الرئيسيةرياضة

تمديد الحجر الصحي يربك الكرة المغربية

ملفات عالقة بالجملة وقرارات مرهونة بانجلاء الأزمة وعطالة مدفوعة الأجر تثقل كاهل الجامعة

خالد الجزولي
تعاني كرة القدم الوطنية من توقف إجباري غير مسبوق، أدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وباقي العصب المنضوية تحت لوائها في دوامة، قد تغير خارطة الكرة، بعد انتهاء فترة العزل الصحي المفروض تجنبا لتفشي وباء كورونا.
وأمام الوضع الراهن، وجد الجهاز الوصي لكرة القدم نفسه مجبرا على التقيد بكل الإجراءات والتدابير الوقائية، تماشيا مع توجيهات السلطات في البلاد، وملزما في الوقت ذاته بتدبير المرحلة المقبلة، حفاظا على كل المكتسبات، وكذا تسهيل مأمورية العودة من جديد إلى التباري، بعد انجلاء الوباء.
وقد ترتب عن تمديد فترة الحجر الصحي، ارتباك في حسابات الجامعة والعصب التابعة لها، سواء في ما يخص مستقبل البطولة الوطنية بمختلف أقسامها، أو الحلول الموجهة لإنهائها في توقيت يمنع تداخل موسمين كرويين، فضلا عن وجود ملفات عالقة على طاولة الجامعة وجب البحث لها عن حلول آنية، تمهيدا لمرحلة ما بعد جائحة كورونا.

البطولة.. مصير مجهول
ترفض الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، كل مقترح يدعو إلى إلغاء البطولة الوطنية بمختلف أقسامها للموسم الكروي الجاري، والحسم في ذلك بشكل نهائي، بعدما بلغت مرحلة الربع الأخير من المنافسات في قسميها الأول والثاني، وازدادت حيرتها بخصوص تحديد موعد عودة المنافسات من جديد، بعد أن علقت جميع أنشطتها الكروية للمرة الثانية حتى إشعار آخر، نتيجة تفشي وباء كورونا. وتشير بعض التقارير إلى أن دوران عجلة المنافسات من جديد رهين بمستجدات حالة الطوارئ الصحية المفروضة داخل البلاد، بعد أن تم تحديد نهايتها خلال الفترة الأولى في 20 أبريل الجاري، قبل أن يتم تمديد العزل الصحي لفترة إضافية، ستنتهي في 20 ماي المقبل، لمواجهة تفشي فيروس كورونا. وبات مصير البطولة الوطنية بكل أقسامها مجهولا، خصوصا وأن الوضع سيظل قابلا للتفاوض والتمديد بحسب حضانة الفيروس وإجلائه بالكامل، ما يبقى أمرا صعبا، فضلا عن كون الجهاز الوصي على كرة القدم سبق له وأن دعا إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات والتدابير الصادرة عن الجهات المسؤولة، حرصا منه على سلامة كل مكونات الشأن الكروي الوطني.

«الويكلو» من بين الحلول
سيكون على الجامعة، في حال العودة إلى التباري بعد انتهاء فترة العزل الطبي، تفعيل قرار إجراء المباريات عند استئناف المنافسات من جديد، خلف أبواب مغلقة «الويكلو»، الذي سبق وأن دعت إليه في الفترات الأولى من انتشار فيروس كورونا، كحل مؤقت لتفادي تفشي الوباء، وذلك تماشيا مع تحذير منظمة الصحة العالمية من العودة إلى إجراء المباريات، التي تحظى بمتابعة كبيرة من الجماهير، قبل السيطرة نهائيا على الوباء.
ويعد قرار إجراء المباريات بدون جماهير، من أبرز الاقتراحات التي تقدمت بها أغلب الاتحادات الدولية لكرة القدم، أبرزها الاتحاد الأوروبي الذي اقترح انطلاق الدوريات الأوروبية، شهر يوليوز المقبل، من دون جمهور، على أن تستأنف مباريات عصبة الأبطال الأوروبية والدوري الأوروبي في غشت المقبل، شريطة إجرائها خلف أبواب مغلقة، وأن يستمر اللعب بنظام «الويكلو» حتى عام 2022.
وتزامنت هذه الاقتراحات مع مواقف أخرى، تنادي بضرورة إخضاع اللاعبين، قبل استئناف المنافسات، لاختبارات وفحوصات مخبرية، للتأكد من سلامتهم، على أن تتواصل الاختبارات بشكل دائم للسيطرة على الوباء، والحد من انتقال العدوى بين اللاعبين.

البرمجة.. إكراه متواصل
ستجد لجنة البرمجة التابعة للعصبة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، مع استئناف البطولة الوطنية في نسختها الحالية، بعد انتهاء فترة التمديد الإضافية، صعوبة بالغة في إتمام الموسم خلال موعده السابق، وتجنب تأجيل المباريات من جديد، نتيجة امتلاء أجندة المباريات الخاصة بما تبقى من مباريات الشطر الثاني من الموسم الكروي الجديد، وبمبارياتها المؤجلة، خاصة وأن البطولة الوطنية للقسم الاحترافي الأول بلغت جولتها 21، وفي انتظارها الكثير من المباريات المؤجلة تجاوز عددها 30 مباراة، ما بين مباراة إلى ثلاث مباريات خاصة بجميع الفرق، باستثناء فريق الرجاء الرياضي
الذي تنتظره ست مؤجلات، نتيجة خوضه رهان ثلاث واجهات، ما بين البطولة الوطنية، كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال ودوري أبطال إفريقيا.
وستزيد منافسات دور نصف نهائي مسابقتي دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدرالية الإفريقية الوضع صعوبة على لجنة البرمجة، سيما مع مشاركة أربعة فرق وطنية فيهما، ويتعلق الأمر بكل من الرجاء والوداد الرياضيين، نهضة بركان وحسنية أكادير، على اعتبار أن لجنة المسابقات التابعة للاتحاد الإفريقي لم تحدد موقفها بخصوص موعد مباريات المربع الذهبي للمسابقتين، وتركت الأمر مفتوحا على كل الاحتمالات.

