
تحول المركز الحضري بجماعة الزيايدة بإقليم بنسليمان إلى بؤرة سوداء، بسبب مياه الصرف الصحي الخاصة بالسجن المحلي والإصلاحية، والتي تخرج من خلف أسوارهما عبر قنوات عشوائية عارية حولت الأراضي الفلاحية المجاورة إلى برك مائية متعفنة. وقد انتشرت بالمنطقة روائح كريهة تزكم أنوف سكان دوار أولاد عزوز والعابرين من مسافة بعيدة.
ورغم شكايات المتضررين التي توصلت «الأخبار» بنسخ منها، والموجهة إلى كل الجهات المعنية محليا، إقليميا ووطنيا، فإن مياه الصرف الصحي ما زالت تصب ليلا ونهارا، مما زاد من اتساع رقع البرك المائية. وتضرر اقتصاد السكان الذين يعتمدون أساسا على الفلاحة وتربية الماشية.
تجزئة وبركة مياه عادمة
علمت «الأخبار» من مصدر مطلع بجماعة الزيايدة بإقليم بنسليمان أن المجلس الجماعي خصص مبلغ 50 مليون سنتيم لإنجاز الدراسة، من أجل إحداث محطة لتصفية المياه العادمة. وهو المشروع الذي تنتظر الجماعة أن ترصد له وزارة البيئة الغلاف المالي اللازم، حسب ما تلقته من وعود. في الوقت الذي سبق أن رخصت فيه منذ أزيد من 10 سنوات، من أجل إحداث تجزئة سكنية على مساحة 50 هكتارا على الحدود مع مجرى الوادي الحار والبركة المائية المتعفنة. وهي التجزئة التي انطلقت بها عمليات البناء، في غياب حلول لعمليات صرف مياهها العادمة.
وزاد تلوث المركز الحضري بسبب مخلفات السوق الأسبوعي الأربعاء، حيث الأزبال والحيوانات النافقة والنفايات التي يخلفها الباعة أسبوعيا، ومجاري مياه المجزرة المتعفنة تصب وسط السوق وتجري وسط أحد أبوابه، وتطاير الأوراق وأكياس البلاستيك، التي ملأت حقول الفلاحين المجاورة.
تلوث وحشرات وتسممات
يطالب السكان المتضررون من انتشار مياه الصرف الصحي بجماعة الزيايدة بإقليم بنسليمان، بالتعجيل بإيجاد حلول لوقف تلوث أراضيهم وتسمم فلاحتهم وماشيتهم. باعتبار أن الجماعة لم تحدد آجالا لمشروعها الخاص بإحداث محطة لتصفية المياه العادمة، والذي قد لا يعرف طريقه إلى النور إلا بعد عقود من الزمن.
مطارح الأزبال غطت حقولهم، والروائح الكريهة أزكمت الأنوف وحدت من تحركات الأسر وخصوصا الأطفال. كما تلوثت مياه آبارهم، وانتشرت الحشرات، وتضررت بهائمهم ونفق بعضها بسبب تناولها كلأ ممزوجا بمياه الوادي الحار. ويتخوف السكان من تضاعف معاناتهم بسبب المشروع المرتقب لتوسيع السجن، والتجزئة السكنية التي نصبت على هضبة بجوار أراضيهم الفلاحية وآبارهم.
يذكر أن السجن المدني ببنسليمان ومعه الإصلاحية الخاصة بالقاصرين، لا يتوفران على قنوات لتصريف المياه العادمة، مما دعا المسؤولين بإدارتيهما إلى تخصيص حفر كبيرة، تصرف داخلها المياه المستعملة، بعد قطعها لمسافة على طول واد صغير خصص لهذا الغرض، وهي الحفر التي ازدادت اتساعا مع مرور السنوات، مما نتج عنه تسرب مائها إلى أراضي الخواص والآبار المجاورة.
ويبعد دوار أولاد عزوزالبالغ عدد سكانه حوالي 1200 نسمة عن مدينة بنسليمان بحوالي ثمانية كيلومترات، عبر الطريق الثانوية التي تربطها بجماعة سيدي بطاش، ويعتمد سكانه على الموارد الفلاحية وتربية المواشي، وهي موارد أتلفتها المياه العادمة.





