حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسيةدين و فكر

تأملات قرآنية: سورة المائدة (1)

سورة المائدة مدنية، حثت على وجوب الوفاء بالعقود سواء مع الله في ما شرع أو مع الناس في ما يتعاملون فيه، وبينت الأطعمة الحلال والحرام، وشرعت الطهارة للصلاة، كما شرع الله فيها إقامة بعض الحدود، وأوجب الحكم بما أنزل الله،، كما  تحدثت عن بني إسرائيل وانسلاخهم من التكاليف الشرعية، وقد ذمهم الله على ذلك وعلى اتخاذهم عيسى إلها من دون الله.

1- قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ))[سورة المائدة:1]، يجب الوفاء والالتزام بكل ما شرعه الله تعالى في العبادات والمعاملات، كما يجب الوفاء والالتزام بالعقود بين الناس في شتى معاملاتهم.

2- قال الله تعالى: ((الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا))[سورة المائدة:3]، يئسوا لما رأوا كمال الدين، كذلك يجب أن يكون المسلم كاملا في تدينه حتى ييأس الكافرون.

3- قال الله تعالى: (( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ))[سورة المائدة:5]، كمال الدين لا يكون إلا باجتناب المحرمات وتناول الطيبات في القول والفعل والاستمتاع.

4- قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ))[ سورة المائدة:6]، لما أكمل الله تعالى لنا الدين أمرنا بالطهارة وهي تمام النعمة، فدين الإسلام من العقيدة إلى الطهارة.

5- قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ۖ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا ۚ اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ))[سورة المائدة:8]، الله تعالى أمر المؤمنين بممارسة العدل حتى مع الأعداء، وهذا من عظمة الإسلام ورحمته على العالمين.

6- قال الله تعالى: ((فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))[سورة المائدة:13]، أمر الله تعالى النبي (صلى الله عليه وسلم) بالعفو والصفح عن يهود المدينة والإحسان إليهم رغم ما فعلوا به وبالمؤمنين، وهذا من رحمة الإسلام وعظمته.

7- قال الله تعالى: ((يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ))[سورة المائدة:21]، كتبها لهم في ذلك العهد وليس معناها كتبها لهم إلى يوم القيامة، فليس لليهود المحتلين لفلسطين حجة في هذه الآية، فهي تعني بني إسرائيل في عهد موسى، ولكن الله أخرجهم منها فتاهوا في الأرض، وتشتتوا في البلدان.

8- قال الله تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ۖ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ))[سورة المائدة:27]، لا يتقبل الله من المجرمين ما يتقربون به إليه، حتى يتقوا، ومثل ذلك الذي يريدون التقرب إلى الله بموائد الإفطار في رمضان، أو القيام بالحج والعمرة، وهم ما زالوا على جرائمهم، ((إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)).

9- قال الله تعالى: ((فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ))[سورة المائدة:30]، الجرائم أسبابها نابعة من النفس، كما قال تعالى: ((إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ))[سورة يوسف:53].

10- قال الله تعالى: ((مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا))[سورة المائدة:32[، القتل والإحياء ليس بالضروري أن يكون مباشرا؛ كقتل شخص بسكين أو إنقاذ شخص من الغرق، وإنما القتل والإحياء قد تكون لهما أسباب أخرى غير مباشرة، من جهة الأفراد والجماعات والحكومات، فيمكن أن تكون حكومة قاتلة لا توفر للمواطنين ضروريات العيش والصحة والدواء والتعليم مما يتسبب في هلاك النفس؛ فكأنما تقتل الناس جميعا، ويمكن أن تكون حكومة رشيدة تساهم في إحياء النفس بالتنمية الاقتصادية والصحية والمعرفية، فكأنما تحيي الناس جميعا.

11- قال الله تعالى: ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا))[سورة المائدة:48]، بعد أن ذكر أحكام التوراة كما قال تعالى: ((كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ))[سورة المائدة:45]، جاءت الآية السابقة لتبين أن هذه الأحكام خاصة بشريعة بني إسرائيل، وهي إخبار عن أحكام التوراة وليست من شريعة محمد (صلى الله عليه وسلم).

