان السعيدي (بهاء، مريم، دنيا، كميل)، عن والدهم حس المثابرة والخبرة المحاسباتية والانشغال بنبض البورصة والمؤشرات الاقتصادية، كما ورث الأبناء عن والدهم مكتب الاستشارة في وسط العاصمة الاقتصادية.

في سنة 1999، أنشأ عبد الرحمان مكتب الخبرة في ساحة مارشال، حينها آمن رفاقه أن الرجل سيقطع الصلة مع الحقائب الوزارية، وأنه سيستثمر في الخبرة التي راكمها لعقود طويلة، من خلال مكتب استشارات يجمع بين الخبرة الميدانية والنظرية، وله القدرة على تكوين المشتغلين في قطاع المال والأعمال.

افتتح المكتب الاستشاري في إطار شركة قائمة الذات على أسس قانونية يتيح لها دخول المناقصات وتقديم الاستشارة اللازمة، سيما بعد أن انسحب مؤسسها من المشهد الحكومي، وألغى كل سؤال حول حالات التنافي.

حمل المكتب اسم «وكالة السعيدي للاستشارة»، وتخصص في المحاسبة والافتحاص والضرائب والاستشارات القانونية وقانون المالية وتدبير المقاولات، وكل ما يهم المقاولات الناشئة والقائمة الذات.

أسندت لبهاء الابنة الكبرى للوزير السابق عبد الرحمن السعيدي، مهمة الإشراف العام على المكتب، بينما أنيطت بشقيقتها مهمة الإدارة المالية والإدارية، انسجاما مع تكوينهما في المجال الاقتصادي والتجاري والقانوني، على خطى الوالد الذي حول بيته إلى مكتبة للمراجع المتعلقة بإدارة المال والأعمال، ومن خلال كتاباته التي ما زالت تشكل خارطة الطريق لابنتيه الساهرتين على مكتب والدهما.

 

كريمة الوزير بعيدا عن السياسة قريبا من الافتحاص المالي

تشغل بهاء مهام متقدمة في الاستشارة والافتحاص، حاصلة على شهادة الخبرة المحاسباتية من الجامعات الفرنسية منذ 2013، علما أنها تمرست في مجال الاستشارة والخبرة منذ التحاقها سنة 2008 بالمؤسسة التي يعد والدها مؤسسها الفعلي. أسند لها والدها، منذ التحاقها بمكتبه، مهام الافتحاص المالي والاستشارة المالية، وكانت لها علاقات بالمجلس الأعلى للحسابات.

في سنة 2015، أصبحت بهاء السعيدي مساهمة رئيسية في المشروع الذي تركه والدها عهدة في يد ابنته، وظلت تشارك بنشاط كبير في مختلف المهام، خاصة تلك التي لها ارتباط بالافتحاص المالي، وهو المجال الذي خبرته منذ أن كانت طالبة في الثانوي، فضلا عن إشرافها العام على إدارة مكتب يحمل اسم والدها الراحل.

راكمت بهاء خبرة ميدانية واسعة وأصبحت محل ثقة لدى العملاء الذين تعاقدوا مع المؤسسة الاستشارية، بل أصبحت في جعبتها تجربة ميدانية قاربت الأربعة عقود، بل وسجلت حضورها في كبريات المنتديات والتجمعات الخاصة بالخبرة التجارية والصناعية والمالية، حتى أضحت اسما يعيش على نبض تقلبات الأسواق المالية، وهي المهنة التي ورثتها من والدها الوزير السابق عبد الرحمان السعيدي.

وكان آخر ظهور لابنة الوزير السابق، في الجمع العام لشركة «ميكرو داتا»، الذي جدد الثقة في مكتب السعيدي، لثلاث سنوات أخرى، كمؤسسة ساهرة على الافتحاص المالي للشركة في مجال تسويق الأجهزة المعلوماتية.

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى