شوف تشوف

الرئيسيةسري للغايةسياسية

تفاصيل المكالمة الهاتفية مع الجنرال بلخير وعرض «جواز» سفر جديد

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

حاول الجنرالات منع عدد صحيفة «Le Nouvel Observateur»، الذي يحتل فيه الحوار مع هشام عبود صدر الصفحة الأولى، من أن يُوزع في الجزائر سنة 2001. لكن المهاجرين الجزائريين القادمين من العواصم الأوربية أدخلوا معهم بعض النُسخ محشورة في حقائبهم ووزعوها على أقاربهم. بالإضافة إلى أن مقتطفات من الحوار انتشرت بقوة على شبكة الأنترنت التي بدأت تنتشر في الجزائر شيئا فشيئا. وهذا ما جعل صفحات المنبر الفرنسي ذائع الصيت تُنسخ وتوزع في شوارع الجزائر.

يحكي هشام عبود عن تلك الأجواء التي وصل صداها إلى باريس قائلا: «عدد من الأصدقاء حصلوا على رقم هاتفي النقال واتصلوا بي لتهنئتي. بل حتى الجنرال توفيق والجنرال بلخير اتصلا بي واقترحا عليّ إصدار جواز سفر لي. وأكدا لي تفهمهما لقضيتي وتقديرهما للمعركة التي أخوضها. بل إن الجنرال العربي بلخير ذهب إلى حد أن قال لي إنه أصبح حليفا لي. وعندما كنا أمام العدالة بسبب دعوى مقاضاتي بتهمة التشهير، قال لي:

-إنني مرغم على قرار مقاضاتك لأن الأمر يتعلق بشرفي. لكن هذا لا ينقص أبدا من المودة والصداقة التي أكنها لك.

في الصحافة الجزائرية، كانت ردود الفعل بشأن تصريحاتي إيجابية أكثر. وكالعادة كانت «الوطن» أول منبر جزائري نشر ملخصا للحوار.

وبعد يومين، تلته الصحيفة اليومية الصادرة باللغة العربية «اليوم». وبعدها بأيام، صحيفة «Le Soir d’Algerie» نشرت بدورها ملخصا معمقا للحوار.

مافيا الجنرالات الذين كانوا يتوقعون أن أتعرض لهجوم من الصحف الجزائرية أصيبوا بخيبة أمل».

هل كانت الأمور وردية إلى هذا الحد بخصوص تفاعل الجزائريين مع تصريحات هشام عبود للصحافة الفرنسية بعد أن حصل على اللجوء السياسي في باريس؟

طبعا لم تكن الأمور بهذه «المثالية»، فقد تعرض هذا الصحافي لحملة نظمتها صحف مقربة من الجنرالات، انبرت للدفاع عنهم ضد هشام عبود، بالإضافة إلى «الرابطة» المحسوبة على الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وهؤلاء جميعا نشروا مقالات تهاجم هشام عبود بل وبلغت في بعض الحالات حد توجيه السب والشتم له.

ولم يستغرب هشام عبود من مهاجمته من طرف الجنرالات والجبهة الإسلامية للإنقاذ، حيث علق في هذه المذكرات قائلا: «أليسا وجهين لعملة واحدة؟».

تحقق أحد أحلام هشام عبود التي طالما رغب في تحقيقها منذ أن كان في الجزائر يمارس الصحافة المعارضة. إذ كان دائما يريد السباحة ضد التيار الذي يتحكم فيه الجنرالات. يقول إن هؤلاء بقوا مصدومين لفترة لأنهم لم يتوقعوا أن يقف أحد أبناء الشعب في وجه «النظام» بل ويجعل أنظار العالم تُشد صوب الجزائر.

أين كان عبد العزيز بوتفليقة من كل هذا؟ خصوصا وأنه بدوره، في تلك الأيام العصيبة من سنة 2001، كان يحاول الخروج بتعادل من مواجهاته مع الجنرالات الذين سمحوا له بالوصول إلى السلطة. إذ إن الاتفاق الذي كان بينه وبينهم لم يتم تنفيذ أي بند من بنوده. فلا هم تركوه يدبر أمور السياسة الخارجية للبلاد، ولا هم تركوه لإطلاق إصلاح اقتصادي حقيقي في الجزائر.

يلخص هشام عبود الوضع، وهو يقترب من نهاية هذه المذكرات، قائلا إن معركة التلويح بالثوب الأحمر في وجه الثور الهائج المتعطش للدم، والذي يمثل الخطر المحدق بالجزائر وقتها، لم تُستأنف منذ سنوات، وأن سياق أحداث 2001 كان مناسبا لإطلاقها من جديد. كانت الجزائر تتجه نحو احتقان سياسي واجتماعي آخر، زادت من حدته تصريحات هشام عبود للصحافة الفرنسية، حيث كشف سيطرة الجنرالات على البلاد ونهبهم لخيرات الجزائر وثرواتها، والدليل أن الجزائريين تسابقوا لقراءة مضامين الحوار المطول الذي أجري معه، كما لو أن الأمر كان يتعلق باقتناء الرغيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى