الرئيسيةمجتمع

تفكيك «مافيا» النحاس المسروق وحجز 40 طنا معدة للتصدير لأمريكا

الأبحاث تطارد رجل أعمال داهم الدرك شركته وحجز 22 طنا بمقطورة بميناء البيضاء

أكدت مصادر جيدة الاطلاع لـ«الأخبار» أن مصالح الدرك الملكي بسرية سيدي بنور نجحت في تفكيك شبكة خطيرة تنشط في ترويج «النحاس» المسروق على الصعيد الدولي، حيث تم إيقاف شخص أربعيني في وضعية تلبس بحيازة حوالي 18 طنا من الأسلاك النحاسية محملة على متن شاحنة بمنطقة أولاد عمران ضواحي المدينة.

التدخل الأمني النوعي الذي نفذته عناصر المركز القضائي بسرية سيدي بنور، بتنسيق مع القيادة الجهوية، أعقبته تحريات دقيقة ومكثفة أسفرت عن مفاجأة من العيار الثقيل بعد مداهمة مستودعات بضواحي الدار البيضاء حاضنة لعمليات تذويب الأسلاك النحاسية المسروقة، قبل تصديرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولازالت الأبحاث متواصلة لحد الساعة من أجل الكشف عن كل الامتدادات المرتبطة بهذه القضية لإيقاف المتورطين الرئيسيين.

وضمن تفاصيل حصرية حصلت عليها «الأخبار»، قامت دورية للدرك الملكي في الثاني من شتنبر الجاري بتوقيف شاحنة محملة بحوالي 18 طنا من النحاس بمنطقة أولاد عمران على بعد 14 كلم من مدينة سيدي بنور في اتجاه الجديدة، وجاءت عملية التوقيف بعد أن فطنت دورية الدرك للعملية من خلال رصد كمية الأسلاك النحاسية تحت صفائح كبيرة من مادة الألمنيوم، حيث سعى منفذو العملية إلى إخفاء الأطنان من المسروقات وتمويه سلطات المراقبة بالمدارات الطرقية والسدود القضائية.

وحسب مصادر «الأخبار»، فقد أسفرت عملية تفتيش فورية لسائق الشاحنة عن حجز حوالي 42 ألف درهم اعترف بأنه يتحوز بها من أجل دفعها كرشاو وإتاوات في حال توقيفه من طرف المصالح الأمنية. وكشفت الأبحاث نفسها، بعد تعميق التحريات مع المتهم الموقوف بمقر المركز القضائي بسرية سيدي بنور تحت إشراف قائد السرية، عن هوية الرؤوس المدبرة لعمليات السرقة والتسويق الدولي للأسلاك النحاسية المسروقة بالعديد من المناطق المغربية، حيث يجري البحث عن متهم خمسيني صاحب سوابق قضائية ومالك مستودع كبير بمنطقة أولاد عمران بضواحي سيدي بنور، كانت تخزن به الكميات المسروقة من النحاس، قبل تذويبها وتصديرها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، مرورا عبر شركة تصدير يتواجد مقرها بعين حرودة. وبعد إنجاز التحريات اللازمة وتعميق الأبحاث، تم حجز حوالي 22 طنا من النحاس عبارة عن أسلاك دقيقة الحجم عثر عليها مخبأة داخل مقطورة كبيرة بميناء الدار البيضاء يرجح أنها كانت في طريقها إلى أمريكا، حسب اعترافات الشخص الموقوف الذي لازالت اعترافاته تتناسل وتفجر تطورات بالغة الخطورة قد تعصف برؤوس أخرى متورطة في تهريب النحاس.

ووفق معطيات القضية، فإن نوعية النحاس المحجوز الذي ناهزت حمولته حوالي 40 طنا هو على شكل خيوط جد رقيقة ولازالت مصادره مجهولة، في الوقت الذي تتوقع بعض الأوساط أن كل هذه الكمية المحجوزة محصلة من عمليات السرقة التي تضاعفت مؤخرا خلال فترات الحجر الصحي بمحور القنيطرة الجديدة، حيث يتم تخزينها وتصديرها. وأفادت مصادر الجريدة بأن مصالح الجمارك دخلت على الخط في ما يتعلق بتقييم الخسائر، وعمليات التهريب التي تتم خارج القانون، كما انصبت الأبحاث على دراسة الوضعية الإدارية للشركة وهويتها القانونية.

وكانت عناصر الدرك الملكي والأمن الوطني قد فككت العشرات من الشبكات التي تنشط في جرائم سرقة الأسلاك النحاسية، حيث تم تفكيك بعض الشبكات الإجرامية المتخصصة في سرقة الأسلاك النحاسية التابعة لشركات الاتصالات والمكتب الوطني للماء والكهرباء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى