الرئيسيةسياسية

تعديل الدستور يتسبب في أزمة داخل «البام»

محمد اليوبي
ترأس أحمد اخشيشن، بصفته أمينا عاما بالنيابة لحزب الأصالة والمعاصرة، أول اجتماع للمكتب السياسي، في ظل غياب حكيم بنشماش، الذي يتواجد رفقة العربي المحرشي في مهمة برلمانية بإنجلترا. وشهد الاجتماع نقاشا عاصفا حول التصريحات التي أدلى بها بنشماش في الندوة التي عقدها المجلس الوطني، يوم السبت الماضي، بخصوص مطالبته بتعديل الدستور.
وإلى حدود أمس الخميس، لم يصدر أي بلاغ رسمي عن المكتب السياسي، المنعقد يوم الثلاثاء الماضي، بسبب اعتراض بنشماش على تضمين البلاغ لفقرة يتبرأ من خلالها المكتب السياسي من الموقف المعلن من طرفه بخصوص ورش الإصلاحات الدستورية، حيث اعتبر أن صدور هذه الفقرة في البلاغ تبخيس له، وانقلاب عليه من طرف الجناح الذي يقوده اخشيشن وعبد اللطيف وهبي وفاطمة الزهراء المنصوري ومحمد الحموتي، رئيس المكتب الفدرالي، الذين تشبثوا بإعلان موقف صريح من رفض مناقشة الإصلاحات الدستورية، وبأن موقف بنشماش لا يلزم الحزب.
وأوضحت المصادر أن المكتب السياسي ناقش تصريحات بنشماش خلال الندوة الوطنية التي انعقدت بالرباط حول النموذج التنموي، عندما أعلن أن حزب الأصالة والمعاصرة أطلق مبادرة تتوخى فتح النقاش بين الأحزاب حول أهمية إجراء تعديل دستوري، يركز بالأساس على الفصل 47 الخاص بتعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر الانتخابات، حيث وصف بنشماش «ترؤس الحزب المتصدر للانتخابات للحكومة بالقدرية المفروضة على الشعب باسم شرعية انتخابية لها ما لها وعليها ما عليها»، وطالب بإعادة طرح المشكل الذي يكبل المغرب، ويضيع فرص التقدم إلى الأمام على طاولة النقاش العمومي، في إشارة إلى تعديل الفصل 47 من الدستور الذي ينص على تعيين رئيس الحكومة من الحزب الذي يتصدر نتائج الانتخابات.
وأفادت المصادر بأن جناح اخشيشن خلص، في اجتماع المكتب السياسي، إلى الإعلان عبر بلاغ رسمي أن «الحزب ينفي نفيا قاطعا ما تم تداوله على لسان الأمين العام، بخصوص مبادرة تروم اقتراح تعديلات على مواد الدستور». وأكد عبد اللطيف وهبي، في الاجتماع، أن الحزب لم ولن يقدم أية مبادرة، ولم يفتح أي نقاش حول ورش الإصلاحات الدستورية. وأثار إقحام فقرة تنص على أن المكتب السياسي يتبرأ من تصريحات بنشماش، غضب هذا الأخير، الذي اعتبره «انقلابا عليه وتبخيسا له»، كما طالب أعضاء المكتب السياسي المحسوبين على تيار اخشيشن، بإلزام الأمين العام بإلقاء مداخلات مكتوبة، خلال الاجتماعات الرسمية للحزب، وذلك بعد الاطلاع عليها ومصادقة المكتب السياسي عليها، وذلك للحد مما أسموه «الخرجات غير المحسوبة للأمين العام»، كما تقرر، خلال الاجتماع، تأجيل انعقاد مؤتمر شبيبة «البام» إلى ما بعد المؤتمر الوطني للحزب المقرر خلال شهر أكتوبر المقبل، كما قرر الجناح المعارض لبنشماش عقد لقاءات جهوية تواصلية ببعض الجهات، ما ينذر بمزيد من التصعيد داخل الحزب.

مقالات ذات صلة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى