حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

شوف تشوف

الرأيالرئيسيةسياسية

صفارة “لامبتي”

حسن البصري

مقالات ذات صلة

 

عندما يحدثك موهوب الغزواني، لاعب المنتخب المغربي في السبعينات، عن غارات الحكام في المنافسات القارية، ستحمد الله وتشكره لظهور جهاز “الفار” في جنبات ملاعبنا.

كلما أجرى منتخبنا الوطني لكرة القدم مباراة في العمق الإفريقي، عاد إلينا مهموما مكسور الوجدان، يشتكي من حكم ينفخ في صفارته كأنه ينفخ في الصور.

لكن اسم الحكم الغاني جورج لامبتي سيظل حاضرا في أذهان لاعبي المنتخب المغربي، ليس لأن جسده أشبه بفزاعة حقول الذرة. ولكن لاستباحته هدر الدماء فوق عشب الملاعب.

كان بطلا لمجزرة كينشاسا، سنة 1973، حين واجه فريقنا الوطني منتخب الزائير في مباراة الذهاب من تصفيات كأس العالم التي ستحتضنها ألمانيا.

انتهت الجولة الأولى من المباراة التي احتضنها ملعب طاطا رفائيل بحضور 60 ألف متفرج، بعاصمة زائير موبوتو سيسيكو، بالتعادل.

كانت المباراة سجالا بين المغاربة والزائيريين، لكن الحكم الغاني كانت له كلمة الفصل، أو بتعبير أدق “كانت الكلمة لصفارة الحكم”.

الشوط الثاني ليس حتما شوط المدربين كما تقول القاعدة الكروية، بل هو شوط الحكام أيضا.

اعتقل الشاوي حارس المنتخب المغربي، في مرماه وتم تسجيل هدف ترفضه قوانين الريكبي قبل كرة القدم، إلا أن الحكم لامبتي أعلن “مشروعية” الهدف.

توقفت المباراة دقائق عديدة، وأحيط الحكم بقوات الردع، ولم تنفع محاولات إقناعه بتهمة الضرب والجرح المفضي إلى الهدف.

استأنفت المباراة فأقسم الحكم على استمرار اللعب حتى يراق على جوانب الملعب الدم.

سجل الزائيريون هدفا ثانيا وثالثا، وبحث لاعبونا عن “سلة بلا عنب”.

في اليوم الموالي، قدمت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم شكاية إلى الإثيوبي تيسيما رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، فكان رده غبيا:

“حتى ولو سلمنا بوجود اعتداء على حارس مرماكم في الهدف الأول، فإن الهدف الثاني والثالث سليمان”.

بعد سنوات، سنطلق اسم تيسيما على ملعب في حي سيدي عثمان، وكأننا نسينا ما فعله فينا هذا الرجل.

قدمت جامعتنا ثلاثة دفوعات: الحكم الغاني لامبتي قضى ليلة المباراة في ضيافة رئيس الزائير موبوتو سيسي سيكو. الحكم الغاني توصل بمبلغ مالي لترجيح كفة الزائير. المطالبة بإعادة المباراة وإجرائها في ملعب محايد.

قالت “الفيفا” لممثلي الجامعة: هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.

سيعفى منتخبنا من حضور دورة كأس أمم إفريقيا لسنة 1974 بمصر بقرار “أممي”.

في هذه الدورة، حضر لامبتي و منتخب الزائير الذي توج باللقب القاري. وعاد الفريق المتوج إلى كينشاسا على متن الطائرة الرئاسية لموبوتو.

أصبح الحكم جورج لامبتي عدو الكرة المغربية الأول، طالبت “الكاف” بعدم تعيينه لمباريات فريقنا الوطني.

بعد عشرين سنة وتحديدا في عام 1993، اشتكت زيمبابوي من لامبتي الذي كان مندوبا لمباراة جمعت منتخبها بنظيره المصري.

فتحت “الكاف” تحقيقا في شكوى زيمباوي ضد الحكم ومندوب المباراة، وتبين أن لامبتي كان وراء الفضيحة التحكيمية، وأنه لم ينس أبدا “هزة لكتف”.

تقرر توقيفه مدى الحياة ومنعه من التسلل لأي منصب في اتحاد الكرة ببلده.

اعتقد المغاربة أن جورج لامبتي قد انتهى، لكن ابنه جوزيف سيرث صفارة والده وسيصبح حكما دوليا.

توعد الولد الخصوم القدامى لوالده، ووظف صفارته للثأر منهم.

شاءت الأقدار أن يعين “الكاف” جوزيف لامبتي حكما لمباراة جمعت فريق المغرب التطواني بنادي تيبي مازيمبي الكونغولي.

عاد الولد إلى الكونغو الديمقراطية (الزائير) سابقا فتذكر حكاية والده مع المغاربة، فأكمل الفصل الأخير، وساهم في هزيمة التطوانيين بخماسية.

بعد ثلاث سنوات أدين جوزيف لامبتي بالارتشاء، واعترف أمام المحققين بأن الدولار نقطة ضعفه الوحيدة. فتم توقيفه عن الصفير مدى الحياة.

 

 

 

حمّل تطبيق الأخبار بريس: لتصلك آخر الأخبار مباشرة على هاتفك App Store Google Play

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


زر الذهاب إلى الأعلى