الإدارة التقنية.. عطالة مستمرة
باتت الجامعة ملزمة بالتعامل مع الظرفية الراهنة، التي تعرف تعليق الأنشطة الرياضية لأكثر من شهرين، خصوصا وأنها مرتبطة مع عدد من الموظفين والأطر التقنية بعقود عمل. وكشف التقرير المالي السنوي لجامعة كرة القدم الوطنية للموسم 2018/2019، أن رواتب الموظفين والأطر تثقل كاهل ميزانية الجامعة بغلاف مالي بلغ 25 مليون درهم.
وأمام التغييرات التي عرفتها الإدارة التقنية الوطنية، بعد التعاقد مع الإطار الويلزي روبيرت أوشن للإشراف على تسييرها، وضم عدد كبير من الأطر ما بين أجنبية وأخرى محلية، لتدبير كل المديريات التابعة للمؤسسة التقنية الوطنية، زاد حجم كتلة الأجور، مقابل عطالة الأطر الوطنية، بعد أن تم تعليق كل الأنشطة الرياضية، سواء تعلق الأمر بمديرية تكوين الأطر والمدربين، أو تلك المخصصة للمنتخبات الوطنية بكل فئاتها.
ما دفع بالجامعة إلى وضع أعضاء عن الأطقم التقنية للمنتخبات الوطنية بمختلف الفئات العمرية، رهن إشارة جميع اللاعبين والمدربين والمسؤولين داخل البطولة الوطنية بكل أقسامها، من خلال وضع برامج خاصة انفرادية ترتبط باللياقة البدنية والنظام الغذائي، المخصص للاعبات واللاعبين، لتسهيل مواصلة تداريبهم الفردية، والحفاظ على لياقتهم البدنية في الظروف الخاصة التي تمر منها المملكة.

الشركات.. مع إيقاف التنفيذ
ستراهن الجامعة الملكية لكرة القدم قبل رفع قرار الحجر الصحي، على إتمام الإجراءات المتعلقة بتحويل الجمعيات الرياضية إلى شركات، إذ سبق للمكتب الجامعي في آخر اجتماع عقده مع بداية شهر مارس الماضي، أن سلط الضوء على ملف الشركات إلى جانب مناقشته لعدد من الأمور التي تهم الشأن الكروي الوطني.
وشكل ملف تحويل الأندية الوطنية إلى شركات رياضية، أبرز النقاط التي تداولها المكتب المسير للجامعة، حيث شدد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، على ضرورة تأسيس الشركات الرياضية، ووضع هياكلها التدبيرية القادرة على الاشتغال باحترافية داخل الأندية الوطنية، في أجل حدد مداه في نهاية شهر مارس الماضي، حيث وضعت الجامعة جميع إمكانياتها لمواكبة المشروع الكروي وتجسيده على أرض الواقع.
وسبق للجنة المنبثقة عن المكتب المديري، والمخصصة لتتبع ومصاحبة الأندية في عملية خلق الشركات الرياضية، أن عقدت في العديد من المرات اجتماعات تنسيقية مع ممثلي فرق القسم الوطني الأول وبعض فرق القسم الوطني الثاني، وممثلي مكاتب لخبراء محاسبتيين معتمدين من طرف الجامعة، وذلك في إطار تطبيق مقتضيات قانون التربية البدنية والرياضة 30- 09.

«الفار».. وأية آفاق؟
بات على الجامعة تدبير ملفها مع الشركة الإسبانية «ميديا برو»، المشرفة على تقنية الفيديو المساعد، بعدما اضطرها إيقاف منافسات البطولة الوطنية إلى التوقف لأكثر من شهرين، ما سيتسبب في تغيير بخصوص برمجة المباريات، وتغيير مؤكد في موعد نهاية الموسم الكروي الحالي، وكان المكتب الجامعي خلال آخر اجتماع عقده، في الأسبوع الأول من شهر مارس الماضي، قد قرر نقل تقنية «الفار» إلى القسم الوطني الثاني، تحسبا لقيادة المباريات المؤثرة، سواء على مستوى الصعود أو الهبوط، شريطة توفر الظروف المناسبة لذلك، بالنظر إلى عدم جاهزية كل الملاعب لاستعمال تلك التقنية. واستغل مسؤولو الجامعة المناسبة للإشادة بتجربة «الفار»، بعدما حدت نسبيا من الاحتجاجات على التحكيم بشكل عام، حيث دخلت تقنية الفيديو المساعد «الفار» حيز التطبيق بشكل رسمي ضمن منافسات البطولة الوطنية بقسمها الأول، انطلاقا من الجولة 16، وتحديدا في مباراة اتحاد طنجة والفتح الرياضي، تحت إشراف الحكم مصطفى كشاف.
واختارت جامعة كرة القدم الوطنية التعاقد مع شركة إسبانية للإشراف على تقنية «الفار»، ضمن منافسات البطولة الوطنية الاحترافية بقسمها الأول ومسابقة كأس العرش، بداية من الموسم الكروي الجاري، بعقد يمتد إلى أربع سنوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى