أكدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن مصالح الدرك الملكي بالقيادة العليا للدرك بالرباط، نجحت بتنسيق مع مصالحها الجهوية والإقليمية بجرسيف وسيدي بنور في فك لغز مقتل دركي، بالطريق السيار بضواحي تازة، وتحديدا على مستوى إقليم جرسيف، حيث تمكنت من تحديد هوية الشخص الذي دهسه في الثالث عشر من شهر شتنبر الماضي، ولاذ بالفرار نحو منطقة دكالة حيث يقطن.
وأكدت المصادر ذاتها أن مصرع الدركي، أثناء أدائه لمهامه بالطريق السيار، استنفر كل الأجهزة الترابية والأمنية بالمنطقة، حيث واكب الجنرال دوكور دارمي محمد حرمو شخصيا كل إجراءات البحث، التي أنجزت بتعاون وثيق ومحكم بين المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالرباط، وسرية سيدي بنور ونظيرتها بجرسيف، تحت إشراف النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بوجدة، قبل أن يسفر هذا التعاون عن تحديد هوية الجاني وإيقافه بمدينة سيدي بنور، اعتمادا على خبرات علمية وتقنية عجلت باعتقاله وتوضيح كل ملابسات الواقعة الأليمة، التي أودت بحياة دركي شاب متزوج وأب لطفلين.
ووفق معطيات حصلت عليها «الأخبار»، فإن التحريات انصبت بداية على شهادة شخص كان بالقرب من موقع دهس الدركي بالطريق السيار، حيث أكد أنه عاين سيارة من نوع «مرسيدس» بعين المكان يشتبه في أن سائقها هو الذي قام بدهس الدركي ولاذ بالفرار. وبتعاون مع إدارة الطرق السيارة، وإجراء خبرات تقنية وعلمية دقيقة تم التوصل إلى الفاعل، حيث تم استدعاؤه وإخضاع سيارته، وتحديدا واجهتها الأمامية للفحص التقني، وكذا إخضاع بعض آثار الدم التي كانت تلطخ جزءا منها للبحث الجيني، قبل أن يتبين لها تطابقها الكامل مع «جينات» الهالك. ليتم التأكد بشكل علمي وقاطع أن صاحب السيارة هو الفاعل الرئيسي، حيث تم وضعه رهن تدابير الحراسة النظرية، وإخضاعه للأبحاث الأولية قبل عرضه على العدالة، أول أمس الأحد، حيث تقرر إيداعه السجن بتهم تتعلق بدهس دركي أثناء قيامه بعمله، نتجت عنه وفاة، والفرار وعدم تقديم يد المساعدة لشخص في وضع حرج.
وأوضحت المصادر نفسها أن التحريات القضائية التي كانت مدعمة بخبرات علمية جد دقيقة، حاصرت السائق المتهم المنحدر من مدينة سيدي بنور، أثناء الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية بسرية الدرك بجرسيف، وقد اعترف بالمنسوب إليه، مؤكدا أنه لم يلتفت لهوية الضحية ولاذ بالفرار، اعتقادا منه أنه كان مستهدفا بعملية سرقة أو سطو بالطريق السيار. وينتظر أن تكشف التحقيقات التي سيخضع لها الظنين من طرف قاضي التحقيق الذي قرر إيداعه السجن، أول أمس، عن تطورات ومعلومات أخرى مرتبطة بتفاصيل الواقعة.
