
طنجة: محمد أبطاش
كشفت معطيات أن إقليم شفشاون لا يتوفر سوى على طبيب واحد مختص في الأمراض العقلية والنفسية بالقطاع العام بالمدينة، رغم أن الإقليم يعرف موجة انتحارات مستمرة، في الوقت الذي لا يتجاوز عدد الأسرة بخصوص قسم الأمراض العقلية بمستشفى شفشاون 26 سريرا فقط، حيث يراقب هذا الطبيب مجموع الأسرة بشكل دوري، مقابل 29 ممرضا مختصا في هذا المجال.
وأعلنت وزارة الصحة عن هذه المعطيات، في رد على استفسارات برلمانية بخصوص ظاهرة الانتحارات، والمرضى العقلانيين الذين يجوبون مدينة شفشاون، وسط مطالب بضرورة البحث عن صيغ جديدة لإحداث مستشفيات خاصة بالأمراض النفسية على مستوى الأقاليم الشمالية، منها على وجه الخصوص مدينة شفشاون، حيث قالت تقارير في الموضوع إن إقليم شفشاون استيقظ أخيرا، وتحديدا جماعة بني رزين على خبر وقوع جريمة بشعة، راحت ضحيتها طفلة رضيعة لم تتجاوز بعد شهرها الثامن، أنهى حياتها عمها المختل عقليا. وتجدر الإشارة حسب التقارير نفسها، إلى أن هذه المنطقة تعرف انتشارا ملحوظا لتزايد أعداد المختلين عقليا، وفي ظل غياب أو ضعف الأطر الطبية المختصة يظل هؤلاء المرضى دون عناية، مما يجعلهم يشكلون خطرا على المحيطين بهم. في الوقت الذي تعرف عدة مناطق جهوية نقصا في خدمات الصحة النفسية والعقلية، والتي تبقى متمركزة أساسا في محور الرباط والدار البيضاء، حيث تكون جد متردية وضعيفة في أقاليم الشمال، الشيء الذي يجعل كل من يعاني من اضطرابات نفسية وعقلية يشكل خطرا على نفسه وعلى محيطه، وخير دليل على ذلك ما تعرضت له هذه الطفلة الرضيعة، حسب التقارير ذاتها.
يشار إلى أن هذا الملف سبق أن وصل إلى عدة مؤسسات حكومية، حول تنامي هذه الظاهرة بإقليم شفشاون، وهو ما أضحى يقلق كثيرا من الأسر والعائلات، حيث لا يمر شهر واحد دون تسجيل حالة للانتحار لأسباب مختلفة، منها الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، علما أنه يوجد بشفشاون مستشفى متخصص في الأمراض العقلية، وهو ما يجعل إنجاز دراسة عن هذه الظاهرة المؤلمة بالإقليم وتشخيصها، وكذا معرفة أسبابها، ضرورة ملحة، حسب بعض المصادر المحلية. في وقت سبق لفعاليات مدنية وحقوقية أن دقت ناقوس الخطر بفعل هذه القضية، كما دعت إلى القيام بدراسة شاملة للوقوف على الأسباب الكامنة وراء ما يجري.





