شوف تشوف

الافتتاحيةالرئيسيةسياسية

تحصين العلاقة الديبلوماسية من المؤامرات

وصل بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني مرفوقا بـ10 وزراء إسبان، لحضور الاجتماع الأول من نوعه بعد المنعطف الديبلوماسي الكبير الذي همّ العلاقات بين مدريد والرباط، باعتراف قصر «المونكلوا» بمغربية الصحراء وطي صفحة الخلافات الطويلة والمفتعلة.

صحيح أن هناك علاقة تبدو مميزة بين الرباط ومدريد بعد الانعراجة الديبلوماسية الإسبانية، إلا أن هذه العلاقة الجديدة تحتاج إلى تثبيت وتحصين من المساومات والمؤامرات، وإلى أن تنعكس بالإيجاب على العلاقات الاقتصادية والأمنية والجيواستراتيجية بين البلدين. لذلك تهدف الزيارة الحكومية رفيعة المستوى إلى تطبيق خارطة الطريق الناجمة عن ما بعد الاعتراف الإسباني بمبادرة الحكم الذاتي.

والمؤكد جدا أن مدريد واعية كل الوعي بأن مصلحتها الاستراتيجية والدائمة في حوض البحر المتوسط توجد مع المغرب، وليس من مصلحتها أن تفقد شريكا استراتيجيا نسجت معه علاقات متميزة خلال قرون رغم ما طبعها من ارتدادات بين الفينة والأخرى. طبعا في قلب المواقف المتطابقة والمصالح المشتركة، توجد قضايا خلافية تحتاج الكثير من الوقت والجهد والتعقل والحكمة في معالجتها، خصوصا ما يتعلق بملف مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين وترسيم الحدود البحرية على الواجهتين المتوسطية والأطلسية، والمنطقة التجارية الخالصة، وغيرها من الملفات المعقدة.

وبلا شك أن السياق الجيواستراتيجي الذي يمر منه العالم بأسره يفرض على مدريد والرباط التركيز على دائرة المتفق عليه، خصوصا في ما يتعلق باحترام سيادتنا ووحدتنا الترابية، وهي النظارة التي ينظر بها المغرب للعلاقة الجديدة مع إسبانيا، وهذا ما يتطلب إعطاء الأولوية لكل ما من شأنه تحصين هاته العلاقة الاستراتيجية وعلى رأسها مزيد من التعاون الاقتصادي والأمني والديبلوماسي.

ومع ذلك ينبغي أن نتوقع أن هناك من سيسعى جاهدا إلى ضرب هذا التقارب الديبلوماسي، نظرا لأنه لا يخدم مصالحه الاقتصادية والديبلوماسية على المديين المتوسط والبعيد، لكن لا حل للتحصين من المؤامرات والإغراءات سوى بناء الثقة بين مدريد والرباط، ووضع الآليات الكفيلة بضمان الشراكة والتعاون والتنسيق والحوار الدائم والمنتظم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى