حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةسياسية

بوريس يلتسن.. خرق البروتوكول وعانق الملكة

ما فتئ الغربيون يتذكرون الرئيس الروسي الأسبق بوريس يلتسن بالكثير من الحسرة، خصوصا عندما يقارنونه بالرعب الذي يخلفه اسم خلفه الحالي فلاديمير بوتين، ففي الوقت الذي كانت كل وسائل الإعلام في تسعينيات القرن الماضي تتصيد أخطاء يلتسن الكثيرة والتي لا تنته، وتتناولها بالسخرية والتندر، فإن شخصيته المرحة والطريفة أعادته أخيرا إلى الواجهة، بعد أن أصبحت لغة التهديدات بالحرب هي اللغة الرسمية التي يتبادلها الطرفان، الطرف الروسي من جهة، والغربي المساند لأوكرانيا من جهة أخرى.

 

فضّل النوم بالطائرة ورئيس الوزراء ينتظر بالمطار

يتعلق الأمر بأول رئيس لدولة روسيا الاتحادية، بعد تفكك الاتحاد السوفياتي، فبقدر ما يرتبط اسمه بمرحلة جديدة دخلها العالم تعرف بعالم ما بعد الحرب الباردة، بقدر ما يرتبط اسمه بطرائف، بعضها صادم جدا. حيث كشفت وثائق بريطانية أن يلتسن كاد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية مع المملكة المتحدة، بخرق البروتوكول البريطاني في أحد لقاءاته بالملكة إليزابيث. وبحسب ما نشرت صحيفة «التيليغراف» البريطانية، فقد كاد الرئيس يلتسن أن يحتضن الملكة، لكن تم تدارك الموقف. واقترح المسؤولون وقتها أن توجه نصائح مستقبلية إلى الروس، بشأن البروتوكول البريطاني في التعامل مع الملكة. والوثائق التي كشفت الموقف جزء من أرشيف الثمانينيات والتسعينيات. وأمسك يلتسن بيد الملكة، وكاد أن يضع يده على خاصرتها أيضا، لكن الأمر تم تداركه دون إحراج يلتسن، ودون أن يتمكن أيضا من الإمساك بخاصرة الملكة، وربطت الصحيفة نفسها، على غرار العديد من وسائل الإعلام الدولية بين هذا الموقف ومواقف أخرى كثيرة، كان فيها يلتسن مخمورا بشكل طافح، حيث بلغ به إدمانه حد وصوله إلى مطار لندن في بداية التسعينيات، لكن لم ينزل من الطائرة وظل الجانب البريطاني المكلف بالاستقبال ينتظر مدة طويلة، لكون الرئيس تناول مشروبات روحية بكمية كبيرة عندما كان في الجو، وغلبه النوم، لذلك تطلب الأمر مدة ليست بالقصيرة لإيقاظه للنزول من الطائرة، والبدء في زيارة وصفت حينها بالرسمية، بل إن مصادر إعلامية دولية حينها تحدثت عن أن الفريق الخاص بالرئيس بذل جهدا كبيرا لإيقاظه، لكونه فضل البقاء نائما.

طرفة أخرى حدثت، وهذه المرة في فرنسا، فخلال زيارة وفد روسي إلى قصر رومبويي في باريس، حدث خلاف بين قسم البروتوكول الفرنسي ونظيره الروسي، والسبب هو الترتيبات الأمنية. حيث إن الروس طلبوا الحصول على شارات لدخول 50 مرافقا أمنيا للرئيس بوريس يلتسن، وهو أمر قوبل بالرفض، باعتبار أن البلد المضيف مسؤول عن التأمين. وتم منح الروس 10 شارات دخول فقط، ولكنهم قاموا بحيلة طريفة، تمثلت في دخول 10 حراس في كل مرة، ثم إرسال تلك الشارات إلى 10 آخرين ليتمكنوا من الدخول.

وفي الليل فوجئ دانيال جوانو، رئيس البروتوكول، بضجة غريبة في الطابق الذي يقيم فيه الوفد الروسي، واستفاق من النوم وذهب مسرعا لرؤية مصدر الضجة، ليفاجأ بمشهد بوريس يلتسن يرتدي ملابس نوم، ويركض في الممر خلف المدير العام للمخابرات الروسية، ويصرخ بأعلى صوته.

