النعمان اليعلاوي
تشهد مدينة سلا وضواحيها، خلال الأسابيع الأخيرة، حملة مراقبة غير مسبوقة ضد مخالفات التعمير، حيث استعانت السلطات المحلية بطائرات مسيرة «درون» لتتبع ورصد عمليات البناء غير المرخص، في خطوة تروم تعزيز آليات المراقبة والحد من انتشار الظاهرة التي باتت تثير قلقاً متزايداً لدى مصالح وزارة الداخلية.
وأفادت مصادر مطلعة لجريدة «الأخبار» بأن مصالح وزارة الداخلية، على مستوى جهة الرباط – سلا– القنيطرة، شرعت في تنفيذ حملات تمشيطية مكثفة باستعمال تقنيات حديثة، من بينها الطائرات المسيرة، لرصد مواقع البناء العشوائي في المناطق القروية والحضرية المحيطة بالعاصمة. وتقوم هذه الأجهزة بتصوير وتوثيق المخالفات بدقة عالية، قبل رفع تقارير مفصلة إلى المصالح المركزية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
وأكدت المصادر ذاتها أن التقارير الأولية كشفت عن وجود توسع غير قانوني في بعض الجماعات القروية القريبة من العاصمة، خاصة في المناطق الواقعة بين سلا والخميسات وتمارة، حيث استغل بعض المخالفين اتساع المساحات الخالية لبناء مساكن أو محلات تجارية دون الحصول على تراخيص قانونية.
وتشدد وزارة الداخلية، وفق المصادر نفسها، على ضرورة وقف نزيف التوسع العشوائي الذي يشوه جمالية النسيج العمراني ويثقل كاهل الجماعات المحلية بخدمات غير مبرمجة. كما تم توجيه تعليمات صارمة إلى العمالات والأقاليم لمواصلة عمليات المراقبة الميدانية وتفعيل مساطر الهدم ضد البنايات غير المرخصة، في احترام تام لمقتضيات قانون التعمير.
وتعمل اللجان المختصة بمراقبة عمليات البناء، سواء في الوسط الحضري أو القروي، بتنسيق مع السلطات المحلية ومصالح الأمن والدرك الملكي، على متابعة كل المخالفات المسجلة بناء على الصور الجوية التي توفرها طائرات «الدرون» أو صور الأقمار الاصطناعية، ما يتيح التدخل السريع قبل استكمال أشغال البناء المخالف.
وفي هذا السياق، كشفت المعطيات أن السلطات تمكنت قبل أشهر، على مستوى إقليم الخميسات، من رصد 20 بناية جديدة، تبين أن 14 منها شُيّدت بدون ترخيص قانوني، وهو ما استدعى اتخاذ قرارات فورية بالهدم وإحالة الملفات على الجهات القضائية المختصة.
