شوف تشوف

الرأيالرئيسية

«طيارات» من طهران

إيران تزود «البوليساريو» بطائرات درون. خبر قديم جديد في آن. منذ السنة الماضية وحتى الآن، هذه المرة الثانية التي تتسرب فيها معلومات من هذا النوع. إذ إن هذا النوع من الأخبار يُفترض أن يكون سريا، وليس معلنا مثل أخبار توزيع الأغطية والدواء على المناطق المنكوبة.

الحقيقة أن إيران لم تزود البوليساريو بأي شيء، وإنما تزود الجزائر. وجنرالات هذه الأخيرة يتولون تمكين مقاتلي البوليساريو من هذه التجهيزات.

المغرب حتى الآن، تمكن رسميا من إفشال تحركات كثيرة في المنطقة العازلة باستعمال تكنولوجيا مراقبة متطورة. بينما لم نسمع أبدا عن استعمال «البوليساريو» لأي تكنولوجيا. وآخر ما تركه مقاتلو البوليساريو وراءهم عندما أرادوا «السيطرة» على معبر «الكركرات»، قبل عامين تقريبا، هي أحذيتهم البالية وهم يلوذون بالفرار صوب الصحراء.

آخر التقارير التي تناولت موضوع طائرات الدرون الإيرانية، ما كتبه الخبير في الشأن الاستراتيجي، «ولين كينغ». يقول هذا الخبير الأمريكي إن إيران تملك طائرات مسيرة، تنتشر حاليا في منطقة شمال إفريقيا، وقد تشكل هذه الطائرات خطرا على المغرب.

لم يفت هذا الخبير الأمريكي أن يشير إلى القلق الغربي من سرعة تطور تكنولوجيا الطائرات المسيرة الإيرانية. إذ إن الإيرانيين يشتغلون على هذا النوع من الطائرات منذ حربهم مع العراق، قبل أربعين سنة، وقطعوا أشواطا مهمة في تطوير تكنولوجيا لاسلكية للتحكم في الطائرات المسيرة، إلى أن جاء عهد طائرات «الدرون» ليقتحمها الإيرانيون بقوة.

سبق لتقارير دولية أخرى أن أكدت وجود تحركات إيرانية في الجزائر، لتدريب عناصر من البوليساريو ميدانيا. وهو ما يؤكد وجود تدخل إيراني في المنطقة لاستغلال الخلاف الحدودي بين المغرب والجزائر، وتمويل انفصاليي البوليساريو، المستقرين في التراب الجزائري.

التقارير الأمريكية الرسمية تتهم إيران بتمويل الإرهاب وتقديم المساعدة للجماعات الانفصالية التي تشكل أقليات كبرى في المناطق الحدودية. ولا شك الآن أن البوليساريو على رأس لائحة الجماعات الانفصالية، التي تمولها إيران بوساطة جزائرية.

لكن ما هي قدرات هذه الطائرات الإيرانية المُسيرة؟ يؤكد السيد «كينغ» أن الطائرات الإيرانية حتى الآن تبقى منخفضة التكلفة وسهلة الإخفاء والنقل من إيران إلى المناطق التي تستهدفها، وتستطيع التحليق لأربع وعشرين ساعة متواصلة.

تقارير أخرى تؤكد أن إيران لم تمكّن الدول الحليفة لها، مثل الجزائر، من النوع المتطور من هذه الطائرات.

لكن المعروف، حسب الخبراء دائما، أن التاريخ العسكري الإيراني يخلو من أي إمدادات للأسلحة التي تطورها على مدى سنوات طويلة، لأي دولة أخرى مهما كانت قريبة من إيران. إذ إن الإيرانيين حريصون ألا تخرج أسلحتهم المحلية عن حدود بلادهم، باستثناء الأسلحة الأقل تطورا والتي لا تتعلق أبدا بأبحاثهم النووية التي تقلق الغرب منذ سنوات.

وتكتفي إيران بتوزيع طائرات الهدف منها إرسال صور جوية للمناطق والمنشآت، ومشكلتها أنها تُرصد بسهولة بالرادارات. وهو ما يفسر الحملة الأخيرة لإسقاط طائرات الدرون في المنطقة الحدودية، حيث أعلن المغرب في مناسبات متفرقة عن تمكن قوات الجيش من إسقاط طائرات بدون طيار بعد دخولها أجواء المنطقة العازلة. في حين شنت طائرات مسيرة مغربية، من جيل أكثر تطورا، جولات تمشيط للمنطقة الحدودية وأجهضت محاولات كثيرة للتسلل عبر الحدود، لمقاتلين من البوليساريو.

الإيرانيون في السلطة يكرهون المغرب منذ قيام الثورة الإيرانية، ولا بد أن التقارب بينهم وبين الجزائر مرده إلى المصالح المشتركة في تقسيم شمال إفريقيا وإضعافه. فالذين يحكمون الجزائر اليوم ليس لديهم أي مشكل في أن تنقسم بلادهم إلى أكثر من دولة، ما داموا سوف يحصلون على الدعم من دول مثل إيران، مقابل كل دولة «فرعية» يؤسسونها.

أما طائرات الدرون فتوجد في كل مكان، وأعدادها حول العالم، بما فيها طائرات الدرون الخاصة بالتصوير، تفوق أعداد المواطنين في بعض الدول.

 

يونس جنوحي

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. حكام الجزائر العسكر ليس لهم أي تصور لبلادهم وذلك مند إنشاء الجزائر سنة 1962 فلا تاريخ ولا أمة وإنما عبارة عن ملحقة ثانوية وذلك مند عدة قرون أيام الدولة العثمانية فمن الصعب أن تكون هناك رؤية سياسية واستراجية الدولة وإنما عسكر ذوي كفاءات تسيير الثكنات لا أكثر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى