
إن العيش بدون ضغوط أمر مستحيل في المجتمعات شديدة الترابط. ولكن يجب أن نعرف أن للضغوطات تأثيرا سلبيا كبيرا على صحتنا، لهذا من المهم التعرف على ما هي علامات التوتر والضغوط التي تظهر على الجسم.
إن الإصابة بالإجهاد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب والجهاز التنفسي، زيادة في قوة العضلات، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع سكر الدم ومستويات الدهون، تباطؤ النشاط الهضمي، تفاقم التعرق، تنشيط الجهاز العصبي اللاإرادي الذي يتحكم في العديد من الوظائف وزيادة الإفرازات الهرمونية للأدرينالين والكورتيزول. فالإجهاد هو استجابة فسيولوجية للعناصر الخارجية التي تؤدي لاضطراب التوازن. وإذا كان البشر حساسين لحالة التوتر هذه، فذلك لأنه يمثل ميزة معينة، فالآثار الفورية تسمح بمواجهة الخطر، والرد بسرعة والفرار إذا لزم الأمر.
تحدث المشاكل المتعلقة بالضغط بشكل رئيسي عندما تصل إلى مرحلة مزمنة، أي عندما تستمر التأثيرات البيولوجية، هناك خطر متزايد من الأمراض المزمنة، أو تفاقم الأمراض الموجودة مسبقا. وتشمل هذه، على سبيل المثال، إرهاق العضلات والألم، وتفاقم أمراض الرئة مثل الربو أو فشل الجهاز التنفسي، أو مرض السكري أو الأمراض الجلدية، وضعف جدران الشرايين، واضطرابات الجهاز الهضمي. وأظهرت دراسة كبيرة نسقها باحثون سويديون وأيسلنديون، نشرت في أبريل 2019 في المجلة الطبية البريطانية، أن تفاعلات الضغط الشديد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض القلب بنسبة تزيد عن 60 في المائة، كارتفاع ضغط الدم، السكتة الدماغية، احتشاء عضلة القلب.
هناك العديد من الإشارات التي يمكن أن تنبه الشخص عندما تصبح المشكلة منتظمة جدا أو متكررة. ويمكن أن تختلف هذه الأعراض اعتمادا على الحساسيات الفردية وفترات الحياة. وهناك إشارات فسيولوجية بسيطة، مثل زيادة التعب، واضطرابات النوم، أو بعض أعراض آلام الظهر، وجع المعدة، الصداع، وما إلى ذلك.. ويمكن أن تكون المظاهر عاطفية، مع القلق أو نفاد صبر أو فقدان السيطرة العاطفية وحدوث مشاكل، كمشاكل التركيز، والذاكرة أو المشاكل السلوكية، مع مشاكل الإدمان كالكحول والتبغ والطعام، أو الانسحاب أو الفوضى أو التغييرات في العادات الشخصية. ويعد تواتر هذه الأعراض ومدتها، وخاصة تراكمها، معايير مهمة جدا لتحديد مستوى المخاطر الصحية.