تصرفات بوريس يلتسن أثارت قلق العديد من المسؤولين بالكرملين، الذين تحدثوا عن إضرارها بصورة روسيا، فخلال شهر يونيو 1991، انتخب بوريس يلتسن رئيسا لجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية. وبهذه الانتخابات، حقق يلتسن فوزا سهلا على منافسه الشيوعي نيقولاي ريجكوف، وقد جاءت نتائج هذه الانتخابات حينها لتثبت رغبة الروس في إحداث تغيير ببلادهم وإنهاء الهيمنة الشيوعية. فمع انهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه بشكل رسمي أواخر العام 1991، حافظ بوريس يلتسن على منصبه، ليصبح بذلك أول رئيس بتاريخ جمهورية روسيا الاتحادية. وبدعم أمريكي لسياسته، تمكن بوريس يلتسن من الفوز بولاية رئاسية ثانية عام 1996، قبل أن يستقيل من منصبه عام 1999 عقب تدهور حالته الصحية.

 

سكران يبحث عن «بيتزا» بعد منتصف الليل بواشنطن

في خضم هذه السياسة الاقتصادية، عانت روسيا الاتحادية من انكماش اقتصادي وتقلبات عديدة أثارت غضب الروس، حيث تشاءم كثيرون من ارتفاع الأسعار وضعف المداخيل، تزامنا مع هيمنة عدد ضئيل من الأوليغارشية، أو عدد من رجال الأعمال السابقين بالجمهوريات السوفياتية السابقة، على الثروات الوطنية.

وعلى الرغم من تدني شعبيته، تمكن بوريس يلتسن من الفوز بالانتخابات الرئاسية عام 1996. فضلا عن ذلك، تلقى الأخير دعما من الرئيس الأمريكي بيل كلينتون الذي تدخل لصالحه، بهدف منح روسيا قرضا من البنك الدولي، لمساعدتها على إعادة الاستقرار لاقتصادها.

وعلى الرغم من فوزه بانتخابات العام 1996، واجه الرئيس الروسي بوريس يلتسن انتقادات لاذعة من المحيطين به، بسبب سلوكياته الغريبة وإدمانه للكحول. إلى ذلك، أثارت التصرفات الغريبة ليلتسن أثناء تعاطيه للكحول غضب مسؤولين بارزين بالكرملين، وتحدثوا عن إضرار ذلك بصورة روسيا على الصعيد العالمي. وقد جاءت أبرز السلوكيات الغريبة ليلتسن خلال شهر شتنبر 1994، أثناء أول لقاء جمعه بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون، فأثناء هذه الزيارة، عثر أفراد من الشرطة والأمن الأمريكي على بوريس يلتسن في ساعة متأخرة من الليل، وهو بحالة سكر، مرتديا ثيابه الداخلية بشارع بنسلفانيا بواشنطن.

وأثناء حوار مع الأمنيين، رفض يلتسن العودة إلى مقر الإقامة التي اعتاد ضيوف الرئيس الأمريكي المكوث بها أثناء وجودهم بواشنطن، وتحدث عن محاولته إيقاف سيارة أجرة بهدف التوجه إلى أقرب مطعم للحصول على «البيتزا». وحسب تصريحات أدلى بها بيل كلينتون، بعد سنوات من انتهاء فترته الرئاسية، لم يعد يلتسن إلى إقامته، إلا مع حصوله على «البيتزا». لاحقا، أكد بيل كلينتون أن يلتسن أعاد الكرة في الليلة التالية.

إلى ذلك، تكررت غرائب بوريس يلتسن بالولايات المتحدة الأمريكية خلال لقاء آخر ببيل كلينتون عام 1995، فأثناء مؤتمر صحافي، تحدثت صحيفة «الواشنطن بوست» بأحد تقاريرها أن يلتسن كان تحت تأثير الكحول، عندما وصف الصحافة الأمريكية بالكارثة. وعقب هذا التصريح، انفجر بيل كلينتون ضاحكا أملا في تجنب إثارة الشكوك حول تعاطي يلتسن للكحول، قبل المؤتمر.

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى