حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرئيسية

ترامب والحرب الأهلية في أمريكا

صبحي غندور
وصلت التغريدات العنيفة الصادرة عن ترامب إلى حد التهديد بحرب أهلية إذا قرر الكونغرس عزله، بعد التحقيقات الجارية بشأن ضغوطاته على الرئيس الأوكراني من أجل إثبات صفقات فساد يريد ترامب إلحاقها بالمرشح الديمقراطي للرئاسة جو بايدن وابنه.
وهذه ليست المرة الأولى التي يهدد فيها ترامب بعنف الشارع من مؤيديه، فقد قال كلاما مشابها منذ أشهر قليلة خلال تحقيقات مجلس النواب في قضية التدخل الروسي بانتخابات العام 2016. كذلك يدرك ترامب أن العديد من الداعمين له في عدة ولايات أمريكية هم أيضا من دعاة التمسك بحيازة الأسلحة، وهم مستعدون للنزول إلى الشوارع تأييدا له، بل ربما باستخدام العنف أيضا، كما فعل أفراد منهم في أمكنة عدة ضد مهاجرين لاتينيين أو ضد مراكز لأقليات دينية وعرقية.
وهذا التهديد من ترامب بإمكانية حدوث «حرب أهلية» ليس موجها فقط للديمقراطيين وللأجهزة الأمنية، بل أيضا لأعضاء الكونغرس من «الحزب الجمهوري»، لردعهم عن التضامن مع الدعوة إلى عزله من الرئاسة.
ولا نعلم بعد ما الذي منع المحقق السابق روبرت موللر من وضع استنتاجات حاسمة في تقريره العلني حول تورط حملة ترامب في علاقات مع روسيا، رغم ما توفر لديه من معلومات ووثائق نشرتها وأكدتها كافة أجهزة المخابرات الأمريكية، ورغم اعترافات مايكل فلين الذي اختاره ترامب ليكون مستشارا للأمن القومي فور انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، ورغم العديد من المعلومات التي نشرتها الصحف الأمريكية الكبرى، وبعضها كان يتعلق بصهر الرئيس (جاريد كوشنر) وابنه البكر (دونالد جونيور) واجتماعاتهما مع أشخاص لهم علاقة بالحكومة الروسية، إضافة إلى ما كشفه المدير السابق لحملة ترامب الانتخابية (بول مانافورت) أمام المحقق موللر، وأيضل المحامي الخاص السابق لترامب (مايكل كوهين) أمام الكونغرس من تفاصيل تدين الرئيس الأمريكي في أكثر من قضية سياسية ومالية وسلوكية.
فهل كان سبب غموض نتائج تحقيقات موللر عائدا إلى مخاوفه من حدوث فتنة داخلية في الولايات المتحدة، خاصة بعد تهديد ترامب بأن القاعدة الشعبية المؤيدة له لن تسمح بإدانته أو بقرار عزله من قبل الكونغرس؟.
أيضا، لقد مارس الرئيس ترامب في الانتخابات النصفية في شهر نونبر الماضي أسلوب الترغيب والترهيب على المرشحين من الحزب الجمهوري، حيث نجح معظم من وقفوا معه وفشل من انتقدوه من «الجمهوريين»، فهو حتما يملك تأثيرا كبيرا على القاعدة الشعبية للحزب الجمهوري، التي هي الآن مزيج من تحالف العنصريين البيض ومن أتباع الطائفة الإنجليكية المحافظة ومن الداعين لانتشار السلاح وحقوق حمله. وهذا المزيج هو الذي يهدد ترامب به حزبه وخصومه معا.
لقد حسم ترامب خياراته الفكرية والسياسية لصالح القوى المنتمية للجماعات اليمينية المحافظة، التي تحركت ضد كل ما كان يرمز له أوباما من أصول إثنية وعرقية ودينية وسياسية، بحيث تحولت هذه القوى إلى تيار شعبي بنى عليه ترامب لاحقا قوة قاعدته الانتخابية، والتي استطاعت تجاوز العديد من المرشحين المعروفين في الحزب الجمهوري، وجعلت من ترامب رمزا لها وتمكنت من إيصاله إلى الرئاسة الأمريكية. ودعم هذه القاعدة الشعبية له ينطلق من ضرورة عدم تكرار حقبة أوباما، وبأن عودة «أمريكا العظيمة». أمريكا ذات الأصول الأوربية البيضاء البروتستانتية، مرهونة باستمرار ترامب في الحكم وبما هو عليه من أجندة داخلية وخارجية!
سيكون من الصعب عزل ترامب الآن أو تكرار ما حدث مع الرئيس نيكسون في العام 1974، حينما جرى دفعه إلى الاستقالة بدلا من المحاسبة والعزل. فترامب المدعوم من قاعدة شعبية عنصرية وقوى دينية محافظة وجماعات ضغط فاعلة، يحظى أيضا بغالبية جمهورية في مجلس الشيوخ وغالبية محافظة في المحكمة الدستورية العليا. لكن حتى لو جرى عزل ترامب، فإن نائبه مايك بنس ملتزم هو أيضا بمختلف عناوين الأجندة التي عليها ترامب!

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى