
منذ إعلان المغرب عن جاهزيته بكل المقاييس لاحتضان كأس إفريقيا للأمم 2025، انطلقت حملة شائعات تقودها بعض المنابر الإعلامية المعادية لتستهدف التنظيم المحكم الذي تنهجه اللجنة المغربية والجهات الوصية، حيث تم التشكيك، في بداية الأمر، في قدرات المغرب، قبل نشر ادعاءات انقطاع التيار الكهربائي وهشاشة البنيات التحتية، وفبركة صور ومقاطع فيديوهات لأسواق أسبوعية بمناطق نائية وادعاء أنها جنبات الملاعب، وهي كلها محاولات يائسة لضرب مصداقية المغرب في تنظيم تظاهرة قارية يشهد الجميع حتى الآن أنها استثنائية ولم يسبق لها مثيل.
وطبعا فحبل الكذب قصير، إذ سرعان ما اندحرت الشائعات وعادت على البعض بالسوء وطلب الصفح والاعتذار، لأن الميدان هو الفيصل والأرقام عصية على التزوير، وانبهار متتبعي الشأن الرياضي بالملاعب المغربية التي صمدت أمام التساقطات المطرية دون تأخير أو إلغاء للمباريات، أصاب من يبحث بين الثنايا عن شائعات لتضخيمها في مقتل.
لقد تابعنا كيف اضطرت بعض المنابر إلى التراجع عن تقديم معلومات مغلوطة أثارت سخرية من يتابع الكان من الميدان وحتى من الخارج، كما شاهدنا كيف كان ضغط الجماهير الرياضية من مختلف البلدان ودفعها في اتجاه إبراز الحقائق بالصوت والصورة، ما أكد أن ما تم الترويج له لا يعدو كونه خدمة لأجندات ضيقة، لا تواكب طموحات المغرب ومن خلاله القارة السمراء في التقدم والتنمية.
يحق للشعب المغربي، والشعوب الإفريقية، الافتخار بالقوة التي أظهرتها المملكة الشريفة، بقيادة الملك محمد السادس، في التجهيزات والبنيات التحتية التي ليست وليدة الصدفة كما يحاول البعض تغطية شمس الزوال بغربال الكذب المفضوح، بل هي ثمرة عمل كفاءات محلية، ومهندسين مغاربة متمكنين بمهارات عالية، استفادوا من التجارب الدولية وطوعوها لخدمة المشروع الوطني، وهي رسالة واضحة تدل على أن التميز ممكن بالإرادة والعمل.
وهنا نقول إن الشائعات قد تستمر، بطرق أخرى وقد يتم تضخيم وقائع عادية، كما قد يتم فعل المستحيل لتبخيس جهود المملكة في تنظيم منافسة رياضية إفريقية بسقف عال، لكن الحقيقة هي أن تنظيم «الكان» بالمغرب ليس فقط نجاحا وطنيا، بل هو نموذج إفريقي مشرف، ورسالة مفادها أن شعوب القارة السمراء قادرة على رفع التحديات، وهو ما ظل يؤكد عليه الملك محمد السادس في خطبه والزيارات الإفريقية واللقاءات وتوجيه الحكومة والمسؤولين إلى تعزيز التعاون الإفريقي بما يخدم كافة الشعوب وإرساء السلام والتنمية والتشغيل.
إن المغرب أكد اليوم، على لسان كبار المسؤولين عن قطاع الرياضة بالعالم والمحللين والمهتمين، على أنه على أتم استعداده لاحتضان كأس العالم 2030 بشراكة مع إسبانيا والبرتغال، وذلك في أحسن الظروف، علما أن هناك العديد من المشاريع الرياضية والبنيات التحتية التي مازالت في طور الأشغال، وأن هناك استراتيجية لمغرب 2030 وحلما كبيرا لقيادة القارة الإفريقية نحو التقدم والازدهار واستثمار خيراتها والرفع من جودة حياة الشعوب وفق علاقات اقتصادية ودبلوماسية، حددت لها المملكة المغربية شعار «رابح – رابح».





