النعمان اليعلاوي
صادقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على مجموعة من التعديلات الجزئية في الهندسة البيداغوجية الخاصة بسلكي الإجازة والماستر، في خطوة تروم تعزيز جودة التكوين الجامعي وملاءمته مع متطلبات سوق الشغل وتطورات المعرفة.
وحسب مراسلة وزارية موجهة إلى رؤساء الجامعات العمومية، همّت هذه التعديلات تقليص عدد وحدات اللغات والوحدات الأفقية، مقابل تقوية الوحدات المعرفية ذات الصلة بالتخصص، مع اعتماد لغات تطبيقية مندمجة في المسار الدراسي ومتلائمة مع الحقول المعرفية لكل مسلك.
وفي السياق ذاته، ألغت الوزارة الاستثناء الذي كان يتيح استيفاء وحدات اللغات الأجنبية في الفصل السادس من سلك الإجازة، وفي الفصل الثالث من سلك الماستر، مع إقرار جذوع مشتركة في الفصل الأول للمسالك المنسجمة داخل سلك الماستر، ما يعكس توجها نحو مزيد من التنسيق والانسجام البيداغوجي.
ولمواكبة هذه التعديلات، دعت الوزارة الجامعات إلى تقديم طلبات لتعديل الملفات الوصفية للمسالك المعتمدة في دورتي 2023 و2024 بالنسبة لسلك الإجازة، ودورة 2024 بالنسبة لسلك الماستر، وذلك وفق الصيغتين الجديدتين اللتين سيدخلان حيز التنفيذ ابتداءً من الموسم الجامعي 2025-2026.
كما أوصت الوزارة بالإبقاء على عناوين المسالك كما هي، والاحتفاظ بمضامين الوحدات المعرفية المعتمدة سابقاً في سلك الإجازة، مع اعتماد تدريس وحدة معرفية مبرمجة بالفصل السادس بلغة أجنبية غير اللغة الأساسية المعتمدة في المسلك، في خطوة تستهدف تعزيز التعددية اللغوية لدى الطلبة.
إلى ذلك، تقرر تعويض وحدة اللغات الأجنبية أو وحدة مهارات القوة التي كانت مدمجة ضمن الهندسة السابقة، بوحدة معرفية في كل فصل من الفصول الأربعة الأولى بسلك الإجازة، بهدف تقوية البعد المعرفي للتكوين الجامعي، في حين سيتم الحفاظ على مضامين الوحدات المعرفية في الفصلين الخامس والسادس كما كانت في السابق.
وتندرج هذه الخطوة ضمن التوجه العام للوزارة نحو تحسين جودة التكوينات الجامعية، وتبني مسارات أكثر مرونة وانفتاحاً، مع إعادة ترتيب الأولويات البيداغوجية بما يتماشى مع حاجيات الطلاب ومتطلبات التحول الرقمي والمعرفي الذي يشهده العالم.
