شوف تشوف

الرئيسيةتقاريروطنية

توقف تزويد ضيعات «الكردان» بالمياه يؤزم الفلاحة بسوس

بسبب تراجع حقينة سد «أولوز» إلى 8,1 في المائة

أكادير: محمد سليماني

توقف بشكل كلي تزويد ضيعات حوض «الكردان» بأولاد تايمة بإقليم تارودانت بمياه الري انطلاقا من سد أولوز، ما ينذر بموسم فلاحي صعب بالنسبة لفلاحي المنطقة الذين كانوا يؤمنون حاجيات ضيعاتهم المائية انطلاقا من هذا السد.

وحسب المعطيات، فإن توقف تزويد ضيعات حوض الكردان بمياه الري انطلاقا من سد أولوز كان متوقعا منذ مدة، خصوصا في ظل تناقص حقينة السد بشكل كبير جدا، الأمر الذي سيكون له انعكاس سلبي على عدد من المنتجات الفلاحية، وخصوصا سلسلة الحوامض المنتشرة بكثرة بمنطقة الكردان، كما ستتأثر 10 آلاف هكتار من الأراضي الفلاحية المعتمدة على السقي انطلاقا من مياه السد، ما سيؤدي في النهاية إلى ارتفاع أسعار منتوجات فلاحية كثيرة في الأسواق.

وما يزيد من تأزيم وضعية الفلاحة بحوض الكردان نضوب مياه آبار كثيرة سبق للفلاحين أن قاموا بحفرها داخل ضيعاتهم، حيث أصبحت المياه الجوفية هي الأخرى منعدمة، الأمر الذي جعل الفلاحين بالمنطقة في وضع حرج، خصوصا في ظل عدم وجود محطات لتحلية مياه البحر تزود المنطقة بمياه الري على شاكلة محطة التحلية الموجودة بمنطقة اشتوكة أيت باها، والتي تقوم هي الأخرى بتزويد حوالي 10 آلاف هكتار بالمياه، رغم أنه غير كاف، حيث إن المنطقة بها 22 ألف هكتار من الضيعات الفلاحية.

وسبق أن توقف سد أولوز عن تزويد ضيعات حوض الكردان بمياه الري خلال شتنبر الماضي، قبل أن يدخل وزير الداخلية على الخط، حيث أكد، في لقاء مع ممثلي فلاحي المنطقة، أن عملية تزويد ضيعاتهم بمياه السقي ستستمر طيلة شهر شتنبر بالصيغة نفسها التي استفادوا منها طيلة شهر غشت، دون نقصان، الأمر الذي رحب به الفلاحون وجعلهم يتنفسون الصعداء، بعدما سبق أن أنهي إلى علمهم من قبل أن الشركة المشرفة على تدبير مياه سد أولوز ستوقف تزويد الضيعات الفلاحية بمياه السقي، وسيتم تخصيص الكميات المتبقية بالسد للمياه الصالحة للشرب لتلبية الطلب المتزايد بمدينة أكادير وضواحيها، بعدما عرفت السدود التي تزود المدينة تناقصا كبيرا. وكانت وكالة الحوض المائي لسوس- ماسة أخطرت فلاحي منطقة الكردان، قبل ذلك، بأنهم لن يتزودوا بمياه السقي خلال شهر شتنبر، غير أن قرار وزير الداخلية أعاد الأمل للفلاحين، بحيث تم تخصيص 3,6 ملايين متر مكعب للأغراض الفلاحية لسقي ضيعات سبت الكردان الممتدة على مساحة 10 آلاف هكتار، بالرغم من أن نسبة ملء سد أولوز لم تكن تتجاوز حينها 20 مليون متر مكعب.

وعرف تزويد ضيعات الكردان بمياه السقي، خلال الأشهر الأخيرة، نوعا من الشد والجذب، وذلك بفعل تراجع حقينة سد أولوز الذي يؤمن مياه الري والمياه الصالحة للشرب في الوقت ذاته، حيث سبق أن قامت السلطات العمومية، خلال شهر ماي الماضي، بتقليص حصص تزويد ضيعات الكردان من مياه السقي، بنسبة تتجاوز 70 في المائة، الأمر الذي أغاظ الفلاحين على اعتبار أن مشروع سد أولوز ساهم بشكل كبير منذ إحداثه في إنقاذ بساتين حوض الكردان، وبعد تدخلات عديدة ولقاءات متواصلة، تم العدول عن هذا القرار الذي تأكد أن تكلفته ستكون كارثية على القطاع الفلاحي بالمنطقة، ليتم الاتفاق، بإشراف من وزارة الفلاحة، على تزويد كل فلاح بحصة من مياه السد لمدة 12 يوما، يليها انقطاع لمدة أربعة أيام فقط بشكل مستمر، بعدما كان القرار المتخذ من قبل هو تزويد الفلاحين بالمياه لمدة 15 يوما، يليها انقطاع لمدة 7 أيام. وتم الاتفاق على أن هذه الحصص سيتم العمل بها إلى حدود شهر أكتوبر المقبل، نظرا لأن حقينة السد في تراجع مستمر، حيث وصلت إلى حدود الثامنة من صباح أول أمس الأربعاء نسبة 8,1 في المائة، ذلك أن مخزونه الحالي يصل إلى 7,220 ملايين متر مكعب، في الوقت الذي يصل حجمه الإجمالي 89 مليون متر مكعب.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى