
أكادير: محمد سليماني
فجّر طبيب يشتغل بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني حقائق صادمة من داخل المركز الاستشفائي عبر شريط مصور، كشف فيه تفاصيل مثيرة لعدد من الممارسات والسلوكات.
وحسب الشريط المصور، الذي انتشر بسرعة فائقة عبر تطبيقات الهواتف النقالة، فقد كشف الطبيب الذي التحق بالمستشفى، قبل خمسة أشهر، أن الأطباء خلال الاستشارات الطبية والفحوصات السريرية ظلوا يوجهون المرضى الوافدين على المستشفى الجهوي الحسن الثاني إلى مصلحة التحاليل البيولوجية، قصد إجراء بعض التحاليل الطبية من أجل اتخاذ القرارات الطبية الصائبة، إلا أنهم ظلوا يُواجهون بمبررات عدم وجود هذه التحاليل بالمستشفى، وبأن الأجهزة المخصصة لذلك معطلة، وغيرها من المبررات، رغم أن كثيرا من هذه التحاليل بسيطة جدا، إلا أنه، حسب الشريط المصور، ظهرت فجأة هذه التحاليل، وأصبحت تُجرى داخل المستشفى مباشرة في اليوم الموالي من تنظيم عدد من فعاليات ونشطاء وحقوقيي مدينة أكادير وقفة احتجاجية أمام المدخل الرئيسي للمستشفى بداية شتنبر الجاري.
وكشف الطبيب في شريطه المصور أن مصلحة المستعجلات بالمستشفى أضحت، في الآونة الاخيرة، فارغة من المرضى مقارنة بالشهور والسنوات الماضية. ومرد ذلك حسب الطبيب هو الخوف الذي أصبح يتملك المرضى والمرتفقين من السمعة السيئة التي أضحت لصيقة بهذا المرفق، بعدما أصبح يوصف بمستشفى “الموت”، لذلك لم يعد المرضى يفدون بكثرة على المستعجلات، خوفا على حياتهم.
وفي خضم الاحتقان الكبير والاحتجاجات المتواصلة منذ أسابيع، ضد تردي الخدمات الصحية بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، فقد أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أول أمس الثلاثاء عن شغور منصب مدير المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، وفتحت هذا المنصب للتباري من جديد أمام الأطر الصحية والطبية للترشح والتنافس. وكان وزير الصحة والحماية الاجتماعية السابق، قد عين الطبيب جامع لعظم، مديرا للمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، في نهاية أبريل 2021، بعدما ظل المستشفى في حالة فراغ إداري.
يشار إلى أن هذه المؤسسة الصحية الكبرى تعاني من مشاكل كبيرة، على مستوى التسيير والتدبير، الأمر الذي يؤثر بشكل مباشر على الخدمات المقدمة للمرضى والمرتفقين، في ظل النقص الكبير من الموارد البشرية، خصوصا الأطباء الاختصاصيين والجراحين، والنقص في الأدوية والمستلزمات الطبية الأمر الذي ينعكس على مستوى تلبية الخدمات الطبية المطلوبة. كما عرف المركب الجراحي للمستشفى قبل أيام شبه شلل تام، جراء النقص الكبير في مواد التخدير.





