
طنجة: محمد أبطاش
غمرت مياه الأمطار، التي شهدتها طنجة أول أمس الثلاثاء، مجمع النخيل السكني بجماعة اكزناية، حيث وجد السكان أنفسهم محاصرين بسيول التساقطات القوية. وحسب معطيات، فإن الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة أدت إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل مفاجئ، لتجتاح الأزقة والممرات داخل المجمع السكني، علما أن سرعة تدفق المياه فاجأت السكان، خاصة مع انسداد قنوات الصرف الصحي وعدم قدرة البنية التحتية على استيعاب الكميات المتساقطة.
ووفق بعض المصادر، فإن المجمع السكني تم تشييده فوق مجرى أحد الأودية المحلية، حيث فضحت التساقطات المطرية التراخيص الممنوحة لبعض المنعشين العقاريين في ظروف غامضة، وهو ما أعاد إلى الواجهة إشكالية البناء فوق مجاري الأودية والمناطق المصنفة ضمن النطاقات المعرضة للفيضانات.
وعبّر عدد من المتضررين عن استيائهم من غياب المراقبة الصارمة خلال مراحل الترخيص والبناء، محمّلين الجهات المعنية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع، وعلى رأسها جماعة اكزناية، وطالبوا بفتح تحقيق لتحديد المسؤوليات واتخاذ تدابير استعجالية لحماية الساكنة وتفادي تكرار مثل هذه الحوادث.
وغير بعيد عن اكزناية، يضع سكان بمنطقة اعزيب الحاج قدور بطنجة، بدورهم أيديهم كل سنة على قلوبهم أثناء التساقطات المطرية، بسبب مخاوف من توجه مياه الواد إلى منازلهم، بعد تغيير تنطيقاته وتصاميمه، خاصة، يقول السكان، أن الكل يعرف أن الأودية تعود إلى مساراتها أثناء الفيضانات والأمطار الطوفانية.
يأتي هذا بعد أن ظهر، أخيرا، تقرير طوبوغرافي عبارة عن خبرة تقنية اختيارية للبقعة الأرضية ذات الرسم العقاري عدد 9861- ج الكائنة بحي اعزيب الحاج قدور، وذلك بمطابقة تصميمها الطبوغرافي على أرض الواقع، مع الاستناد إلى خرائط المنطقة المتاحة، وبعد المعاينة المباشرة حسب ما ورد في مضمون التقرير، ناهيك عن الانتقال إلى عدة مصالح بالمدينة على رأسها الوكالة الحضرية وجماعة طنجة والمحافظة العقارية، فإنه تبين أن الوادي المحاذي للعقار تم تغيير مساره عن المجرى الأصلي الذي كان عليه ساعة تأسيس الرسم العقاري، واتضح، أيضا، اندثار المسار الأصلي للوادي وانتقاله إلى داخل نطاق الرسم العقاري موضوع الخبرة.
وكان والي الجهة يونس التازي تلقى مطالب بفتح تحقيق في الموضوع، من طرف ورثة أحد السكان، بعدما جرى، في وقت سابق، حفظ شكاية السكان أمام القضاء، لتتم بعدها إعادة المحاولة بغرض البت في هذا الملف، حيث تحرك السكان مجددا للمطالبة بفتح تحقيق شامل ومنع مثل هذه التجمعات السكنية، سيما بعد الفيضانات التي عرفتها مناطق منها آسفي، والتي خلفت عددا من الضحايا، بسبب تشييد المنازل بمحيط الأودية، إذ يخشى السكان تكرار مثل هذه الفواجع بطنجة، المهددة أصلا في كل موسم شتوي بالفيضانات.





