في سابقة من نوعها في قطاع الطاقة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك في إفريقيا، منح البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية تمويلاً بقيمة 300 مليون يورو للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، على شكل قرض مرتبط بالاستدامة.
ويُعد هذا النوع من التمويل وسيلة فعالة تُمكّن الفاعلين في قطاع الطاقة من دعم الانتقال نحو اقتصاد منخفض الكربون بشكل ملموس. وسيُستخدم هذا التمويل لتعزيز مرونة المكتب المالية والتخفيف من آثار أزمة الطاقة.
وقال مارك بومان، نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية المكلف بالسياسات والشراكات، في هذا السياق: “تُعد هذه الصفقة الهامة، المرتبطة بالاستدامة، والتي تُعد الأولى من نوعها في قطاع الطاقة بالمنطقة، خطوة رئيسية تُبرهن على أن التمويل المبتكر قادر على إحداث تأثير حقيقي”.
وأضاف بومان “يواكب دعم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بالتنسيق الوثيق مع الحكومة المغربية، جهود المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب لتسريع وتيرة إزالة الكربون من أنشطته ورقمنتها، مع تعزيز صموده المالي في مواجهة أزمة الطاقة. ويعكس هذا التزامنا بتحقيق نمو مستدام وأثر طويل الأمد”.
ومن جانبه، صرح طارق حمان، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، قائلاً: “يمثل هذا التعاون الجديد مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية مرحلة مهمة في جهودنا المشتركة لبناء نظام كهربائي أكثر استدامة ومرونة وانخفاضاً في انبعاثات الكربون”.
وفي التفاصيل، يستند هذا القرض المرتبط بالاستدامة (SLL) إلى الطموحات المناخية المتزايدة للمكتب، ويعتمد على مؤشرين رئيسيين للأداء، وهما خفض كثافة الكربون في الكهرباء المنتَجة في المغرب وزيادة نسبة الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء على المستوى الوطني.
وفي إطار هذا القرض، التزم المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب بسحب بعض القدرات الحرارية عالية الانبعاثات الكربونية على المدى المتوسط، تماشياً مع الطموح المناخي المتجدد للمغرب المتمثل في تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، كما تم الإعلان عنه خلال مؤتمر الأطراف COP28. وسيرافق البنك الأوروبي المكتب في جهوده لوضع استراتيجية لإزالة الكربون، وتعزيز حكامته المناخية، وتطوير رقمنة أنشطته الأساسية من خلال إعداد خارطة طريق رقمية وتنفيذ حالات استخدام ملموسة.
وفي إطار هذا التوجه نحو إزالة الكربون، سيُعزز المكتب كذلك من تخطيط شبكته وقدراته، لتسهيل دمج الطاقات المتجددة، مع الاستمرار في تحسين توزيع الكهرباء، آخذًا بعين الاعتبار كثافة الكربون في الشبكة.