12- قال الله تعالى: ((أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ))[سورة المائدة:50]، يستفاد منها أنه ليس هناك حكم أحسن من حكم الله، وأن كل حكم غير حكم الله هو حكم جاهلي، وقد جاءت هذه الآية بعد قوله تعالى: ((وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ))[سورة المائدة:49]، لتبين أن الذين يحكمون بغير ما أنزل الله فاسقون.

13 – قال الله تعالى: ((قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ اللَّهِ ۚ مَن لَّعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ ۚ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ))[سورة المائدة:60]، ليس بمسخ صورهم وتحويلها إلى صور القردة والخنازير وإنما جعل حالهم كحال القردة والخنازير وتشبيههم بها، كما قال الله تعالى: ((فَلَمَّا عَتَوْا عَن مَّا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ))[سورة الأعراف:166].

 

/////////////////////////////////

 

سورة المائدة (2)

 

14- قال الله تعالى: ((وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ))[سورة المائدة:64]، هذه نزلت في اليهود، بينما قال تعالى عن النصارى: ((فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ))[سورة المائدة:14]، ألقى بين اليهود العداوة والبغضاء في حربهم مع غيرهم، وأغرى بين النصارى العداوة والبغضاء في صراعهم مع بعضهم.

15– قال الله تعالى: ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ۚ مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)))[سورة المائدة:65-66]، تبين وجوب إيمان أهل الكتاب واتباعهم لرسالة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بدليل قوله تعالى في الآية: ((وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ)) وهو القرآن، كما قال تعالى بعد ذلك: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ))[سورة المائدة:68]، فليسوا على شيء ما لم يقيموا التوراة والإنجيل غير المحرفين ويقيموا القرآن، وذكر إقامة التوراة والإنجيل غير المحرفين لإلزامهم باتباع القرآن وشريعة محمد (صلى الله عليه وسلم).

16- قال الله تعالى: ((قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ))[سورة المائدة:68]، لما كان اليهود والنصارى يتحاجون أيهم على حق، كما قال تعالى: ((وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ))[سورة البقرة:113]، أمر الله النبي (صلى الله عليه وسلم) بأن يقول لليهود والنصارى كلكم لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل والقرآن.

17- قال الله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَىٰ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))[سورة المائدة:69]، مثلها مثل قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ))[سورة البقرة:62]، المقصود من الآية؛ اليهود والنصارى والصابئين الذين كانوا مؤمنين قبل بعثة النبي محمد (عليه الصلاة والسلام)، أو من لم تصلهم رسالة الإسلام وكانوا مؤمنين إيمانا صحيحا على أديانهم تلك، بدليل الآية ((من آمن بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا))، أما اليهود والنصارى والصابئون اليوم فليسوا داخلين في الآية.

 18- قال الله تعالى: ((مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ (75قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا ۚ وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (76)))[سورة المائدة:75-76]، قوله تعالى: ((مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)) مثلها مثل قوله تعالى: ((وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ))[سورة آل عمران:144]، تشير إلى موت عيسى (عليه السلام)، وقوله تعالى: ((مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ)) دليل على بشرية عيسى وأمه (عليهما السلام) لأن أكل الطعام من ضروريات بقاء الجسم وبقاء الإنسان على الحياة، وهما يحتاجان إلى أكل الطعام، والله غير محتاج لذلك، فكيف يكون عيسى وأمه إلهين، كما قال تعالى: ((وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ))[سورة المائدة:116].

19- قال الله تعالى: ((وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَٰكِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ))[سورة المائدة:81]، هذه الآية نزلت في أهل الكتاب، وهي توجب عليهم الإيمان بالله والنبي واتباع ما أنزل إليه، بخلاف من يرى عدم وجوب اتباعه.

20- قال الله تعالى: ((وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)))[سورة المائدة:83-84]، دليل على وجوب الإيمان بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) واتباع شريعته من قِبَل أهل الكتاب.

21- قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ (91)))[سورة المائدة:90-91]، اقتران اسم الخمر مع هذه الأسماء دليل واضح على أنها من الكبائر، كما قال تعالى: ((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا))[سورة المائدة:219]، وليس هناك أكبر إثم من إيقاع العداوة والبغضاء بين الناس والصد عن ذكر الله؛ والخمر باب ذلك.

  

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى